بفتح الهمزة وكسرها ، والنابت (لأنه كالنبتة في الأرض السهل) ، وجبل الرحمة ، والقُرين (بضم القاف) وهو جبل صغير يتكون من حجارة صلدة كبيرة يقع في شرق عرفات بين الطريق رقم 8،7، وعند تقاطع خط عرض21ْ، 21،02شمالاً وخط طول39،69،05 شرقاً ، ومسجد نمرة على بعد نحو(1.5)كم منه . ودرجه في الجهة الجنوبية منه بعدد168 درجة، وسطح الجبل مستو واسع يدور عليه حائط ساند ارتفاعه نحو(57)سم، وفي منتصف الساحة دكة مرتفعة بحوالي (40)سم، وعلى طرفها علم إرشادي (الشاخص) مربع بارتفاع 8م وعرض1.80م، من كل جهة ، وبأسفل هذا الجبل مسجد الصخرات ومجرى عين زبيدة ، ويحيطه في السهل رشاشات الماء بارتفاع نحو 4م في أعلاها أنابيب متحركة لرش الماء وقت الوقوف لتلطيف الجو ولتخفيف حرارة الشمس عن الوقفين عنده من الحجيج. ويقول فضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد (عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة) : وهذا الجبل لم يأت له ذكر قط في السنة المشرفة ، ولهذا قرر غير واحد أنه لم يثبت في خصوصه ولا فضله حديث ولا أثر. وبالتتبع حصل أن اسمه الذي اسمته العرب هو (ألال) على وزن (سَحَاب) وعليه الأكثر، أو على وزن (هِلال)،كما في كثير من أخبار العرب وأشعارها. وجاء في روايات عن ابن عباس رضي الله عنهما أسندها الفاكهي ، والطبري، وغيرهما ، ذكره باسم: (جبل عرفة). وأقدم نص وقفت عليه في ذكره باسم: ( جبل الرحمة)، هو رحلة ناصر خسرو (ت444) المسماة " سفر نامة"، ثم هو منتشر بعد في كتب الفقهاء والعلماء من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم. وقال الجويني-رحمه الله تعالى- في : " نهاية المطلب" قال : ( في وسط عرفة جبل ، يقال له : جبل الرحمة ، ولا نسك في الرقي عليه وإن كان يعتاده الناس) انتهى. وقال المحب الطبري-رحمه الله تعالى- في " القِرَى" 386-387 : ( ولا يثبت في الجبل الذي يعتني بصعوده خبر أثر...". وقال ابن جماعة الشافعي المتوفى سنة767-رحمه الله تعالى- في منسكه: " هداية السالك" ( وما اشتهر عند كثير من العوام من ترجيح الوقوف على جبل الرحمة على الوقوف على غيره أو أنه لا بد من الوقوف عليه، واحتفالهم بالوقوف عليه قبل الوقت وإيقادهم الشموع عليه ليلة عرفة، واهتمامهم بذلك باستصحابها من بلادهم واختلاط النساء بالرجال ، صعوداً وهبوطاً، فخطأ وجهالة وابتداع قبيح ، حدث بعد انقراض السلف الصالح ، نسأل الله-تعالى- إزالته ، وسائر البدع....) = ويورد فضيلة الشيخ بكر أبو زيد بعض ما أحدثه الناس من الأقوال والأفعال المبتدعة في السنوات السابقة وبعضها مازالت له بقايا وآثار تظهر في أفعال بعض الحجاج -عفا الله عنهم-: 1-إيقاد الشموع والنيران ليلة عرفة على جبل إلال : وقد أنكرها العلماء منذ القرن السادس الهجري. 2-نصب رايات أمراء ركب الحجيج (تعدل في زماننا رايات رؤساء بعثات الحج، أو ماشابهها). 3-عزف الموسيقى والمزامير عند الجبل ساعة الإنصراف : جاء في : "مرآة الحرمين" لإبراهيم باشا ، و"الرحلة الحجازية" لمحمد لبيب البتنوني ونقله عنه الكردي في " التاريخ القويم". 4- التلويح بطرف الرداء أو المنديل للتلبية والتكبير. 5- جعل الجبل هو الأصل في الموقف. 6-أداء الصلاة على الجبل من البدع المنكرة قصد أداءِ صلاة تطوع أو فريضة عليه. 7-أخذ شيء من تراب الجبل. 8-التمسح بالشاخص وتقبيله، والصلاة إليه، وقصد الدعاء عنده ، ورفع اليدين متوجهاً إليه الداعي. 9-الكتابة على الشاخص ، أو الطواف به. 10-ربط الخرق : هذا عمل مشاهد من بعض حجاج الآفاق يربطون الخرقة على الشجر في عرفات، وعلى الحصيات في جبل عرفات . 11- وضع رسائل مكتوبة في قصاصات ، وشيء من الشَّعَر ، والنقود، والصور، والخرق المعقودة في شقوق الصخرات لاعتقادات متعددة، كالرجوع إليه مرة أخرى، أو ليحج فلان، أو لشفاء مريض، أو لتحمل امرأة لم تحمل بَعْدُ . وهكذا. 12- الصَّبُّورة: رجماً من حصيات أو ماشابه ليحج العام القادم ، أو لشفاء مريض. 13-المناداة لمن لم يحج : حتى يحج العام القادم. وكل هذه بدع محرمة ، وقُرَبٌ شيطانية مُسْتَشْنَعَة ، وقد يصل بعضها إلى حد الشرك كما بينها العلماء.[/JUSTIFY] [LEFT] نقلاً –بتصرف- عن كتيب "جبل إلال بعرفات تحقيقات تاريخية شرعية" ، لبكر بن عبدالله أبو زيد. اختيار وترتيب:: الباحث التاريخي الشريف محمد بن حسين الحارثي مكة المكرمة