منذ أكثر من خمس سنوات ونحن نقرأ تصريحات المسؤولين في أمانة العاصمة المقدسة بأن هناك دراسة لزيادة عدد أدوار المباني في المخططات السكنية الجديدة التي لم تتجاوز أدوارها عن دورين. وحتى الآن لم تظهر في الأفق أية بوادر ايجابية ومفرحة لتلك الدراسة وكأن تلك التصريحات كانت من قبيل المسكّنات والمهدئات التي تحقن في عضد المطاِلبين بزيادة عدد الأدوار.
والحقيقة أن هناك مطالبات من سكان حي السبهاني والشافعي وبن عمران، وبطحاء قريش القديم والشرائع بزيادة عدد الأدوار أسوة بمخطط الشوقية الذي لا يفصله عن مخطط السبهاني سوى شارع بعرض 15 مترا. وكذلك الحال في مخطط بطحاء قريش القديم. حيث لا يسمح بالبناء في هذه المخططات سوى دورين وملحق بينما نجد هناك مرونة فائقة في منح تصاريح زيادة عدد أدوار البناء لتصل إلى أكثر من عشرين دورا في المنطقة المركزية وهذه الزيادة الهائلة في عدد الأدوار في منطقة محصورة وشوارع ضيقة فيه مخاطر لا يحمد عقباها.
إن منح التصاريح في هذه المنطقة لا يستند إلى أسس علمية وهندسية ورؤى مستقبلية ثاقبة. حيث أن هذه الكثافة السكانية الهائلة في هذه المنطقة المحصورة تتعارض مع النواحي الأمنية ومتطلبات السلامة وتتسبب في الاختناقات المرورية التي تعيق وصول سيارات الخدمات العامة والمواد التموينية وفرق الاسعاف والطوارئ خاصة في شهر رمضان وموسم الحج. فالواجب على أمانة العاصمة المقدسة إعادة النظر في القرار الذي يخص تصاريح البناء في المنطقة المركزية، والسماح بزيادة عدد الأدوار في المخططات الجديدة ذات الشوارع الفسيحة والميادين الكبيرة لخلخلة الكثافة السكانية في المنطقة المركزية والحد من أزمة السكن التي تواجه المواطنين بعد تنفيذ مشاريع التطوير والازالة للاحياء العشوائية التي تشهد مكة المكرمة. والعمل على تذليل العقبات وتضافر جهود الأمانة مع شركة الكهرباء لإيصال الكهرباء لمخططات منح ولي العهد بطريق الليث التى تشهد حركة عمرانية نشطة لحل أزمة السكن في مكة المكرمة.
زيادة عدد الأدوار أمر إيجابي _ إذا تحقق _ لأنه سيزيد من أعداد الوحدات السكنية و بالتالي سيخفف من أزمة الباحثين عن السكن , خاصة وأن سكان مكة المكرمة _ شرفها الله _ وعمارها و زوارها في ازدياد سنوي .
آملين أن يتحقق ذلك في القريب العاجل , و الأمل بالله كبير ثم في أمانة العاصمة المقدسة وشركة الكهرباء في إيصال التيار الكهربائي إلى مخططات ولي العهد .
مع التحية للكاتب أ/ عبد الرحمن منشي