أول من غسل الكعبة المشرفة في الاسلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, حيث دخلها عام فتح مكة ومعه بلال وعدد من الصحابة رضوان الله عليهم , وشاهد بداخلها عدد من الأصنام , وكذلك رسومات وصور لإبراهيم واسماعيل عليهما السلام يستقسمان بالازلام,فأمر صلى الله عليه وسلم بقطعة قماش وبله بماء زمزم وتم مسح تلك الصور وقال (تالله مااستقسما بهما) وأمر باخراج الأصنام من داخلها وسطحها وحولها ثم قام صلى الله عليه وسلم بغسل جدران الكعبة من الداخل, ثم قام من بعده الخلفاء والملوك بغسل الكعبة , حيث يعتبر بعض العلماء هذا العمل من مظاهر تطهير الكعبة التي امر المولى عز وجل بها حيث قال تعالى(وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) الحج 26
ويتم هذه الايام غسل الكعبة المشرفة من الداخل مرتان في العام, في 15 محرم وفي 15 شعبان من كل عام, حيث يقوم خادم الحرمين الشريفين أو من ينيبه بغسل الكعبة من الداخل بماء زمزم المخلوط بدهن العود والورد , ويتم غسل الجدران الاربعة بارتفاع نحو 4 امتار لكونها من الرخام, وكذلك ارضية الكعبة وهي مفروشة بالرخام ايضآ, ثم يتم اخراج الماء وتنشيفها وتطييبها.
ونظرآ لضيق مساحة الكعبة المشرفة , لذلك فيتم تحديد اسماء معينة مسبقآ للسماح لها بالدخول, وهذه بعض الآداب الخاصة باستحباب دخول الكعبة وآداب الدخول.
دخول الكعبة المشرفة مستحب لدخول الرسول صلى الله عليه وسلم لها, وقد جاء في كتاب شفاء الغرام للفاسي انه صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة المشرفة اربع مرات, ولكن ليس لهذا علاقة بنسك الحج والعمرة, وينبغي لمن وفقه المولى عز وجل وأذن له بدخول بيته أن يتحلى بالخشوع والسكينة والآدب, ويمكنه بعد الدخول الاتجاه مباشرة للجدار المقابل للباب(الغربي) وقبل ان يصل للجدار المذكور بنحو ثلاثة اذرع(نحو متر ونصف المتر) يصلي ركعتان لثبوت ذلك عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة كما عند البخاري, وهي مثل تحية المسجد, ويدعو في جوانب الكعبة ويسبح ويحمد الله تعالى الذي مكنه للدخول لاقدس بقعة على وجه الارض, ويحرص على عدم ايذاء احد, وقد اختلف العلماء في جواز صلاة الفريضة داخل الكعبة فقال الحنابلة لاتجوز واجازها المالكية مع الكراهة الشديدة واجازهابدون كراهة الشافعية والاحناف ,ولا ينبغي الاشتغال بغير التضرع للمولى عز وجل والدعاء بخيري الدنيا والاخرة, ولا يشتغل بالنظر لاجزاء الكعبة وتفصيلاتها الا لباحث او مهتم بتاريخهااو لاصلاحها , وقد روى الفاسي في كتابه شفاء الغرام ان ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال صلى الله عليه وسلم( من دخل البيت خرج مغفورآ له) ولم اقف على تخريجه, ولكن لاشك ان من دخل بيت ملك الملوك ودعا الله فلن يرده خائبآ فهو عز وجل اكرم الاكرمين لعباده في كل مكان فما بالك بمن يدخل بيته عز وجل,
وحبذا لو دخل المسلم وهو طاهر على وضوء متطيب , وينبغي الرفق وعدم ايذاء الاخرين عند الصعود والدخول للكعبة واذا لم يسمح لك فعد ولا تتسبب في الايذاء, ومن الادب عدم سؤال احد من الموجودين داخل الكعبة شئ من امور الدنيا.
ولينظر من يكثر من الدخول للكعبة المشرفة هل زاده هذا الامر تعظيمآ واجلالآ لله تعالى وبيته العتيق, فان كان ذلك فلا بأس بدخوله متى حانت الفرصة وان شعر ان هذا الامر اثر على هيبة الكعبة وتعظيمها في نفسه , فليكتفي بما قنع ابن عمر رضي الله عنهما لنفسه وهو اربع مرات,
ولا صحة لما يشاع عند العامة في ان من دخل الكعبة فلا يجوز له ان يمشى حافيآ ولا ان يتحدث عن ماشاهده, ولا ينظر لسقفها ولو نظر أوتحدث عن ذلك فسوف يحدث له العمى وغيرها من الأوهام, فلا صحة ولا أساس له, وقد وفقني المولى بالدخول للكعبة المشرفة عدة مرات,وقدمت العديد من البرامج والمحاضرات حول الكعبة المشرفة.
وليستشعر من وفقه الله عز وجل لدخول بيته هذا الفضل العظيم من مولاه الذي اختصه به من بين اكثر من مليار مسلم على وجه الارض وليكثر من الحمد والثناء والشكر لله تعالى, ويتقرب له عز وجل بما يحبه من عبادات وصدقات.
بارك الله فيك ونفع المسليمن بعلمك .