وفود الرحمن قَدِمت من كل حدبٍ وصوب ,, يكسوهم البياض ,, ملبين مكبرين يرجون مغفرة ورحمة وغسل للذنوب للرجوع كما ولدتهم أمهاتهم ,, إنهم ضيوف الرحمن الذين قدموا إلى مكة شرفها الله ,, وكلهم ترقب للوقوف بين يدي الله باذلين الغالي والرخيص لنيل هذا الفضل ,, ليستقبلهم أبناء الوطن ميسرين كل السبل لراحتهم حتى رجوعهم لبلادهم . قد يعرف الكثيرين مدى الجهد الذي يقوم به أبطالنا في مكة من ساعة وصول الحجاج وحتى مغادرتهم إلى بلادهم آمنين ,, لكن لم يعرفوا التفاصيل الخفية وراء هذا الجهد ,, لكن كوني إبنة مطوف وهو المطوف منصور أحمد سليم الدين منشي وكوني شَرِفتُ بأن أكون مستشارة اللجنة الإعلامية بمكتب الخدمة رقم 23 التابع لمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا وهو أول مكتب يجمع أحفاد عائلة المطوف أحمد سليم الدين منشي فقد سُخر لعائلتي بفضل من الله خدمة ضيوف الرحمن وهذا بحد ذاته فخر أضيفه لسيرتي ,, فقد عشت تفاصيل هذه التجهيزات التي يقوم بها أعضاء مؤسسة جنوب آسيا والمكاتب التابعة لها من تجهيزات دقيقة لأقل التفاصيل حتى البسيطة منها قبل وصول ضيوف الرحمن إلى أرض المملكة وكيف يتم إستقبالهم في جميع الأوقات من ليل ونهار لإنهاء إجراءات دخولهم ثم نقلهم وتصعيدهم للمخيمات التابعة لهم في منى وعرفات ومزدلفة وما لمسته من إستقبال و تجهيز مميز للمخيمات بكل سبل الراحة هذا بالإضافة إلى تواجدهم لحل أي مشكلة قد يتعرض لها الحاج ليلاً أو نهاراً دون كلل أو ملل ,, وكل هذا ليتفرغ الحاج لعبادته تاركاً كافة التفاصيل لهؤلاء الأبطال فهم أهل لها . ولا أغفل جهود عضوات اللجان النسائية في إستقبال الحاجيات بالورود والحلوى والهدايا ,, وتقديم كافة الخدمات لهم وتثقيفهم بالمعلومات التي قد يحتاجونها في فترة الحج ,, والتي تعتبر تفعيلا لمبادرة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا في تأسيس لجان نسائية لخدمة الحاجيات . كل هذا الجهد والتعب وتلك الإبتسامة لا تغادر محياهم رغم شدة التعب والسهر ,و لكن فرحتهم بخدمة الحجيج تنسيهم هذا التعب . كل تلك التفاصيل كنت أراها من خلف الشاشات فقط ولا أعرف تفاصيلها ,, الآن أصبحت أعيشها وأشعر بها وتفيض مشاعري حنيناً للمشاركة معهم في الميدان ,, أي مشاعر قد تفيض وأنا أرى الإبتسامة في أعينهم وهم يلمسون فرحة الحاج لقضاء حاجة له ؟!! وأي مشاعر قد تكون وهم يسمعون الدعوات لهم بالتوفيق من حاج ليس بينه وبين الله حجاب ؟! فأي شرفٍ كسبناه بخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم ,, وأي فخر ونحن أبناء مكة التي شرفها الله ؟!! وأي فخر وشرف ونحن أبناء المملكة العربية السعودية ,, وتحت راية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي يحرص على توفير كافة الخدمات لضيوف الرحمن . نحن خادمون لضيوف الرحمن ,, فأي فخر هذا ؟!! وأي شرف هذا ؟!! ندى منصور منشي