اِن المتتبع للإعلام السعودي يلاحظ أنه رغم مكانة الإعلام المكتوب ومكانة بعض الصحف وقدمها، إلا أنه لا يمكن لأي متابع أو دارس أو باحث أو مختص، أن ينكر تزايد رقعة الإعلام الإلكتروني بالسعودية، وتزايد تأثيره، حيث له سحر خاص ونكهة تواكب العصر. ومن ثمّ تبقى الصحف الإلكترونية ذات حضور طاغ في المشهد الإعلامي السعودي والدولي والإقليمي والوطني أيضاً. ويمكن التعبير عنها في عبارة موجزة تقول: إن الإبداع السعودي الإعلامي مستمر مهما واجهه من متاعب ومن منافسة تبدو غير عادلة أحياناً مع وسائل الإعلام التقليدية الأخرى بخاصة التلفزيون.
أردنا بهذه المقدمة في [COLOR=#D70034]صحيفة مكة الإلكترونية[/COLOR]، أن نبرز الأدوار الطلائعية التي تقوم بها الصحف الإلكترونية، والمجهودات الجبارة التي تبذلها من أجل أن تحظى برضا وثقة القارىء، وأن تكون إضافة نوعية للخريطة الصحفية بالسعودية. لكن وأمام كل التضحيات التي تقوم بها بعض الصحف الإلكترونية وعلى رأسها صحيفة مكة الإلكترونية، نلاحظ أن مجهوداتنا الإعلامية التي يشهد بها القريب والبعيد، لا تلقى الترحيب والتشجيع من قبل قنواتنا الرياضية، بحيث تمارس هذه الأخيرة إقصاءً وتهميشاً شاذاً على الصحف الإلكترونية، ويبلغ التهميش والإقصاء مداه حين يتم التنكر للإعلام الجديد ويتم تجاهله عن سبق إصرار وتعمد، وبالمقابل تفتح الأبواب مشرعة أمام الصحف الورقية، ويتم استدعاء صحفيين من صحف بعينها، بل يتكرر حضور الضيف/الصحفي، في عدة برامج حتى يصبح مستهلكاً، و بالتالي لا يقدم للبرامج الرياضية أي فائدة، اللهم الكلام الإنشائي الاستهلاكي، الذي أكل عليه الدهر وشرب.
ولابد أن يعلم من أوكلت إليهم مهمة استدعاء الضيوف الصحفيين، أنّ المنظومة الإعلامية لأي قناة رياضية تصاب بالفشل حينما تحاول إقصاء الأفكار الواردة من الصحف الإلكترونية المعروفة، أو تعتقد بأنّ أفكارها قد وصلت لقمة النضج، وبالتالي لا ترى ضرورة لهذه العملية التفاعلية مع باقي الصحف الإلكترونية، ونعتقد أن سلوك الإقصاء والتهميش لإعلام معترف به من قبل وزارة الثقافة والإعلام، يعتبر إساءة للإعلام الجديد ورغبة في توقيف مساره والحد من انتشاره، ونبشر هؤلاء الحالمين بقطع الطريق أمام الإعلام الإلكتروني، أنهم بهكذا تصرفات يحكمون على أنفسهم بالانغلاق، وفي هذه الحالة يسيؤون للإعلام ويساهمون بخلق نموذج مشوه لمنظومة إعلامية ستعاني من شرخ عميق، وسيؤدي لشروخ فكرية واسعة في المجتمع الرياضي السعودي، وعلى الغالب لا تتمكن مثل هذه المنظومة الإعلامية الفاشلة من إبراز هذه الشروخ في الوقت المناسب، وبذلك لا يتمكن المجتمع وقواه الفكرية من معالجة هذه الشروخ قبل أن تصبح غير قابلة للمعالجة.
إنّ احتكار العمل الإعلامي بالقنوات الرياضية السعودية وإخضاعه لأمزجة ومقاييس غير موضوعية تضعف منظومة الإعلام الرياضي في بلدنا وتجعل من الصعب التمييز بين العمل الإعلامي الرياضي كعمل فكري إبداعي تفاعلي، وبين العمل لصالح المضامين الإعلامية الذي يكتسب طابعاً تقنياً (على الغالب)، وبالرغم من أنّ المؤسسات الإعلامية تتضمن على الغالب كلا النوعين من الأعمال، إلاّ أنّ هذا النوع من التمييز قد سمح للعديد من المؤسسات الإعلامية حول العالم بالتركيز على الدور الفكري من خلال مصطلح (تقديم المحتوى)، بينما قامت هذه المؤسسات بتلزيم الشق المتعلق بالمضمون الإعلامي، لمؤسسات إعلامية مختلفة من بينها الإعلام الإلكتروني. وهذا الأسلوب من التلزيم قد مكن كلا الطرفين من العمل بكفاءة مرتفعة، وفتح آفاقاً واسعة للنمو أمام كلا النوعين من الأعمال، وذلك من حيث التحالفات والاندماجات التي حصلت وتحصل بين مؤسسات إعلامية، وهذا لا يمنع من وجود جهات تحاول دوماً احتكار المضامين الإعلامية كوسيلة لإضعاف الجهات المنافسة، ولأسباب تعود على الغالب لضعف في قدراتها التنافسية في مجال المحتوى، وإن كان هذا التوجه مفهوماً حين يحصل من قبل الاحتكارات ذات الأهداف التجارية، فإنّه مستغرب أن يحصل لأهداف ثقافية وفكرية.
