يتميز العرب منذ الجاهلية الأولى بالأخلاق الفاضلة والشهامة والغيرة وكان ذلك مصدر فخر لهم ..
كان العربي يوأد ابنته لا كرها فيها ولكنه من خشية العار وخوفا من كلام الناس وكان الشعراء يتفاخرون بحفظ حقوق الجار وغض الطرف عن منازل الجيران فيقول الشاعر :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي … حتى يواري جارتي مأواها
ثم جاء الإسلام متمما للأخلاق الفاضلة ومحافظا عليها مع تنقيح ما في سلوك العرب من شوائب كوأد البنات وأوضح الطرق الكفيلة بتلافي ذلك.. فحافظ المسلمون على الأخلاق الفاضلة على مر العصور, ومع أن شعراءهم كانوا يتشببون بالنساء إلا أن ما اشتهر عنهم الحب العذري الذي يقول فيه شاعرهم:
وإني لأرضى من بثينة بالذي …. لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبأ لا أستطيع وبالمنى …. وبالوعد حتى يسأم الوعد آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضى …..أواخره لا نلتقي وأوائله
ومع هذا كان لا يرضى أحدهم تزويج ابنته من شخص تشبب بها وإن كان ابن عمها وقد يحدث قتال بين القبائل بسبب ذكر احدهم فتاة في قصيدة.. واستمر الحال على ذلك بل أن الغيرة والبعد عن السوء يقوى من جيل إلى جيل..
نعلم أن العين إذا اعتادت رؤية شيء غير اعتيادي تستنكره باديء الأمر ومع الوقت يصبح معتادا ولا يستنكر , وهذا ما نلمسه في الحروب والحوادث التي نشاهدها في أخبار التلفزيون حتى وصل الأمر أن أصبح القتل اليومي في العالم شيء عادي بالنسبة للمشاهد وقد يغير القناة إلى قناة بها أغنية أو فيلم أو مباراة دون أن يكترث بما شاهده من دمار , وكذلك الأمر في حوادث السيارات التي أصبحت معتادة يمر بها أحدنا ثم يجتازها وكأن شيئاً لم يكن ..
كنا في السابق نستنكر قيام بعض القنوات الفضائية ببث أفلام ومسلسلات بها فضائح وفجور لا ينطبق على مجتمعنا وكان العذر الدائم أن هذه القنوات تأتي من الخارج ويملكها أجانب واعتدنا على ذلك حتى أصبحت القنوات الفضائية التي يفترض أن تكون للعائلة العربية كما قال ملاكها قنوات لإفساد العائلة العربية .!
وكانت ثالثة الأثافي صحفنا الورقية التي تصدر من داخل السعودية وتحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام تنشر لنا يوميا أخبار الفسق والفجور حيث تنشر أخبار الفساق من المشاهير عن قيام فلان بالزواج من صديقته التي خلف منها كذا من الأبناء , أو فلان قامت بالانفصال عن صديقها بعد أن قضت معه كذا سنة , وفلان وفلانة الصديقان منذ عدة سنوات قررا أن يتزوجا بعد أن خلفا كذا من الأبناء ..
أصبحت مثل هذه الأخبار في صحفننا وللأسف الشديد وجبة يومية لا تكاد تخلو منها صحيفة ورقية ..
إنهم إن كانوا مشاهير فشهرتهم لهم وفي مجال معين لا مجال الصداقة والزنى , ومتابعة مثل هذه الأخبار لا تعني إلا نشر الرذيلة لتعتادها عيوننا وتصبح مع الوقت شيئا عادياً ..
إننا ننادي ونصرخ بصوت عالٍ ونقول يا رؤوساء تحرير صحفنا السعودية احترموا مشاعرنا فنحن مسلمون وأنتم في بلد مسلم , ونقول يا وزارة الثقافة والإعلام أحمونا من نشر هذه الرذيلة وامنعوا الصحف من نشر أخبار الزناة وزناهم تحت أنظارنا وتعويد أبناءنا على هذا الفسق .. كفى نشر الرذيلة .
والله المستعان .
نعم استاذنا الفاضل /
حقيقة لا نعلم ما هي الفائدة التي سنجنيها من وراء نشر اخبار هؤلاء غير انه غزوا للعقول وهو اشد خطرا وفتكا من غزو الحروب
لك شكري وسلم اليراع
سلم فكرك استاذ علي مقال في الصميم
بارك الله فيك