الأحياء العشوائية كما يطلق عليها تفتقد الى كثيرٍ من مقومات الحياة بما فيها البنية التحتية الجيدة المواكبة للعصر الحديث وما ننعم به من تحول وطني في جميع المرافق في ظل الرؤية المباركة 2030 رؤية سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وقد مر على الاعتداء على تلك الأحياء دون تخطيطها عشرات السنين ثم خرج منها المواطنين الأساسيين لسوء التنظيم والتخطيط كما أسلفنا وأصبحت تستغل من قبل العمالة السائبة ومخالفي نظام الإقامة وعديمي الضمير لممارسة أي عمل يدر عليهم دخلاً سواء كان عملاً مشروعاً أو فاسداً لأن الهدف هو الحصول على المال بأي وسيلة كانت وقد ساعدهم في ذلك ضيق الشوارع وسوء التخطيط وعدم امكانية وصول الجهات الخدمية والأمنية اليها بسهولة ولذلك أصبحت تلك الأحياء أوكاراً لممارسة الرذيلة ومسارحاً لارتكاب الجريمة فضلاً عن ممارسة السحر والشعوذة والتخلص من الجثث المجهولة دون تبليغ وغيرها من الظواهر السلبية .
وقد ساهم سوء تخطيطها وعدم إمكانية الوصول الى العمق الإستراتيجي فيها و ضعف البنية التحتية بها فلا إنارة كافية ولا شوارع فسيحة ولا مداخل آمنة بالإضافة الى ضعف شبكة الإتصالات ساهم بشكل فعال في تدني جودة الحياة بها وأصبح يشكل عائقاً أمنياً للدوريات الأمنية والمرورية ومختلف أجهزة الرقابة التابعة لوزراة التجارة أو وزارة البلديات والإسكان أو وزارة الصحة أو غيرها من القطاعات الخدمية والرقابية التي يهمها مصلحة الوطن والمواطن والمقيم وتوفير سبل الراحة له وأغلب تلك العوائق التي أشرت اليها عوائق متعمدة ساهم في ايجادها السكان الغير نظاميين لتسهيل عملية الهروب حال تواجد الأجهزة الأمنية والرقابية!! .
لذلك سعت الدولة رعاها الله الى ترقيم تلك المساكن وإشعار السكان بضرورة إزالتها وإعادة إعمارها وتنظيمها على الطراز الحديث وحددت مهلة لهم للمغادرة كما قامت بتعويضهم والبحث لهم عن مساكن بديلة آمنة .
وكما يعلم الجميع الدولة أعزها الله وأدامها مهتمة بالمقيم على أرضها اهتماماً لا يضاهيه إهتمام مالم يرتكب جرماً يؤدي الى التحقيق معه ومحاسبته وقد اتضح ذلك جلياً أثناء أزمة كورونا حيث
صدرت توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين بمعالجة كافة المقيمين على أرض هذا الوطن الطاهر مجاناً حتى مخالفي نظام الإقامة منهم محافظة على أرواحهم و كذلك التعامل مع الإخوة اليمنيين والسورين الذين تعاملت الدولة معهم كضيوف وليس لاجئين وأكرمتهم ومدت جسور التعاون معهم مع كافة الجهات ولذلك من البديهي على المقيم والزائر أن يحترم التعليمات ويلتزم بها قبل أن يتم محاسبته.
أما العيون الساهرة فلا خوف عليهم في ظل المواطنة الحقة والضمائر المخلصة والإمكانات المتاحة، والدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة قامت على توطيد الأمن وإقامة العدل منذ نشأتها ويعتبر ذلك هدفاً من أهدافها الهامة وسبباً بعد توفيق الله فيما وصلنا اليه من وطن طموح ومجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وقد حصدت المملكة العربية السعودية المركز الأول في المؤشر الأمني متفوقة على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن عام 2019 ولا زالت تحتل مراكز متقدمة وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بالدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة أدام الله عزها .
ختاماً نتمنى من المواطن والمقيم التعاون مع أجهزة الدولة في إزالة الأحياء العشوائية ليحل محلها أحياء راقية تتوفر فيها كافة الخدمات لتنعم بجودة الحياة .
• كاتب رأي ومستشار أمني