وعندما علت الأصوات فرحا وطربا لمشاركة المرأة السعودية في الاولمبياد، واعتبر بعضهم ذلك انجازا تاريخيا واستبشروا تبادر إلى ذهني سؤال مفاده:
هل مشاركة المرأة السعودية في الاولمبياد هي آخر المطاف؟ بمعنى هل سيقتنع الغرب بهذه الخطوة؟ وسيغضّون أنظارهم عنّا؟.
وبنظرة فيما نشرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” وهي: منظمة أمريكية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في تقريرها حول مشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد نعلم بأن القضية لن تقف عند هذا الحد، بل هناك العديد من المطالبات القادمة، جاء في التقرير:( مشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد ليست إلا خطوة أولى) إذا ما هي الخطوات القادمة ؟
الغرب بجميع مؤسساته ومنظماته لن يهدأ له بال حتى تطبق جميع بنود الاتفاقيات الدولية المخالفة لشرع الله علينا، فمهما أحسنّا النية فيه ومعه فلن يرضى بما نحن فيه من خصوصية وستر، ولن يهنأ ولن يهدأ حتى يشاهد المرأة السعودية مثل المرأة الغربية.
إن مطالبات الغرب لن تنتهي عند حد فهناك مطالبات بضرورة الالتزام باتفاقية القضاء على التميز ضد المرأة والتي من بنودها رفع الوصايا على المرأة بالكلية، وإلغاء قوامة الرجل على المرأة، ومساواة المرأة بالرجل مساواة كاملة، والدعوة إلى حرية العلاقات الجنسية المحرمة واعتبارها من حقوق المرأة الأساسية، وتشجيع الاختلاط في شتى الميادين، وسلب ولاية الآباء على الأبناء، وغير ذلك كثير مما فيه تعدٍ على شرع الله المطهر.
وهناك من يطالب بعدم تطبيق الحدود الشرعية على القاتل والسارق والزاني!
وهناك من يطالب بالسماح ببيع الخمور للإنضمام للتجارة العالمية!
ومن ضمن مطالبات الغرب الدعوة إلى الالتزام بالمذهب الإنساني العالمي لجمع الناس على إنسانيتهم ونبذ كل الأديان والشرائع، وقائمة مطالبات الغرب تطول وتطول …
[COLOR=#FF0026]فهل من الدين والحكمة والعزة أن نبدأ بتنفيذ تلك المطالبات بحجة الضغوطات الغربية![/COLOR]إنّ من الضروري أن نعلم بأن كلما رضخنا للغرب بتنفيذ مطالبه كلما تمادى بمطالباته فهو يسير على مبدأ اطلب المزيد تحصل على ما تريد، وينفذون سياسة خذ ثم طالب، وهذا ما أخبرنا عنه سبحانه وتعالى بقوله:( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إنّ هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) يقول القرطبي رحمه الله:( إنما يرضيهم ترك ما أنت عليه من الإسلام وإتباعهم) ويقول ابن جرير رحمه الله:( يا محمد ليست اليهود ولا النصارى براضية عنك أبدا حتى تتبع ما يرضيهم ويوافقهم، فاطلب رضاء الله فيما بعثك من الحق) وقال:( في الآية تهديد ووعيد شديد للأمة عن إتباع طرائق اليهود والنصارى بعد ما علموا من القرآن والسنة ـ عياذا بالله من ذلك ـ فإن الخطاب للرسول والأمر لأمته).
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله:( والخطاب وإن كان للرسول صلى الله عليه وسلم فإن أمته داخلة في ذلك، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).
وإنْ كان هناك نفر من أبناء هذا الوطن الغالي أغواهم الشيطان لهوى في نفوسهم، وجهلا بالأحكام الشرعية فخرجوا عن قيمه ومبادئه، وسخروا أنفسهم أبواقا للغرب، فيجب على المسؤولين أن يأخذوا على أيديهم لأنهم سفهاء وسيجرّون المجتمع إلى الهاوية، وعلى العلماء وطلبة العلم أن يبينوا خطرهم وفسادهم، فمن الغبن أن يتحكم أفراد بمجتمع حباه الله بنعم كثيرة، وخصه بمزايا عظيمة، فعلى أرضه هبط الوحي من السماء، ومنه شع نور الهداية، وإليه تهفو قلوب المسلمين، ويتوجهون إليه ليلا ونهارا، فمن الغبن والله أن يُسلب منه تلك الخصوصية، أو يكونوا سببا للتفريط بها، يقول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه:( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) فهل نعي حقيقة هذه المقولة.[/JUSTIFY]