ممّا لاشك فيه أنّ [COLOR=#FF002E]الصحف الإلكترونية[/COLOR] السعودية قد حلّت وبشكل واسع محل المضامين الإعلامية التقليدية، وبالرغم من الضجيج الذي ما زالت تسببه المضامين الإعلامية التقليدية، وذلك ربما بسبب الثقل المالي الذي تمثله، ومن رسوخ دورها في المجتمع السعودي، فإنّ الفاعلية الإعلامية للإعلام الإلكتروني بشكل عام، قد تجاوزت المضامين الإعلامية التقليدية بشكل كبير، إذ إنّ المحدودية الزمانية والمكانية في وسائل الإعلام التقليدية قد جعلتها تخلي الساحة تدريجياً لصالح الإعلام الإلكتروني، ونعتقد أنّ قيام معظم محطات البث الراديوي والتلفزيوني والصحف والمجلات بإيجاد مواقع على الإنترنت لم يكن عبثاً، وذلك بغض النظر عن مدى نجاح كل وسيلة إعلامية في تحول موقعها الإلكتروني لقاطرة تدعم مضمونها التقليدي أم لا.
لم يقتصر دور الصحف الإلكترونية السعودية على استبدال المضامين الإعلامية التقليدية، بل لعبت هذه الصحف دوراً في تغيير بنية العمل الإعلامي (بجانبه الفكري)، فلم يعد مفهوم المؤسسات الإعلامية التي تضم موظفين يعملون لصالحها تشكل النموذج الوحيد للعمل الإعلامي، فقد برزت مفاهيم الصحف الإعلامية التي يتشارك فيها مجموعات من الأفراد، والتي تشكل بمجموعها المحتوى المطلوب، كما أنّ القارئ قد تحوّل إلى عنصر فاعل، ولم يعد مستهلك للمعلومات، وبالتالي فنعتقد أنّ المؤسسات الإعلامية الكبرى ستنسحب لصالح الصحف الإلكترونية الأكبر والأوسع، مع فارق أنّ الصحف الإلكترونية ستبقى مفتوحة إلى حد ما وفق مفهوم مشابه لسلاسل التزويد، وهذا التغيير ينقل الثقل في المجال الإعلامي من أصحاب الأموال باتجاه أصحاب الأفكار.
ولأن صفحة التهميش والإقصاء الممنهج الذي تمارسه القنوات الرياضية في حق الصحف الإلكترونية، لا يخدم الإعلام الرياضي، وسوف نكتفي بهذا القدر، ولن ننبش في التفاصيل، حيث أصبحت موضع تندر وسخرية، لكن ما يهمنا اليوم أن نرى إعلام قنواتنا الرياضية إعلاماً حقيقياً يحق لنا جميعاً أن نشارك فيه، وتكون فيه الاستمرارية للأفضل والأكثر مهنية وقدرة على اجتذاب الجمهور وليست للمحسوبيات والعلاقات الشخصية. ومن دون الاعتماد على الإعلام الجديد والخطاب المختلف والمتنوع والمنفتح على الرأي الآخر، لن تكون هناك قناعة لدى الجمهور السعودي أولاً ولدى الجمهور الخارجي ثانياً، بأن شيئاً قد تغير وبخاصة في إعلامنا المرئي الرياضي، لأنه الأكثر متابعة وانتشاراً وتأثيراً والتغيير يظهر فيه أولاً، ومن ثمّ ينسحب على بقية الوسائل الإعلامية. لذلك تبدو الأهمية القصوى اليوم مواجهة أخطاء الإقصاء والتهميش للصحف الإلكترونية، والاعتراف بما تقدمه من إعلام راق وعال، وذلك بإشراكها في كل البرامج والحواريات الرياضية، واعتبارها شريكاً إعلامياً له خصوصيته ومكانته، لكي نبدأ صفحة جديدة بعقلية جديدة وكي لا نبقى ندور في الحلقة المفرغة ذاتها ونبتلع غصتنا من حرج السؤال: لماذا العجز عن تقديم إعلام رياضي يليق بنا؟ وكيف نصنع برامج تغطي شهرتها الآفاق العربية وتحقق ألقاً رفيعاً في المنطقة؟
إننا في [COLOR=#D70034]صحيفة مكة الإلكترونية[/COLOR]،نؤمن أن القنوات الرياضية السعودية، تبقى في حاجة مستمرة ومتزايدة لمن يملأون مساحاتها الزمنية بالمضامين ويقدمونها في أشكال مرئية مناسبة للجمهور. والمعنى هنا أن أي تطور تكنولوجي يشهده حقل الإعلام يزيد الحاجة إلى العنصر الصحفي البشري المؤهل القادر على إنتاج المادة الإعلامية وتقديمها أيا كانت الوسيلة الإعلامية التي ستضخ فيها هذه المادة. من هنا تأتي أهمية توفر شرط الإجادة الإعلامية، وهذا لا يتأتى إلا باستدعاء رؤساء وصحفيين من الإعلام التقليدي المكتوب، وأيضاً استدعاء إعلاميين من صحف إلكترونية لها صيتها ومكانتها، ولابد أن يكون مقياس الحضور يخضع للكفاءة وليس للمجاملات أو المحاباة أو الصداقة، وبدل من قطع الطريق أمام الصحف الإلكترونية، لابد من تحفيز أصحاب الإبداعات الصحفية الإلكترونية، والاعتراف بما تمثله هذه الصحف من أهمية بالغة في المجتمع السعودي بخاصة والعربي بعامة.
