المحليةالمقالات

عقدة النقص

[RIGHT][COLOR=#FF0036] عقدة النقص[/COLOR] [COLOR=#1200FF]رويده محمد صديقي-مستشارة قانونية[/COLOR][/RIGHT]

ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو التحذير من سوء الظن وتذكير البعض قبل الحكم على أي شخص فربما نسيء الظن بشخص بسبب عقدة نفسية من شخص آخر .
فسر علماء علم النفس بأن عقدة النقص هو شعور الفرد بوجود عيب فيه يشعره بالضيق والتوتر ونقص في شخصيته مقارنة بالآخرين .فعندما يعاني الأفراد من عقدة النقص بسبب إمتلاك الآخرين لصفات أو إمكانيات سواء معنوية أو مادية غير موجودة في الفرد أو يستحيل وجودها فيه ,يحاول جذب الأنظار ولفت الانتباه للهروب من هذه العقدة ببذل مجهود يصل لمرحلة المبالغة لإيهام ممن هم حوله بأنة شخص يعتمد عليه لكن في حقيقة الأمر حتى وإن بذل ذاك المجهود تجد بأن هذا الشخص أخطائه كثيرة وان معظم ماقام به هو خطأ.
وهذه عملية ذات حدين أحدهما إيجابي والآخر سلبي ..
فالإيجابي أن محاولة جذب الأنظار قد تجعل الشخص يحاول الإبداع في مستوى معين فيصبح متميزاً وفعلا ملفت للأنظار وهذا يحل عقدة النقص.
ولكن الأمر السلبي قد يتحول إلى مشكلة نفسية وعقدة أبدية تجعل صاحبها يتصرف بطرق سلبية حيث يظهر بأنه مغلوب على أمره وأن الجميع يحاربه وهذا يدعوه لإختلاق أمور في ذهنه غير صحيحة كأن يتبلى على الغير ويعتقد بأنهم حجر عثرة في طريقة ودائماً تجد هذا الناقص يعيش في وهم ويخلق القصص الخيالية عمن هم حوله ودائماً تكون الصورة سلبية وتجده يصارع نفسه في أحيان كثيرة بأن من حوله يريدون تدميره والانتقاص منه .

والمشكلة الأكبر تأتي من ردود فعل الآخرين الذين يصدقون خيالات هذا الشخص المعقد ويتصرفون بناء عليها .
أثبتت بعض الدراسات الميدانية بأن الشخص الذي يعاني من النقص لا يؤثر على من هم حوله مهما عمل ودائماً ينتقص من نفسه بأشخاص قد يكونون أكثر تأثير منه لأسباب يفتقدها هو كالشخصية القوية والمميزة والكاريزما ,لذلك تجده يقاتل من أجل إبعاد الشخصية المؤثر لإحساسه داخلياً بأن الطرف الأخر ينتقص منه ويعدم وجوده .
مثل هؤلاء الأفراد بحاجة إلى رعاية نفسية فهم يتسببون في مضرة الآخرين دون قصد . إن عقدة النقص وجذب الانتباه تصنع من الظالم مظلوم ومن المظلوم ظالماً.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا للكاتبه على تناولها هذا الموضوع فقد أعطته حقه.. متمنيا لها التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى