في الآونة الأخيرة سمعنا وشاهدنا بعضا ممن ممثلي القبائل يتسابقون إلی شراء البعارين والخرفان، ويقومون بشحنها أو بالتخطيط إلی شحنها إلی مواقع قواتنا المسلحة في الحد الجنوبي، بزعم أنهم بتلك الأفعال يكرمون جنودنا البواسل، ولم يفطن أولئك الجهلة أنهم لم يحسنوا صنعًا بما يقدمون عليه من عمل رجعي متخلف.. جنودنا البواسل في حالة حرب ويخوضون معركة الكرامة، وإعاشتهم متوفرة بأعلی المواصفات ومقننة من قبل الدولة، وليسوا بحاجة إلی هذه الفزعات القبلية الجاهلة التي يرتكبها بعض الحمقی من رعاع القبائل، والتي لا تفيد بقدر ما تضر .. إذا كان المجتمع السعودي بجميع قبائله وشرائحه يود تكريم جنودنا البواسل، فهناك طرق ووسائل حضارية أخری أفضل وأجدی من استعراض البعارين والخرفان، ومن ضمنها الالتفات لأسر الجنود والاهتمام بهم وقضاء حوائجهم، كالمساهمة في دفع الإيجار للمستأجرين منهم لمن تعاتي أسرته من تعثر أقساط الإيجار، ومنحهم بطاقات تخفيض لمبيعات الأسواق وتذاكر السفر، وكذلك صرف بطاقات تأمين طبي لأسر الجنود القاطنين في البادية وفي القری والأرياف والبعيدين عن المستشفيات العسكرية .. هذه الوسائل وغيرها، تعتبر عينة مقبولة ومطلوبة لأوجه الدعم والمساندة لخدمة جنودنا البواسل، أما الاستعراض بالبعارين والخرفان وشحنها إلی الجبهة فتلك مظاهر قبلية سيئة، وتدخل ضمن سلسلة الهياط المجتمعي المنبوذ، جنودنا في الجبهة بحاجة فقط إلی الدعاء لهم والرفع من معنوياتهم، فكلنا نمثل الوطن وكلنا مسؤولون عن حمايته والذود عنه، بعيدًا عن النعرات القبلية التي يتباهی بها بعض ضعاف العقول، وقواتنا تخوض الحرب ونحن فخورون بهم، وبانتصاراتهم المتتالية، وفقهم الله ونصرهم، وخذل عدوهم، وحمی بلادنا من كل حاقد وشرير، ووفق الله ولاة أمرنا وحفظهم، وأدام الله علی وطننا الأمن والأمان والاستقرار. د . جرمان أحمد الشهري