** تتواتر الأنباء الواردة من محافظة بدر ( التابعة لمنطقة المدينة المنورة ) ( جنوب ينبع بـ 75 كم ) وهي تتحدث عن هموم كثيرة يعاني منها الأهالي هناك .
** مثل : تزايد ظهور عدة حالات سرطانية , وملاحظة ارتفاع المصابين بالأمراض الصدرية , ورصد عدد من حالات الربو لدى الاطفال والكبار من السكان , ومشاهدة مادة سوداء على شكل حبيبات تنتشر على التلال الرملية داخل وحول المحافظة , وظهور تشكيلات من السحب السوداء في سماء المكان .
** الأهالي هناك يقولون – بل ويكادون يجزمون – ان كل ذلك سبب ذلك ناتج عن الغازات المنبعثة من المصانع القريبة من ديارهم , وتحديدا من مدينة ينبع البحر , حيث مصانع الشركات العاملة بالهيئة الملكية بينبع.
** الجهات الرسمية المعنية تفاعلت , ومنها من قدم تقارير ( وان كانت مبدئية ) تفيد أن كل ما يقوله الاهالي مُبالغٌ فيه من ناحية , ومن الناحية الأخرى فان مصانع ينبع ليست سببا وراء حتى الحبيبات السوداء المتناثرة على تلال بدر .
** ويبرز في الوقت ذاته من يعود ليقول – مشككا في تحليل الخبراء للعينات التي اخذوها من المحافظة – بأن تلك العينات تم جمعها وأخذها من تلال محافظة بدر وجبل دف منذ عام 1426 هـ .. ( يعني عينات قديمة ) .
** ويقول المشككون ان تلك العينات التي أخذت قبل سبعة أعوام تقريباً , لن توضح كامل الحقيقة , كما أن ما تم اعلانه من نتائج هي بمثابة نتائج أولية وليست نهائية ( لذلك لا يُعتد بها ) .
** الخبراء عادوا وقالوا مطمئنين الاهالي : بأن النتائج التي ظهرت لهم تؤكد أن المادة السوداء في تلال محافظة بدر لا تشكل خطورة , وذلك ضمن الدراسة الأولية لهم لقضية التلوث تلك ، مع اعترافهم بان التحاليل لم تكن في حكم الدراسة النهائية .
** وقد تم تشكيل فريق عمل من جامعة الملك عبد العزيز بجدة بمشاركة عدد من الجهات المختصة وذات العلاقة للقيام بدراسة أخرى تكون نهائية ، لقضية التلوث على مدار ثلاث سنوات . وبحسب المصدر فإن هدف هذه الدراسة هو الوقوف بشكل مؤكد على مدى نسبة تلوث الهواء والرمال والماء بمحافظة بدر.
** وسوف تتعرف على مدى تأثير انبعاث الغازات من مدينة ينبع الصناعية ومحطة الطاقة لتحلية المياه ومستوى تأثيرها على الهواء والماء والرمال بالإضافة إلى مدى تأثيرها المباشر على المحاصيل الزراعية.
** وثمة اخبار تقول ان مدير القطاع الصحي في محافظة بدر د. زكي الصبحي كشف عن إصابة ثلاثة أطفال في المحافظة بسرطان الدم خلال شهرين فقط ، وأن هذه الحالات ربما تكون لها علاقة بالمادة السوداء المتراكمة على قمم وجنبات الكثبان الرملية والتلال الموجودة في أنحاء المحافظة وعلى مقربة من التجمعات السكانية.
** ويبقى القول ان الاهالي معهم كامل الحق في الخوف على صحتهم وعلى سلامة البيئة في ديارهم , فمن يطمئن أولئك بتحاليل علمية ذات مصداقية عالية ؟
** وسؤال أخير ومهم جداً .. هل مصانع ينبع تتبع أقصى حالات السلامة البيئة بموجب شهادات صادرة من جهات محايدة ذات موثوقية عالية ؟