ب[COLOR=#5700FF]قلم د.يوسف الحاضري[/COLOR][/RIGHT]
– يقال في الأمثال ( لا دخان من دون نار ) ويقال ( الرصاص الذي ما يصيب يدوش ) ,,, ومن براثين هذين المثالين تنبثق الرؤى الحالية المنتهجة من قبل أعداء الوطن والأمة والدين ,,, فمخططاتهم واهدافهم ورؤاهم ونهجهم لم ولن ينتهي عند (ربيع عربي) وإثارة الشعوب فالربيع العربي عندهم لا يمثل لديهم إلا (كعجن الطحين ) والمراحل طويلة حتى يصلوا إلى كعكة جاهزة للأكل ,,, كعكة الوطن العربي رغم أن بعضهم قد بدأ يتلذذ بطعم العجين خاصة في ليبيا التي كانت خضراء وحرة ,,, ومع ذلك فالخطوة القادمة ستكون في تمهيد الوضع الشعبي والعقول والأفكار للمرحلة الأخيرة ,,, مرحلة جس نبض الشارع العربي ,,, الإبجار في قلوبهم ونفوسهم وعقولهم ,,, البحث في مكنونات الشباب العربي وما آل إليه بعد عام من الفوضى والإعلام المضلل والتلاعب بالعقول والأفكار ونشر الفاحشة الفكرية والسياسية والإجتماعية في الوسط العربي وفي شوارعهم خاصة بعد أن أستطاعوا (وفق رؤيتهم ) التحرر من الهيمنة الإسلامية وعادات وتقاليد المجتمع فرجع الحال بنا إلى ما قبل عصر النبوة ,,, عصر الجاهلية الأولى ,,, فها نحن في عصر الجاهلية الأخرى حتى المقارنة بين العصرين فيه ظلم وجور للأولى والفوارق شاسعة بينهما وليس محور حديثي عنهما حاليا ,,,
فالشعوب الحالية ممثلة في شريحة شبابها أصبح يتلاطمها أمواج الأفكار التحررية تارة وأفكار تمدن والمدنية تارة وأمواج العلمانية تارة وأمواج (حب الدنيا) تارات كثيرة ,,, وأصبحت هذه الفئة جاهزة ومستعدة للإنخلاس والتخلي من أي شيء مهما يكون من أجل الوصول إلى المبتغى مهما كان أو يكون أو سيكون ,,, أصبح لديه الأستعداد لخلع ثياب الدين من أجل الدنيا فظهر لدينا شباب ورموز للشباب يعلنوها على الملأ صرخة قوية لا دين ولا تشاريع لها في الحياة العامة والدين ليس أكثر من إلهام وخيال يتراءى لنا عن بعد ,,, وظهر لنا شباب يعلنها على الملأ خانعا قائلا ( يحكمني يهودي من إسرائيل ولا يحكمني إبن بلدي ) ,,, وظهر لنا شباب يؤمن بالعلمانية أكثر من إيمانة بالله ,,, وظهر لنا شباب يصرخ عاليا قائلا (ذبلت زهورنا وورودنا ) وقوات الناتو لم ترتاد أراضينا للحظة متى سنرميها بين أقدامهم ,,, ظهر لنا شباب خنيع متمايل كما تتمايل الرقاصة على خشبة المسرح متماشية مع ضربات الموسيقى وهيجان الجمهور,,, فالهدف الأسمى للمتآمرين في الخارج ليست الأوطان بقدر ما هي سكان وعقول الأوطان ,,, فعندما يصبح ساكن الأرض يرى في هؤلاء الصفر والخضر والحمر قدوة حسنة ورائعة وفكر محرر وأمل لهم ,,, وعندما يرى هؤلاء الشباب أن منهاج هؤلاء وهؤلاء هو النهج الصحيح فهم المتطورون وهم الأقوى وهم الأكثر تحررية وهم الأكثر عدالة ومساواة وهم بيدهم الخير كله ,,, وعندما يجد منهم من في منهاج محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام فكر ومنهاج رجعي ولابد لنا من فقه وفكر ثوري وتقدمي كما قالها ذات يوم عراب العلمانية في الوطن العربي أتاتورك (نحن في القرن العشرين لا يجب بأي حال من الأحوال أن نمضي خلف كتاب يتكلم عن التين والزيتون) ,,, فهنا تأتي الخطوة قبل الأخيرة للمتآمرين والمخططين للإنقضاض على بقية الأوطان التي مازالت خارج (كليا) عن نطاق سيطرتهم ,,, وهذه الخطوة