يجهل بعض أولياء الأمور وبعض الطلبة الفائدة الكبرى التي يقدمها لهم إختبارالقدرات الذي إشتهر بين الناس بمسمى إختبار القياس ذلك كونه أول مايخدم يخدم الطالب نفسه وولي أمره لأنه يعطي الطالب قياساً موضوعياً لقدراته وإمكانياته وإستعداداته وميوله والمجال الذي من الممكن أن يتجه إليه ، فهو يوفر على الطالب الجهد والوقت في تحديد التخصص المناسب لقدراته فلا يدخل الجامعة في مجال ثم يكتشف أن هذا غير مجاله حيث يبدأ العبء واضحاً على الطالب ويلاحظ ولي أمره التقهقر ثم الإنذارات وبعدها الإنسحاب من الجامعة وضياع سنتين أو أكثر على الطالب دون فائدة .
ولا شك أن أي ولي أمر عاقل ويحب إبنه أو إبنته سيسعد بأن يختبر إبنه إختبار القياس لأن ليس من مصلحة الإبن أن يتخرج من الثانوية بنسبة متضخمة كاذبة لا تعكس حقيقة مستواه بحيث يكون الهدف هو الشهادة وتحقيق معدل مرتفع يأتي بتساهل إدارة مدرسة تتغاضى في غش الطلبة أو تمنحهم درجات متضخمة لكسب طلاب جدد إذا كانت مدرسة أهلية أو كسب رضى الأهالي والكف من أحتجاجاتهم وضيقهم إذا كانت النتائج غير جيده .
وكشف القياس المستوى المزعج لبعض طلبة الثانوية العامة من واقع أوراق أجاباتهم وآخرها ماعرضه مركز قياس أثناء زيارة عدد من أعضاء مجلس الشورى ونشرتها الصحف المحلية مما يوضح حقيقة بعض المدارس وبعض الطلبة بشكل فيه خيانة للأمانة تستوجب المسائلة والتحقق وإلا كيف يحصل طالب على هذه الدرجة العالية في إمتحان الثانوية العامة وهو بهذا المستوى من الكتابة والمهارة التي تقل حتى عن المرحلة الأبتدائية .
ولهذا أعتبر قياس من أفضل ماتم إنجازه في التعليم مؤخراً وهو أمر يستحق الدعم والتشجيع ويجد الإرادة والحماس من سمو وزير التربية والتعليم الذي أكد على أهمية قياس وأنه لا تراجع من توظيف من لا يجتاز إختبار قياس ولعل الخدمة المدنية تراجع وتدقق في منع توظيف أي معلم إلا إذا إجتاز قياس وبحمدالله هناك خريجون إجتازوه وهم أحق بالوظيفة ومن لم يجتازه فعليه مراجعة نفسه وإعادة إعداد قدراته ومراجعة تأهيله حتى يكون مثل زميله الذي إجتاز الإختبار فإصلاح التعليم يبدأ من المعلم المتمكن ولا مجال أن يسلم ناشئتنا إلا للمؤهل والقادر ولهذا حرص خادم الحرمين الشريفين على تطوير التعليم ودعم تدريب وإعداد المعلم بشكل مناسب .
ولإختبار القياس فوائد منها الإختيار والتصنيف بحيث يتم تحديد مستويات الأشخاص في سمات معينة وتصنيفهم وفقاً للمجال المناسب لكل منهم سواءً تعلق ذلك بالنواحي العملية أم التعليمية كالقبول في تخصصات معينة في التعليم العالي وفعالية الجهاز الإداري والتربوي الذي يعد هذه المخرجات ، أما هذا الإمتعاض من قياس فهو أن البعض أعداء لمايجهلون وكارهين لما يحقق العدالة والمصداقية والبعض يريد الأمور أن تأتي على مزاجه بحيث يهدر وقته في تخصص غير مناسب أو يدخل الجامعة للحصول على الشهادة الجامعية وهو غير مؤهل لها وأثبتت الدراسات التي أجراها المركز الوطني للقياس إرتباط نتائج الطلبة مع نجاحهم أو إخفاقهم في الجامعة .
ولهذا فإن قياس يعتبر وسيلة صادقة تصدر من مركز يقوم عليه أناس مؤتمنون يخافون الله عز وجل ويحرصون على تحقيق العدالة وهم أحق بالدعم والمساندة من أبناء المجتمع المخلصين ذلك أن المملكة تعتبر أعلى دولة في العالم في فتح المجال لخريجي الثانوية العامة للدخول للجامعة التي باتت مظهر إجتماعي بينما ينبغي تنموياً ألا تكون إلا بحسب الجدارة والأمكانية والإستعداد التعليمي بحيث يذهب البقية لمختلف مجالات الحياة التي من الممكن تأهلهم للتميز فيها فحافظو على قياس وعممو إختباراته على مختلف المهن والمراحل فهو البقية الباقية من الأميز والأفضل في نظامنا التعليمي العالي بعيداً عن المجاملات والعاطفة المجتمعية للبعض التي تنظر لغايات خاصة خارج نطاق المصلحة العامةوأتمنى أن يكون الأختبار مجانا لمن يكتب في أستمارة التسجيل بأنه غير قادر على دفع رسوم الأختبار للتخفيف على أصحاب الظروف الصعبة فالدولة رعاها الله تدفع المليارات على التعليم ومن هو غير قادر يمكن السماح له دون ربط ذلك بالضمان الأجتماعي أو غيره ولابد أن يدعم المركز من وزارة المالية لأن جزء من أمتعاض البعض من الأختبار يعود إلى مادفعه المتقدم وهي تكلفة أقامة الأختبارات من لجان ومراقبة وعاملين وخلافه.
مقال رائع يسلمووو