كان من أهم أولويات السياسة الداخلية للملك الصالح المؤسس/عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود –طيب الله ثراه- نشر العلم والتعليم في أرجاء الوطن بعزيمة وحزم، ومكافحة الجهل والأمية بمختلف صورها، وهذا يدل على حنكة المؤسس وبعد نظره وسياسته الحكيمة، إذ لا تنهض الأمم، ولا ترتقي الشعوب إلا بالعلم، لذلك بذل المؤسس جهوداً كبيرة مضنية في نشر العلم والتعليم، في مختلف القرى، والهجر، والمدن ببلادنا الغالية، وهكذا سار أبناؤه البررة الملوك من بعده؛ فحظي التعليم في عهودهم الزاهرة بتطور كبير وعناية فائقة، والحق أن التعليم بمختلف مراحله في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك/عبد الله بن عبد العزيز –أيده الله- كان محل اهتمامه الشخصي، وبذله السخي، فازداد نمواً وازدهاراً، في كل مؤسسات التعليم كماً وكيفاً، ناهيك عن إنشاء العديد من المؤسسات العلمية والتعليمية العليا الراقية في مختلف مناطق ومحافظات الوطن، هذا فضلاً عن البرامج المستقلة منها: برنامجه للابتعاث الخارجي، وغير ذلك من مظاهر دعمه، وتشجيعه، وبذله ألا محدود للعلم والتعليم. والملاحظ والجدير بالذكر هو أن هذا الدعم الكبير مصطبغ بتطور نوعيِّ متنامٍ وفق أحدث معايير الجودة، ومتوازٍ بما توصل له العلم من علوم ومعارف.
لقد ذلل خادم الحرمين الشريفين العوائق والمصاعب والعقبات التي ربما كانت في الماضي حائلاً أمام الطلاب والطالبات في مواصلة تعليمهم، وسهل لأبناء الوطن سبل تحصيل العلم حتى مراحله العليا، إيماناً منه حفظه الله بأهمية العلم والتعليم في بناء المجتمعات المتحضرة، والرقي بها، سيما وأننا أصحاب دعوة ورسالة سامية للعالم أجمع… والمبهج أنه بالرغم من قصر عمر النهضة التعليمية الشاملة بالمملكة، أصبحت إنجازات بعض مؤسساتنا العلمية محل إعجاب الخبراء والأكاديميين وإشادتهم إقليمياً ودولياً، بل أصبحنا نصدر خبرتنا وتميزنا للعديد من المؤسسات التعليمية الإقليمية والدولية –ولله الحمد-، وهذا يدل على ما وصل إليه المواطن السعودي من نبوغ وإبداع وتميز في كل التخصصات العلمية والنظرية الدقيقة.
فهنيئاً لأبناء الوطن بوالدنا الكبير خادم الحرمين الشريفين، وهنيئاً لخادم الحرمين الشريفين بأبنائه الأوفياء.
د. سامي بن أحمد الخياط
عضو هيئة التدريس – بكلية التربية بالدوادمي