تأتي في الدخول في قلوب الشباب العربي وعقولهم وقياس مقدار إنحلالهم فكريا ودينيا وإلى أي مدى لديهم قدرة وقابلية للقبول بفكرهم ومنهاجهم ووجودهم وذلك من خلال (نشر الإشاعات ) في الوسط المجتمعي بإستخدام الإعلام(العميل والتجاري والساذج) ودراسة ردود أفعال المجتمع والشباب حتى وإن كان الخبر المنشور ضربا من الخيال ولكن وفقا للنتائج يدرك المخططون إلى أي مدى من مخططاتهم وصلوا ويحدد لهم الخطوة القادمة وأيضا يعلمهم مكامن ضعفهم والإختلالات في نهجهم ليتم تعديلة أو دعمهم أو تغييره ,,, ومن هنا تاتي الخطوة الأخيرة للإنقضاض على الهدف ,,, وسأضرب لكم مثلا حصل خلال هذه الأيام في أرض اليمن الحبيب ,,, فقد تناقلت بعض وسائل الإعلام بأن هناك قوات أمريكية هبطت على جزيرة سقطرى اليمنية (المحيط الهندي ) وفي إستعداد لإنشاء قاعدة عسكرية ,,, وتناقلت وسائل الإعلام التجارية والساذجة هذا الأمر وكلٌ في هدفه يمضي فأنتشر الخبر في الوسط اليمني كالنار في الهشيم خاصة في وجود مواقع إليكترونية ومجتمعية (كالفيس بوك وتويتر) ,,, ولأن الأمر فيه إنتهاك واضح وفاضح للسيادة اليمنية والتي ظلت صامدة لأكثر من 45عاما ولم تكن هناك أي وجود عسكري فكان الخبر صاعقة على بعض الشباب اليمني وللأسف أصبح فرحة عند البعض قائلا (إتفاقيات دولية ولا ضير في وجودها ) وتم حشر الشباب في حوارات وسجالات في هذا الأمر وللأسف كلهم ينتمون إلى حضيرة نفس الوطن ,,, فخرج لنا هذا الخبر بوجود شباب راضي بأي إحتلال حتى لو كان إسرائيلي فجاء هذا الخبر وهذه الإشاعة تمهيد للوجود الأمريكي في الجزيرة في القريب العاجل لأنهم أيضا يهدفون بالإشاعة إمتصاص السخط الشعبي والغيض والممانعة من خلال إستنزاف هذا الغضب على صفحات الفيس بوك والإنترنت وعندما يحين الوقت للقاعدة أن تُنشأ سيكون نزولها بردا وسلاما في الجزيرة وبهذا تنضم اليمن إلى الدول المحتلة عسكريا من الولايات المتحدة الأمريكية حتى لو تكلمنا ونفينا وكذبنا وغالطنا أنفسنا بأننا لسنا محتلين وأننا أحرار ,,,, مما يوحي لنا جميعا بأن ثورة الشباب العربي الربيعي أخرجنا من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد وحررنا من أسمى معاني الحرية (عبادة الله ) إلى الخنوع والخضوع للغرب ,,, هذا في الجانب العسكري والجانب الديني قد تم توضيحة في مقالات سابقة في شرح ما صرحت به (الحائزة على جائزة نوبل للسلام اليمنية توكل كرمان ) في أحاديثها الموجة إلى الشباب اليمني والعربي قائلة لهم (بأن الدين الإسلامي ليس مصدر تشريع وإنما مصدر إلهام ) فوجد لهذا التصريح قبول كبير بين شباب الساحات الثورية الربيعية في الأوطان العربية عوضا عن إنتهاك الذات الالهية التي أقدمت عليه بشرى المقطري في سبها وشتمها لله جل وعلا ,,, وغير ذلك من أفكار مقدمة للإنقضاض الأخير على هذه الأوطان في جميع مجالات حياتهم (الدينية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية) ,,, وسيأتي اليوم الذي يلعننا أبنائنا وابناء أبناءا على ما أقترفته أيدينا في حقهم وحق الأجيال القادمة بعد أن قدم آباءنا وآباء آبائنا كل غالي في سبيل تحريرنا من هؤلاء المحتلين ,,,,فيا لها من مفارقة عجيبة ومحزنة ومبكية بل قاتلة !! يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا !!!