الشريف محمد حسين الحارثيالمحلية

رسالة إلى ساكن وزائر مكة البلد الحرام

[COLOR=#0A00FF][RIGHT] [COLOR=#FF001F]رسالة إلى ساكن وزائر مكة البلد الحرام[/COLOR] فكرة وإعداد: الباحث التاريخي بمكة المكرمة
الشريف محمد بن حسين الحارثي[/COLOR] [/RIGHT]

س [COLOR=#FF0055]/ هل سألت نفسك يا ساكن مكة أو زائرها: كيف تعظم البلد الحرام؟[/COLOR] [JUSTIFY]يقول المولى تبارك وتعالى : {أو لم نمكن لهم حرماً آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون} [القصص، آية 57].
ويقــول سبحانه وتعالى: {أو لم يروا أنا جعلنا حرماً آمنا ويتخطف الناس من حولهم} [ العنكبوت، آية 67 ]. هذا هو البلد الأمين مكة.
ويقول الله عزّ وجلّ: (إنَّمَا أمرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذه الْبَلْدَة الذي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَىْءٍ وَأَمرْتُ أَنْ أَكُونَ منَ الْمُسْلمينَ).

قال القرطبي في تفسيره: “يعني مكة التي عظم الله حرمتها، أي جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم، ولا يظلم فيها أحد، ولا يصاد فيها صيد، ولا يعضد فيها شجر”.
ويؤيد ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خطبة له عام الفتح إذ قال: “يا أيها الناس، إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها…” إلى آخر الحديث.

وقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لأهل مكة: “يا أهل مكة: الله الله في حــــرم الله، ثـــم قال: إنه كان ولاة هــذا البيــــت قبلكم (طسْم). ، فتهـــــاونوا به ولم يعظّمــــوا حرمته، فأهلكهــــم الله تعـــالى، ثم وليتــــه بعدهـــم (جرْهم) فتهاونوا به ولم يعظّموا حرمته، فأهلكهم الله تعالى، فلا تهاونوا به، وعظّموا حرمته”.
وعندما فسّر السلف قوله تعالي: (وَمَن يُرد فيه بإلحَاد بظُلمٍ نُّذقهُ من عَذَابٍ أليمٍ) قال بعضهم: الإلحاد في الحرم: شتم الخادم فما فوق ذلك ظلما، وقال بعضهم: احتكار الطعام في الحرم، وروي هذا عن عدد من الأئمة .

وعندما فسّروا قوله تعالى: (سواء العاكف فيه والباد)، قال عطاء ومجاهد: العاكف: أهل مكة، وأما البادي: فمن أتاه من غير أهل البلد. وقال بعضهم: العاكف فيه: الساكن فيه. والبادي: الجالب، أي: الذي يجلب الطعام والتجارة إلى البلد الحرام من غير أهلها، فهو وساكن مكة سواء في الحقوق والواجبات.
وقال القرطبي في تفسيره: “العاكف: المقيم الملازم، والبادي: أهل البادية ومن يقدم عليه؛ يقول: سواء في تعظيم حرمته وقضاء النسك فيه الحاضر والذي يأتيه من البلاد، فليس أهل مكة أحق من النازح إليه. وقيل: إن المساواة إنما هي في دوره ومنازله ليس المقيم فيها أولى من الطارئ عليها، وهذا على أن المسجد الحرام الحرم كله، وهذا قول مجاهد ومالك، رواه ابن القاسم، وروي عن عمر وابن عباس وجماعة أن القادم له النزول حيث وجد”.
وفى صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يوم فتح مكة: “إن هذا البلد حرمه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة… إلخ”.

وروى الفاكهي بسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لمكة: “وإنّي لأعلم أنك حرم الله وأمنه وأحب البلدان إلى الله تعالى”.
وعن علي- رضي الله عنه- قال: “إني لأعلم أحبّ بقعة في الأرض إلى الله، وهي البيت وما حوله”.
وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: “إن الله عزّ وجل اختار الكلام، فاختار القرآن، واختار البلاد، فاختار الحرم، واختار الحرم، فاختار المسجد، واختار المسجد، فاختار موضع البيت”.
وكان من تعظيم السلف للحرم قولهم: إذا دخلت الحرم فلا تدفعنّ أحدا، ولا تؤذينّ، ولا تزاحم.

وروي عن يزيد بن أبى زياد، قال: يكره رفع الأصوات بمكة.
ومن ذلك ما رواه الأزرقي، بسنده عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه كان إذا جاء إلى مكة، كان له فسطاطان، أحدهما في الحلّ، والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحلّ، وإذا أراد أن يصلي صلّى في الحرم، فقيل له في ذلك، فقال: إنا كنا نتحدث أن الإلحاد في الحرم أن يقول: كلا والله، وبلى والله.

س/ ماذا يجب عليك تجاه الحرم تعظيماً وتوقيراً ، قولاً وعملا ؟[/JUSTIFY]

: إذا سرت في الشارع بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا انطلقت بسيارتك في شوارع مكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا دخلت مكتبك وباشرت عملك بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا تخاصمت مع أحد ما بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا زرت قريباً لك بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا جلست في مطعم أو مقهى بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا شاهدت أو شاركت في مباراة بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا تناولت طعامك في بيتك بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا تعاملت مع الزبائن في متجرك بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا هممت بإلقاء القمامة والفضلات بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا دفنت ميتك،أو شاركت في تشييع جنازة بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا غضبت وتريد السب والشتم بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا اختلفت مع السائق أو الخادمة بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا شاركت في حفلة عائلية أو عامة بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا تجولت في الأسواق بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا تناولت سيجارتك أو شيشتك بمكة فتذكر أنك في حرم الله.
: إذا كنت تقضي محكوميتك في أحد السجون بمكة فتذكر أنك في حرم الله.

الشريف محمد الحارثي

باحث في التاريخ والحضارة - مكة المكرمة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. استاذنا الخبير الشريف محمد الحارثي سلمك الله من كل شر ، أسأل الله أن يثيبك على مقالك وأن يجعلها في صحيفتك يوم تلقاه ، آمين ، وأقترح مكتبة وثائقية تاريخية عن مكة المكرمة وتاريخ الجزيرة العربية تحت إشرافكم … دمت بألف خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى