المحليةالمقالات

دائماً حماتي تتمني مماتي

[RIGHT]دائماً حماتي تتمني مماتي
[COLOR=#8500FF] رويده صديقي – مستشارة قانونية
[/COLOR][/RIGHT]

ليس في الحياة سعادة تفوق سعادة الإنسان في بيته، ولا شقاء يعدل شقاء مع أهله.. فمن كان في بيته سعيداً مع زوجته وأولاده وأهله عاش مع الناس سعيداً، ومن كان في بيته منغصاً يفقد الهدوء النفسي عاش مع الناس سيئ الخلق متبرماً بهم، ضيق الصدر في معاملتهم..

إن المشكلات التي تكون سبباً في إضطراب الحياة الزوجية كثيرة، ومنها علاقة الحماة بزوجة إبنها.
أرسلت إليَّ إحدى الزوجات أوضحت فيها أنها في بداية حياتها الزوجية، وتشكو مرارة الحياة وغصتها، وتعاسة في حياتها الزوجية بسبب حماتها وأن زوجها يفضل أمه عليها وهي الآن تفكر في الطلاق !!!
بالطبع هذه الفتاة ليست حالة فريدة ونسمع يومياً قصصاً عن الخلافات الدائمة بين الزوجة والحماة والتي تشوهت مكانتها في الأسرة فمهما فعلت هذه الحماة وقدمت من جميل تظل في نظر الناس وبالأخص زوجة الإبن الإنسانة المتسلطة وصاحبة المؤامرات والمشاكل. لقد تناست معظم الزوجات بأن هذه الإنسانة قبل أن تكون حماة فهي أم وستدور الأيام وتمر السنوات وستكون هذه الزوجة في مكانها وتعاني كما عانت حماتها .

والمطلع على سجلات المحاكم الشرعية من زواج وطلاق ليجد أن الكثير من حالات الطلاق كانت تقع بسبب الخلافات الزوجية التي منشؤها الخلاف بين الحماة وكنتها (زوجة ابنها) ، مما ينعكس سلباً على الزوج ثم على الأسرة بأسرها.

إن علاقة الزوجة بأم زوجها ليست على وفاق على مر التاريخ وهي من أكثر العلاقات الإنسانية التي أسيء فهمها بل إنها حورت من خلال الأمثال وحتى الطرائف ومن قبل وسائل الإعلام المختلفة.واستقر في أذهان الناس أن المقبل على الزواج إنما يقبل على معركة مع أم الزوج أو الزوجة وذلك كنتيجة طبيعية لتلك الصورة المشوهة التي تكونت لدينا .
إن الحماة نعمة في حياة الزوجة قبل أن تكون نقمة فلو أدركت الزوجة كيف تتعامل معها وتتصرف معها بأسلوب ذكي فإنها ستكسب حبها واحترامها . فالمعاملة الحسنة طريق معبّد للوصول إلى قلب أم الزوج.
ولابد من حين لآخر أن يتدخل الزوج ويحاول توطيد العلاقة بين والدته وزوجته حتى تستمر حياته الزوجية بسلام وبأمان دون أي مشاكل. و إنهاء المشكلة الأزلية بين الحماة وزوجة الابن يعود إلى الرجل وشخصيته بحيث إنه بالحكمة والعقل وبقوة شخصيته يفرض وجوده على الأم والزوجة. والأنسب هنا إتباع الذكاء الاجتماعي وتلطيف الأجواء بقليل من الكلمات المعسولة للطرفين. وإحلال العلاقة الطيبة بين زوجته وأمه وذلك بعدم إيثار إحداهما على الأخرى وتعميق الشعور لدى زوجته بأن أمه أماً لها وعليها إحترامها ومراعاة حقوقها التي نص عليها الله في بر الوالدين، ويعكس ذلك على علاقته أيضاً بأم زوجته فإذا ما أكن لها الحب والاحترام والتقدير أكنت زوجته لأمه الاحترام والتقدير والحب والعطف وعليه أن يكون متزناً في مشاعره مع زوجته وأمه يدعوهما لحب بعضهما . وعلى الزوجة أن تضع نصب عينها أنها غداً ستكون حماة وأن معاملتها لحماتها الآن ستعاملها بمثلها غداً زوجة ابنها ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اشكرك كاتبتنا على ما قدمتي لنا
    والجدير بالذكر هو ان العلاقة التي تربط الزوجه بحماتها تنبثق من اثر تعامل الزوج معهم
    اي في حالة التفضيل سوف تنتهض احداهما على الاخرى التي لم تكن مفضله سواء بكلام او بمجرد احساس ايضا
    وكذلك يوجد حموات كثيرات يفضلن زوجات اولادهن كبناتهن ولكن نجد الزوجه تلقي بظلالها على الزوج لتخرجه من خيمة الام لتستله لحياتها الخاصه فقط ولا تريد ان يشاركها احد فيه سواء بحب اخوي او حب ام لولدها
    والحل الاكيد هو ان الزوجه عليها ان تكون محبه لحماتها وسوف تجد ثمرات هذا الحب بأن الحماه سوف تحبها وسوف تدافع عهنا ايضا في حالة اخطاء الزوج عليها او حصل بينهم سوء تفاهم

    قدمي لأهل الحبيب محبتاً …. تنال من قلوبهم فتسعدي

    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى