المحليةالمقالات

العالم والتوحد والعرب

[RIGHT]العالم والتوحد والعرب
[COLOR=#8500FF]أ. صالح الغامدي – حائل
أخصائي اضطرابات سلوكية وتوحد[/COLOR][/RIGHT]

شغلت حالة “التوحد” وتفسيراتها الأطباء منذ ما يقارب المائة عام وشهد “التوحد” تغيرات جذرية خلال السنوات الأخيرة . ويبدو أن أول من أستعمل تلك العبارة الطبيب النفسي السويسري يوجين بلولر ( ( Eugen Bleuler عام 1911 مستنبطا من التعبير اليوناني ( ( Autism أي ذاتي .
وقد أعتمد يوجين تعبير ” ألانطواء إلى الداخل” running inward والانطواء الذاتي على المرضى الإنفصاميين البالغين وسميت فيما بعد ( dementia praeox ) .

والتوحد عرف قبل 1943م بأنه مرحلة انتقالية ” لانفصام الشخصية اللاحق ” واعتبر توحد الأطفال حينها صنف من انفصام الشخصية الطفولي أو حالة اضطراب في التفكير . أما في العام 1943 عرف العالم ألأميركي ليو كانر Leo) Kanner ) التوحد الطفولي (Infantile Autism ) وسرد مواصفاته العادية التي من شأنها تميزه عن الإنفصام .

وفي الوقت المعاصر يعتبر الخبراء أن التوحد أشبه ما يكون إلى مجموعة متنوعة من الاضطرابات السلوكية , والتي يتم تشخيصها عادة عن طريق معايير فردية . مما يوجب على الأطباء التعرف على مواصفات عامة تكون مشتركة لتشخيص التوحد و المزايا التي يمكن استثمارها للتفريق بين التوحد و ما يشابهه من حالات. إن هذا الإضطراب يجد صدى بعيد المدى ينتشر حول العالم ، ولكنه يرتد على شواطئ المغرب العربي دون أن ينفذ لينتشر في جميع أنحاء العالم الإسلامي والوطن العربي بالذات . لماذا ؟ ، فهناك إهتمام لهذه الفئة المصابه بهذا الاضطراب ولكن ليست بالشكل المطلوب .

في مدينة حائل في 4 / 4 / 1433هـ ، تم أفتتاح وحدة العلاج متعدد الحواس للأطفال ذوي الإعاقة ، وقد كان هذا العمل ( حائل سنوزلين يونيت ) هي أول وحدة علاج متعدد الحواس للأطفال ذوي الاعاقة يتم تسجيلها في الوطن العربي لدى المنظمة الدولية للسنوزلين ( ISNA ) .وهذا جميل بل جميل جداً ، ولكن هل تعلمون أن هذه الطريقة من العلاج بدأت في هولندا عام 1978م ، لماذا تأخرت كل هذا التأخير حتى وصلت إلينا ؟ .
إن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب فئة غالية علينا جميعاً ومن حقهم علينا تسخير كل إمكانياتنا لخدمتهم وتناول قضاياهم بالبحث والنقاش واشراكهم في كل هذا بتقديم المفيد والجديد والممتع لهم . فلا بد أن تلتفت وزارة التربية والتعليم ، والمجتمع والعاملين في هذا المجال إلى دعم هذه الفئة بكل ما يستطيعون وبكل جديد من تأليف الكتب ، ومد الباحثين فيه بكل ما يحتاجون إليه ، ومساعدتهم على إستقطاب كل جديد ومفيد من الخارج ، لكي يعود على الأطفال بالفائدة .
بالله عليكم إلسنا متخلفين عن دول العالم في ذلك ؟

أنا لا أريد جواباً بلا أريد العلاج … والسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى