المحليةالمقالات

فقراء عاشوا بكرامة

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]فقراء عاشوا بكرامة[/COLOR][/ALIGN]

لعلك تعرفهم أو سمعت بهم , بل أجزم يقينا أن الكل لا يجهلهم.
فهم بسطاء عاشوا بيننا بشموخ في زمن الانكسار , لم يعتادوا على مد اليد لأحد من البشر , ولم يعتادوا على حياة الترف والكبرياء التي أهداها زمانهم لغيرهم وحرمهم منها , تجدهم كل يوم يزاحمونك في الطرقات غادين لجلب قوتهم وقوت عيالهم , ثم يعودون أخر النهار بقوت يسير يرونه في أعينهم كثير فلله الحمد على حكمته .

وحينما تقترب من دارهم , أو تحل ضيفا عليهم يقابلونك بوجه طلق وصدر رحب وقد قدموا لك كل ما يملكون من قوت وأخرجوا لك أطيب ماعندهم من ملبس ومأكل ومشرب ,ليستروا بذلك حالهم وقد تحملوا فوق طاقتهم , وأكرموا بذلك ضيفهم إيمانا منهم أن ذلك كرامة لأنفسهم.

لم يشتكي هؤلاء الفقراء لأحد حالهم , ولم يطمعوا في مال غيرهم , بل ولم يردوا فقيرا جاء يسألهم.
وكم اعتادوا أن يعيشوا بعكس ما عاش الناس , فإن خلد الناس لنومهم , سهروا هما من ديونهم والتفكير في قوت عيالهم , وان تفاخر الناس بمركبهم ومشربهم , غضوا أبصارهم وكأنهم ليسوا في حاجة ذلك كله .

وكم أرادوا مخالطة الناس وتعفف البعض عن مخالطتهم ، وكم شاركوا الناس في أفراحهم وأحزانهم ولم يجدوا لهم شريكا في أي حال من أحوالهم .
علموا أولادهم كيف يحترمون الناس , ولكن لم يعلم اغلب الناس أولاده كيف يحترمون هؤلاء البسطاء ، وظلوا صابرين , وكانوا فيما بينهم كل يوم يتساءلون ؟!

[COLOR=crimson]لماذا تكلم بعض المترفين عن حقوقهم وهم من سلبهم حقوقهم ؟
ولماذا جحدت الصحف والإعلام وجودهم ؟
ولماذا لبس بعض الأغنياء ثوبهم وتسمى باسمهم ليسلبهم لقمة أو معونة قدمت لهم ؟ولماذا نعم غيرهم بخيرات هذا البلد , فأكلوا وشربوا وفي أفخم البيوت سكنوا ومن أجمل المراكب ركبوا , لماذا ياترى لم يكن لهم من ذلك شيء .[/COLOR]

ظلوا يتساءلون , وظل من حولهم صامتون
[COLOR=blue]ولكن هل سيدوم هذا طويلا ….. لا أحد يعلم[/COLOR] [ALIGN=LEFT][COLOR=crimson]عادل محماس الرقاص[/COLOR] جامعة الملك سعود [/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مرحبا

    فقراء عاشوا بكرامة ولم لا يعيشوا بكرامتهم
    وقد أعفّوا أنفسهم من مذلّة سؤال الخلق والإستكفاف

    ….غالبيّة عرب الجزيرة العربيّه …كمن ذكرت

    أحدهم لايستطيع أن يشتري مكيّف هواء يقي ابناءه حرّ الصيف

    ويستطيع أن يذبح لضيفه كبشا أقرن

    لايستطيع ان يشتري الحليب لطفله

    ويصب العسل والسمن صبّا

    لزوّاره

    لايستطيع أن يغيّر اثاث منزله المتهالك

    ويشارك أبناء قبيلتة في افراحهم ويقدم الرفدة للمتزوج
    والإعانة للمسترفد

    هؤلاء كما قال مساعد الرشيدي

    مانستضيق ليا لفونا معازيم
    للضيف لو نذبح حدانا ذبيحه

    فلسفتهم في الحياه الزهد بما عند الناس

    وماعند الله خير وابقى

    وافر تقديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى