
أحمد كمال- منذ انضمامه إلى نادي الهلال، شكّل ألكسندر ميتروفيتش قوة هجومية ضاربة، حيث تمكن من تسجيل 62 هدفًا وصناعة 12 تمريرة حاسمة خلال 72 مباراة لعبها بقميص الفريق. أرقامه كانت كفيلة بأن تمنحه مكانة خاصة في قلوب الجماهير، ويُنظر إليه كأحد أبرز المهاجمين في دوري روشن السعودي. ومع ذلك، يعيش اللاعب في الفترة الأخيرة تراجعًا واضحًا في مستواه، مما فتح باب الانتقادات والتساؤلات حول مستقبله، وأعاد طرح علامات استفهام عن مدى استمراريته في تمثيل الهلال على المدى القريب.
في الموسم الحالي وحده، خاض ميتروفيتش 29 مباراة، سجل خلالها 22 هدفًا وصنع 4، وهي أرقام تبدو جيدة على الورق، لكنها لا تعكس الواقع الحالي، خاصة عند النظر إلى أدائه في آخر 19 مباراة، إذ لم ينجح سوى في تسجيل هدفين فقط وصناعة تمريرة حاسمة واحدة، وهو ما لا يتناسب مع مهاجم يحمل آمال الجماهير ويقود هجوم فريق بحجم الهلال. هذا التراجع أثّر بشكل مباشر على نتائج الفريق وأدائه الهجومي، لا سيما في المباريات الحاسمة.
الغياب الطويل بسبب الإصابة كان أحد العوامل الجوهرية في هذا التراجع، حيث ابتعد ميتروفيتش عن الملاعب لمدة 12 مباراة، من 11 يناير إلى 28 فبراير، بسبب إصابة حرمته من المشاركة في وقت حساس من الموسم. وبعد عودته في 7 مارس أمام الفيحاء، والتي شهدت تسجيله هدفًا، لم يتمكن اللاعب من استعادة حسه التهديفي أو التوهج الذي عرف به، ما يشير إلى أن غيابه لم يكن مؤقت الأثر فقط، بل ترك بصمة واضحة على استقراره الذهني والبدني.
المدرب خورخي خيسوس أصر على إشراك ميتروفيتش أساسيًا في المباريات الأخيرة أمام النصر والاتفاق والخليج والشباب، إلا أن اللاعب لم يظهر بالمستوى المطلوب، مكتفيًا بهدف يتيم أمام الخليج. هذه المشاركات المتكررة مع استمرار ضعف الأداء، زادت من غضب الجماهير ودفعت بعض الأصوات إلى المطالبة بالتغيير، والتساؤل الجاد: هل انتهى وقت ميتروفيتش في الهلال؟
تزامن تراجع ميتروفيتش مع تراجع في نتائج الهلال أيضًا، حيث تضاءلت حظوظ الفريق في الحفاظ على لقب دوري روشن للموسم الثاني تواليًا. الفريق يحتل حاليًا المركز الثاني برصيد 61 نقطة، خلف الاتحاد المتصدر بـ68 نقطة بعد مرور 29 جولة. ومع اقتراب بطولة كأس العالم للأندية، بدأت أصوات الجماهير تتعالى للمطالبة باستقدام مهاجم جديد يكون جاهزًا لخوض هذا الاستحقاق العالمي الكبير، ويعطي الفريق دفعة هجومية إضافية.
من الجانب الاقتصادي، ما زال ميتروفيتش يحظى بقيمة سوقية كبيرة تبلغ 25 مليون يورو، وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت”، كما يمتد عقده مع الهلال حتى يونيو 2026. ورغم عمره الذي بلغ الثلاثين، إلا أن وضعه المالي والتسويقي ما زال مستقرًا، ما يمنح الإدارة فرصة للنظر بخيارات متعددة: إما المراهنة على استعادة مستواه، أو التفكير في الاستفادة من قيمته الحالية في سوق الانتقالات.
وبالنظر إلى الصورة الكاملة، يمكن القول إن تراجع أداء ألكسندر ميتروفيتش في الفترة الأخيرة يعود إلى عدة أسباب متداخلة، منها تأثير الإصابة الطويلة، والضغوط النفسية الكبيرة، والإرهاق البدني والذهني الناتج عن التزامات الموسم، إضافة إلى الاعتماد المفرط عليه في التشكيلة الأساسية دون منح الفريق فرصة لتجريب خطط هجومية بديلة. لذلك، على إدارة “الزعيم” أن تقوم بمراجعة شاملة لدوره في المرحلة المقبلة ومحاولة إيجاد حلول سريعة تضمن عودة التوازن الهجومي للفريق سواء بإعادة تأهيل اللاعب نفسيًا وبدنيًا أو تعزيز الخط الأمامي بعناصر جديدة، في ظل استعدادت الفريق النهائية للمشاركة في كأس العالم للأندية بشهر يونيو المقبل.