إنّ هذا الحجم من التغييرات في قنواتنا الرياضية يفترض تطوير سياسات إعلامية وطنية تتناسب مع التحديات الجديدة، وبينما تعمل بعض القنوات على المعالجة التقنية قصيرة المدى لهذا الموضوع، فإنّ رسم سياسة إعلامية رياضبة فعالة ينطلق من الفهم الواضح لدور الإعلام، فالمعالجة التقنية لا تنتج إلاّ إعلاماً مشوهاً مليئاً بالبرامج الفكرية المتباعدة، والمعزولة عن بعضها البعض، وبالتالي لا تحتاج هذه البرامج إلاّ إلى الشرارة التي تشعل خلافات فكرية حادة قد تتطور لما هو أبعد من ذلك، بينما تمتاز البرامج المختلفة الرؤى الفكرية التي تحفز النقاش وتبادل الأفكار بمناعتها ضد الشرارة التي قد تفجر الخلافات، ومن هنا نعتقد بأنّه لابد من قراءة واعية لآليات التفاعل الإعلامي في عصر الصحف الإلكترونية، وصياغة آليات لتطوير منظومات إعلامية عالية الكفاءة.
فحينما أثارت [COLOR=#D70034]صحيفة مكة الإلكترونية[/COLOR]، هذا الموضوع، فلإيمانها الراسخ أن الضرورة أصبحت اليوم ملحة، للإجادة الإعلامية وبخاصة في القنوات الرياضية التي تتعامل بمكاييل وليس بمكيال واحد، ومنطق العصر الذي نعيشه، يستدعي الانفتاح على الإعلام الجديد واحتضان الجيل الصحفي الجديد في كل قنواتنا الرياضية السعودية، لأننا في الصحيفة التي تصدر من مكة المكرمة، واثقون أن الصحف الإلكترونية بعضها قادر على الإبداع والإجادة الإعلامية في القنوات الرياضية، ويمكنها بدعم مخلص من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز المشرف العام على القنوات الرياضية، أن تشكل أحد الرافعات الأساسية في تطوير الإعلام السعودي. فإنصاف الصحف الإلكترونية التي تحمل تراخيص إعلامية مثلها مثل الصحف الورقية، كفيل برد الاعتبار لها لأن لها رؤى إعلامية تتماشى مع العصر، وبإمكانها أن تثري الخريطة الإعلامية السعودية وتشكل قفزة نوعية لمعانقة التطوير والآفاق الواسعة، وتلبي الاحتياجات الإعلامية المتزايدة للمواطن السعودي، في عصر يشهد انفتاحاً إعلامياً غير مسبوق.
إنها دعوة مخلصة نقدمها من [COLOR=#D70034]صحيفة مكة الإلكترونية[/COLOR]، لكل من يهمه أمر الصحافة والصحفيين ولكل من يستطيع أن ينقل المشروعات الطموحة من نطاق الصحف الإلكترونية إلى عالم بحر الصحافة الواسع، فهذه المشروعات يجب أن تحتضن وتُدعم لا أن تقصى وتهمّش.[/JUSTIFY]
الصحف الاكتونيه تسمى دكاكين حارات كما قال جنرال الصحافه الرياضيه البكيري اما الورقيه مصادره تعتمد على المصداقيه وعنونها وكتابها معروفين لدا المجتمع ولايمكن ان يخرج عن النص بينا الاكترونيه حدث ولاحرج الا مارحم ربي
الصحف الالكترونية تجاوزت الصحف الورقية وأصبحت رقما صعبا في الاغلام السعودي وهذه حقيقة لا يمكن لأي أحد أن ينكرها، وقد نجحت الصحف الالكترونية في اجتذاب قراء عديدون من كل الأعمار والطبقات كما نوعت مواضيعها وجعلت صفحاتها تستجيب لدواعي العصر وقد ساهم في إنجاحها كتاب لهم خبرة في الإعلام ساهموا بشكل فعال في تزايد عدد القراء من كل البلدان ولم يبق الاقتصار فقط على المواطن السعودي وصحيفة مكة خير دليل
الاعلام الالكتروني هو المستقبل أما الصحافة الورقية فانفض عنها الكثيرون لانها لم تحاول تطوير أدواتها الاعلامية ولم تواكب تواكب الزمن التكنولوجي وبالتالي بقيت سجينة أفكار عتيقة وإعلام عتيق لم يعد يساير العصر