عبدالرحمن الأحمدي

أبو زيد و المجلس البلدي

اعتدنا منذ سنين في المجتمعات العربية أن الإحالة إلى اللجان أو المجالس للدراسة أو الاستشارة ضياعٌ للوقت ليس إلا،-وإن كان لكل قاعدة شواذ-فما حقيقة تلك اللجان والمجالس للأسف إلا مقبرة للقضايا المنظورة لصالح المواطنين ..ففي المجتمع المحلي هنا تتشابه المقابر العملية لدينا مع مقابر المجتمعات الأخرى مع فارق التوقيت التعطيلي طبعا.. فالتأخير لدينا مبالغ فيه جدا لدرجة اليأس والنسيان. فالقرارات القوية فورية مباشرة ولا تحتاج إلى دراسات ورؤى لا تقدم ولكنها تؤخر.. فمِثل القرارات الأخيرة المتناغمة مع التحول الوطني (2020) ومع رؤية (2030) لم تأخذ أبدا كثيرا من الوقت! فمن المعروف في أي مكان في هذا العالم أنَّ القرارات المنسجمة مع التخطيط الاستراتيجي ومعدة بشكل متقن وواضح. من الطبيعي أن تكون حينها أدوات التنفيذ لدى الإدارات الوسطى والإدارات الدنيا أيضا سهلة ومرنة ولاتحتاج إلى الروتين الإداري المرهق والممل.

ولقد استبشر المواطنون في بداية عهد (المجالس البلدية) في جميع الأمانات، وتفاعلهم معها كان كبيرا.. وخاصة في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، وفي الدورة الأولى له؛ فقد أتجه الكثير بتلقائية جميلة دون الاعتبارات التي أصبحت في الدورات الأخيرة مُعِينة ومساعِدة لفوز مرشح على آخر، وهي معروفة للجميع..!!وكنت أحد المتجهين بعفوية تامة لمقر المرشح حينذاك الشيخ الدكتورأحمد نافع المورعي لحسن الظن فيه ولحسن سيرته الشخصية وغيره من المرشحين الأفاضل وقتها .. وذلك لتوفُّر وانطباق نفس الصفات عليهم. ولحداثة مثل تلك المجالس على المواطنين فقد ظنوا خيرا في سرعة الحصول على الخدمات ولكن كل ذلك ذهب ولم يعد. ففهم حينها الأغلبية الوضع..!!

وحاليا يأمل المجلس البلدي الحالي انتزاع خدمات بلدية مطلوبة ليقدمها للمستفيدين ولا أقول الحصول؛ لأن الصورة اتضحت وعرف الناس أن المجلس البلدي ماهو إلا محاولات بريئةووديعة للحصول على خدمات ممكنة فما واقع الأمر إلا إنه يقبع تحت مظلة الأمانة شاء من شاء ورفض من رفض ويكفى أن مطبوعات المجلس تثبت أنه تابع للأمانة..!! وهذه صورة مصغرة للهيمنة الإدارية على أعمال المجلس.. يقول عن ذلك.. الأستاذ إبراهيم عبدالرؤوف بن حسين مؤسس قروب “أصدقاءالمجلس البلدي في مكة المكرمة ” : المجلس البلدي في العاصمة المقدسة دوره عقيم ومبتور..وفي اعتقادي أنه يعد استشارياً لأمانة العاصمة المقدسة..لذا يجب أن يعاد تقييمه وتنظيمه.. وإعطائه صلاحية أكبر؛تحقق الهدف من إنشائه..وإذا بقي على حالته فإنه لن يقدم شيئا..” نعم..!! وعلينا أن نعمل مقارنة سريعة اذا أردناأن نعرف فصول الحقيقة كاملة للخدمات البلدية قبل مولد المجالس البلدية.. وبعد وجودها فلن نشعر بالفرق الكبير وكأن لسان الحال يأتي على خطى كلمات المثل المعروف: كأنك يابو زيد ما غزيت. فمتى يسمح ولي شأن (أبو زيد) بمزيد من الصلاحيات..!؟ فالناس يسرهم ويفرحهم رؤية قبلةالمسلمين العظيمة ومرجانة الدنيا في أحلى حللها.. وأنت أيها المجلس البلدي المأمول معذرة.. إذا أنت لم تنجز.. فمن البدهي أنت غير موجود.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى