المحليةالمقالات

ربما يشرق في الكون فجر جديدْ

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]ربما يشرق في الكون فجر جديدْ[/COLOR] [COLOR=blue]م/عبدالله الدمياطى[/COLOR][/ALIGN]

([COLOR=green]فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ[/COLOR])
سبحان المعز المذل المتفرد بالكمال والعظمة والجبروت «مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ«
هذ ا انتقام الله من كل مستبد وطاغية من الرؤساء العرب الذين ظلموا واستبدوا وتجبروا..
«فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ«

لقد طويت صفحة [COLOR=crimson]القذافي [/COLOR]كما طويت من قبلها صفحات كثير من الطغاة الذين مروا على مدار التاريخ لقد طويت صفحة هامة من تاريخ ليبيا بموت الطاغية القذافى « وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا أنفسهم«

بعد كل هذا لا بد لنا من وقفة قصيرة نقرر بها جملة من المواقف المبدئية، والمشاعر الشخصية، التي تداعت إثر عملية موت [COLOR=crimson]القذافى [/COLOR]أو قتله..
أنا لم أكن سعيدا بموت [COLOR=crimson]القذافى [/COLOR]بهذه الصورة ولا يساء الفهم وهذه سمة واضحة في حوارات هذه الأيام ، إن مصدر الحزن ينبع من قراءة استراتيجية وأخلاقية للحدث ،أن المحزن وبشدة هي تلك الروح المتشفية التي بدت على بعض الثوار الذين لم يراعوا حرمة مشهد الموت وقداسته بغض النظر عن الميت..طيبا كان أم شريرا..خيرا كان أم فاسدا..عالما أو جاهلا..طاغيا أم ثائرا ..

ولا اعتقد أن هناك إنسانا عاقلا بامكانه التشكيك بدكتاتورية [COLOR=crimson]القذافى [/COLOR]لكن يبقى من حقنا كبشر متحضرين أن نعترض على الطريقة التي قتل بها والطريقة المشينة التي تم التعامل بها مع جثته وبشكل لا يمت للإنسانية بصلة فمعاملة الثوار [COLOR=crimson]للقذافى [/COLOR]لا يختلف كثيرا عن معاملته هو لهم لا بل قد يكون اشد وأقسى من جانب الثوار .

لقد شاهدت الفضائيات وتابعت الأنباء المتضاربة والمتناقضة إلا انه بالمجمل أصبحت لدينا قناعة كاملة بان [COLOR=crimson]القذافي [/COLOR]قد تم القبض عليه وهو حي يرزق وبكامل صحته كما قال احد أعضاء المجلس الانتقالي، ونقل لمكان ما وعذب وضرب وهذا واضح من خلال الدماء التي ملئت وجهه وتمت بعد ذلك تصفيته بطلقة في الرأس وأخرى في البطن على يد الـثوار.

لقد أظهرت القنوات الفضائية الإخبارية صور [COLOR=crimson]القذافي [/COLOR]وهو ممد على الأرض وأحذية الثوار على رأسه والبعض منهم اخذ ينتزع من جثة [COLOR=crimson]القذافي [/COLOR]ملابسه ويقلبه يمينا ويسارا وتناسى هؤلاء المتأسلمون بان للموت حرمة بغض النظر عمن يكون صاحب الجسد إن كان مجرما أو غير ذلك.
وهذا يعطينا انطباعا لا يقبل الشك بان عملية التغيير التي تمت في ليبيا هي مجرد تغيير بالأشخاص والأسماء على اعتبار أن أسلوب الانتقام والقتل لازال راسخا في سايكلوجية الفرد الليبي والعربي أيضا، فنحن اليوم بحاجة لثورة حقيقية تنبع من داخلنا تساهم في تغيير ثقافتنا المليئة بالعنف الموروث وبشكل ملفت للنظر يدعو للعجب والاستغراب.

الليبيون لا يستحقون أن يحكموا كبديل عن نظام [COLOR=crimson]القذافي [/COLOR]لأنهم الوجه الثاني من العملة [COLOR=crimson]القذافية [/COLOR]والتي تدين بمبدأ العنف وإلغاء سيادة القانون، إذ كان الأجدر بثوار ليبيا أن يحفظوا حياة [COLOR=crimson]القذافي [/COLOR]ويقدموه لمحاكمة عادلة وشفافة تهيئ فيها كل الظروف التي من شانها أن تبين جرائمه وليقتص منه القضاء والقانون ، حتى يضربوا مثلا حيا لبداية بناء دولة القانون ودولة المواطنة كما فعلنا مع الرئيس السابق مبارك ، لكنهم بهذه الطريقة التي قتلوا فيها [COLOR=crimson]القذافي [/COLOR]أعلنوا فشلهم ببناء هذه الدولة لا بل عبروا عن همجيتهم واستخفافهم بالقانون وبالإنسان ..

إن الدول لا تبنى بالحقد ولا تدار بالضغينة والتشفي في الجثث واهانتها والمجتمعات لاتستقيم بالانتقام والثأر والعدالة لا تتحقق بالشماتة في رجل سجين .

لا شك أن الموت من أعظم ما يقع بالإنسان من الابتلاء له وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ وبعيدا عن الشماتة حيث الشماتة لا تليق بأخلاقنا، والرحمة الإنسانيّة تحمل على الحزن بل والبكاء مهما كانت معاملة الميت، لقد قام النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودي قال” أليست نفسا” ؟ رواه البخاري ومسلم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى