المحليةالمقالات

خيانة الأصدقاء

[ALIGN=RIGHT]خيانة الأصدقاء
فاطمة القحطاني [/ALIGN]

وصلني إيميل من أحدى الأخوات القارئات – – رسالة سطرتها بحروف تنبض بالألم وتطلق الآهات بعنوه بسبب أقسى المواقف عليها , وأشد المشاعر لديها . .تقول في رسالتها ( يتعرض البعض منا إلى مواقف قوية شديدة ,تهزه وتخل من توازنه ويبقى في ذهول حول مايحدث له من أقرب الناس إلى قلبه . . فخيانة الأصدقاء صعبة جدا على النفس تحملها وقد تجني ألاما عضوية , خاصة بعد مضي سنوات جمعت المواقف والأحداث الصغيرة والكبيرة ,السعيدة والمؤلمة ,قدمت التضحيات فالأول يحمل الآخر ويبذل له العطاء المعنوي والمادي الكثير , فلدي صديقة . . كنت أحبها كثيرا وأحترمها وأقدرها حق التقدير , كنت أعتبرها كبيرة في كل شيء ,ناضجة تقدر السرية والخصوصية في علاقتنا الجميلة ..أصبحت ثرثارة ..صغيرة ..مراهقة , شوهت المعنى الجميل للصداقة .

لقد أمنتها على نفسي واسمي ,كنت أبذل الجهد الجهيد حتى ترضى , أعطيها اللقمة قبل أن أضعها في فمي , فطول المسافة بيني وبينها لم يجعلني أمل من الطريق بل بالعكس أستمتع وهي ترافقني إلى أي اجتماع ..مطعم ..مقهى .. زيارة

مجرد أن تقول (أنا زهقانه , طفشانه , مخنوقة من الزوج والأولاد , على طول أجهز سيارتي , حتى لو كان الوقت راحة للسائق )كنت أداري مشاعرها , الكل عرف بصداقتنا الحميمة ,أولادها بمثابة أولادي , وقفت معها مواقف لاتعد .

مرضت وبقيت بالمستشفى فتره يوميا بجانبها , أعد لها الطعام وأقدم الهدايا , واحتفلت بسلامتها ودعوت الأحبة للمشاركة فقد كانت سلامتها عيدا آخر , وتضيف أيضا ( مشاويري معها أكثر من مشاويري مع عائلتي الذين هم بحاجة لي وكنت أقدمها عليهم , كل ذلك لايهم ولكن أن تخون العشرة وترمي كل ذلك في جعبة النسيان وتنافقني وتفشي الأسرار الصغيرة والكبيرة والمواقف التي حصلت بيني وبينها ولا أحد يعلم بها بالإضافة لحكايات من صنع الخيال لشخص قد نبهتها منه حتى يبدأ هوا لآخر بتهديدي وابتزازي والنيل مني ويخبرني بكل شيء قالته له , وصدمتي بها أنها تحلف بإيمان لم تكلمه, أصبت بانهيار كرهت الصداقات التي لم نسمع بها إلا شعرا وليس معنى, أين الصداقة الجميلة,فعندما تقول الشاعرة سعاد الصباح في بعض قصيدتها _ كم جميلا .. لو بقينا أصدقاء

كن صديقي ..أنا محتاجة جدا لميناء سلام

كن صديقي عندما يسكني الحزن ويبكيني الوتر

كنت أحتاجها لأشكى همي وضغوط الحياة , لم أعد أثق بإحداهن .. وتشيع عند أبنائها بأني استغنيت عنها واخترت صديقة أخرى بديلة عنها وسئلت من أحدهم عن ذلك أجبته (أنا لا أبيع صاحبي وله مني الكرامة في حفظ أسراره وما أؤتمني عليه )

أختنا القارئة تتساءل عن مناقشة هذه الأمور التي تمس الجوف ويعيشها الكثير فقد انتشرت بطريقة مخيفة هذا الزمان ومتى تكون الثقة فالقلب دليل الخليل فالخيانة أمر مؤلم قاسي جدا , فليس الصديق من أفضى لك بأسرار الغير لتشعر به ولكن الصديق هو الذي إذا حضر رأيت نفسك به وإذا غاب كان جزء منك قد انقطع واختتمت رسالتها بهذا البيت

[ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]واختر صديقك واصطفيه تفاخرا
إن القرين إلى المقارن ينسب[/COLOR] [/ALIGN]

اعتقد أنها كانت رسالة تحمل مشاعر الألم وكانت وافية بالعطاء ولكنه أمرا مؤسف مايحدث بين الأصدقاء وتنتهي بجروح تتجدد كلما صحت الذكرى وخيانة الأمانة بين الأصدقاء خزي ومذلة ,حينها تذكرت قول الإمام علي رضي الله عنه ( من استهان بالأمانة ورتع في الخيانة ولم ينزه نفسه ودينه عنها فقد أحل بنفسه الخزي في الدنيا وهو في الآخرة أذل وأخزى ) .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. استاذتي الفاضلة ان ماسطرته أناملك الرائعة يلامس الحقيقة والواقع الملموس فقد أضحينا نفتقد هذه الايام الى الخل الوفي حتى أعده البعض من المستحيلات ….عموما أقول للأخت المكلومة والمصدومة من خيانة صديقتها الغير متوقعة لما كل هذا الندم والحسرة وقد شاءت ارادة العليم السميع كشف القناع الزائف عن وجه صديقتك المزعومة…. فما أدراك أن مايخفيه لك المستقبل معها كان قد يكون وقعه مريرا جدا وصداه مدمرا لحياتك الاسرية… احمدي الله اولا واخيرا ولاتيأسي فالحياة تجربة والعاقل من يتعظ بالتجارب والحكيم من يتخذ الجانب المظلم في مشوار حياته كنقطة تحول والبحث عن طريق أخر للنجاح والعبور من خلاله…. كوني كما أنت معطاءة لغيرك محبة لفعل الخير ولاتندمي ابدا ابدا على خير فعلتيه واحذري من القريبات ولاتفشي سرا ونجوى لأحد مهما كان فقد يستغل ذلك ضدك …. والمهانة والمذلة لمن خان الأمانة والصداقة ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى