المحليةالمقالات

إذا لم تستحي فاصنع ماشئت

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]إذا لم تستحي فاصنع ماشئت [/COLOR] [COLOR=blue]رويده محمد صديقي – مستشارة قانونية[/COLOR][/ALIGN] الحياء شيمة يسمو بها الإنسان عما دونه من المخلوفات، وخصلة منحها الله ليحفظ بها ماء وجهه، ويرتدع عن ارتكاب المحرمات واجتراح الآثام.

كان الحياء من الأخلاق العربية الأصيلة التي يتفاخر بها العرب قبل الإسلام. وجاء الدين الحنيف ليطالبنا بالحرص على هذه الخصلة الكريمة ولنعض عليها بالنواجذ، ولم لا؟ فهي شعبة من شعب الإيمان وخط الدفاع الأول من الوقوع في المشاكل والإثم.
وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوصف بأنه أشد حياء من العذراء في خدرها.

وينبهنا الداعية مصطفى السباعي في كتابه ([COLOR=crimson]هكذا علمتني الحياه[/COLOR]) إلى أهمية الحياء في استقامة السلوك بقوله (إذا همت نفسك بارتكاب المعاصي فذكرها بشيم الكرام، فإذا لم ترتدع، فذكرها بالله، فإن لم ترتدع فذكرها بالفضيحة بين الناس، فإن لم ترتدع فاعلم أنك قد غدوت حيوانا).
ولكننا نتساءل هذه الأيام هل أضحت هذه الصفة عملة نادرة في أسواقنا التربوية، فأصبح الكثير من شباب وفتيات المسلمين يجاهرون بالمعاصي تحت ستار الحداثة ومسوح التحرر.

إن جرأة الكثير من بنات اليوم وصلت إلى حدود لم يكن يتخيلها أحد؛ فعلى الرغم من عاداتنا الشرقية، وتقاليدنا المحافظة، وتعاليم ديننا الحنيف، إلاّ أن هذا العصر اتسم بالغرابة في كل شيء، فما يطلق عليه البعض “التَّحَرُّر”، هو في حقيقته مجرد تسيب أخلاقي، أدى إلى اختفاء “الحياء” من قاموس وأخلاقيات الكثير من الفتيات.
ولا يخفى علينا أن جرأة فتيات اليوم إلى عدة أسباب، أولها: “التربية والنشأة”، فمَنْ شب على شيء شاب عليه، والبيت الذي تربت فيه الفتاة هو الأساس الذي يشكل أخلاقها وهويتها، كما لايفوتنا دور الأسرة في تربية النشء عبر التزام المبادئ الأساسية في التربية، و توفير المناخ الأسري والتواصل اليومي معهم بحيث يراقب الأبوان سلوكياتهم اللفظية والفعلية جيداً. حيث انه من المؤسف أن يكون للوالدين دور في دفع أبنائهم، نحو الانحدار الأخلاقي، من خلال «الحرية المفرطة، والتهاون في وضع عقوبات مناسبة، ومشاهدة أفلام إباحية، أو اللجوء إلى عنف أمام الأبناء، وعدم تعزيز الرقابة الذاتية، مع غياب الرقابة الخارجية من الوالدين، وغياب الحوار الناجح، والتشدد، والتزمت من قبل الوالدين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم

    التربية تبداء من البيت ولكن اغلب الاهالي غافلين عن ابنائهم وبناتهم حتى في خروجهم للاسواق لايعرفون مايلبسون وخاصة البنات

    شكرا للكاتبة رويدة الصديقي

    مقال اكثرمن رائع

  2. أستاذتي الفاضلة / رويده ،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كل ما ذكرتيه و اقعيا وللأسف قد تفشى في مجتمعنا الذي كان قدوة للمجتمعات الأخرى ، فأزيدك من الشعر بيت ….
    غابت الرقابة على الأبناء ، و تأيدهم على الخطأ أحيانا وأن الشي العيب أصبح عادي ، فتتعرى البنت أمام إخوانها ويلبس الأبن ما شاء ما يخدش الحياء و يفصل عورته أو نحوها ( استرتيش – و طيحني …. ونحوها ) ، ويزيد الطين بلة الأب فيرتدي الملابس الفاضحة ويقولهم : خليكم فري .
    غابت روح التربية ، فقد كان الكل يربي ، العم يربي والخال يربي و العمة تربي وكذلك الخالة بل كان الجار يربي …… والسيد والست والجدة والجد .
    ولكن في عصرنا الحالي أصبح الأدب (( عيباً )) وأصبح العيب (( تحررا )) ، لا يراعي الأب تأديب ابنه حتى داخل أروقة المساجد …. ضاعت التربية فضاعت الأخلاق فضاع الأبناء …. لا رقابة ولاهم يحزنون ….. أنا لله وأنا إليه راجعون
    وما خفي كان أعظم ،،، نعيب زماننا والعيب فينا ….
    م/ معتز السفر

  3. نعم الحياء شعبة من شعب الإيمان … ومنزلة يسمو بها الإنسان .
    الحياء يؤدي إلى العفاف … وسياج قوي ضد الإنحراف.
    الحياء لباس العفة والنزاهه…. أما الجرأة الغير أخلاقيه فهي تفاهه.
    التحرر هو إنفتاح بلا حدود… وترك الحبل على الغارب دون قيود.
    التحرر السيء سلوك غير محمود .. تجد الفتاه تتعامل مع الآخر بكل برود
    التحرر سلوك للجنس الآخر مثير.. ومنعطف خطير .. يقود الفتاه إلى أسوأ مصير.
    الحياء ضد التحرر والحريه التي تؤدي الى تصرفات غير سويه تتمحور حول انعكاسات السلوكيه وفقدان الصفا ت الأخلاقيه.
    .——————-
    أشكر الكاتبه على هذا الموضوع الذي له بالغ الأهميه .
    ———
    مستشار نفسي واجتماعي

  4. غاليتي رويده
    جميل ان نجد بيننا من يحي هذه الصفة (الحياء) بعدما كادت ان تتلاشى على مرور الزمن
    الحياء واجب في كل امور الحياة ولكنه بطرق مختلفة وانواع متعددة وما ذكرته جزء لايتجزاء من امور يتوجب فيها الحياء لاتكفيه مقالة ولكن التذكير بالشئ ضروري حتى لانتدثر هذه الصفة وخاصة أنناامة مسلمة تتبع قول رسول كريم ..

    مقالة تكتب بماء الذهب

    * عضو مجلس ادارة بجمعية
    أم القري الخيرية النسائية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى