[/COLOR][COLOR=#0300FF]بقلم د.يوسف الحاضري[/COLOR][/RIGHT] [JUSTIFY]- يذكر مؤلف كتاب التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين (علي عشماوي) عدة حقائق وأفكار عن جماعة الإخوان المسلمين خلال تاريخهم الممتد من عشرينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذه وأهم ما لفت انتباهي تطرقه لقضية هامة من أفكارهم وقفت عندها كثيرا وآثرت أن أكتب فيها مقالا كوني اكتويت من نارها كثيرا خاصة منهم أو ممن يتبعونهم أو يطبلوا لهم أو اغتروا بفكرهم واتجاههم وبقدرتهم على قيادة المستقبل ,,, هذه القضية تنحصر في ( أسلوبهم في تلفيق التهم والاتهامات على الآخرِ) سواء كان هذا الآخر عضو منشق منهم (كحال مؤلف الكتاب ) أو ممن يعادي فكرهم ويفضحهم دائما وأبدا على الملأ (وهم كثير وأنا أحدهم) ,,, فيقول مؤلف الكتاب في هذا الجانب (( خلال محاكمة (سيد قطب ويوسف حواش وعلي عشماوي في تلك الحقبة ) يشرح علي عشماوي بعض الأحداث والصفات التي دائما يتصف بها الإخوان على مدار تاريخهم (في كتابه التاريخ السري لحركة الإخوان ) فيقول :-
وقد أُشيع عني أني كنت ضابطا مندسا في الحركة ومع هذا لم أحاول حتى مجرد محاولة أن أبرئ نفسي أمام الأخوان، لأن الإخوان بطبيعتهم يحبون أن يتهمون بعضهم بعضاً بالخيانة وا لعمالة، فإذا أردت أن تقول لهم إنهذا لم يحدث زادوا في الأمر وقالوا إنك عميل للمباحث، تقول لهم: لا .. يقولون: إذن فأنت في المخابرات، تنفى ذلك فيقولون: إذن أنت عميل للأمريكان .. المهم أن تظل عميلاً لأحد، فهم لن يرضوا بعد ذلك حتى يصدقواأنفسهم ويصدقوا ما يحلو لهم من الأقاويل(( ,,,
– قصتي معهم لا تختلف كثيرا عن الأستاذ عشماوي غير أني لاقيت مثل هذه الاتهامات منهم وممن دائم الاستماع إليهم ومعجب بأفكارهم ومسحور بألسنتهم ومتبلد أمام شاشتهم وعند منظريهم ,,, ففي البداية انهالوا علينا جميعا ممن يخالفوهم الرؤية والفتنة والانقلابات هنا وهناك بقولهم (بلاطجة) وعندما وجدوا أن مثل هذه الشتائم والاتهامات ليست ذات جدوى انتقلوا إلى مستويات أعلى وبتحريض من كبرائهم وسادتهم فأصبحنا (مرتزقة) ثم (أبو ألفين في إشارة للمبلغ المالي الذي نتقاضاه من هذه الجهة أو تلك) ثم (رافضة) ولكن كل هذه لم تؤت ثمارها على الأقل علينا الذين لم نتخذهم يوما ظهريا أو أئمة أو سادة كون أسلوب المقاطعة التي ينتهجوه لمن معهم وخرج عن ملتهم سيعطي ثماره لأن جميع أصدقاءه كان من نفس البيئة وسيجد صعوبة في تكوين صداقات جديدة خاصة بعد أن تتلطخ لسانه وفمه بأعراض هؤلاء وهؤلاء وسيكون محل شك وخوف من الآخر ,,, ثم بعد ذلك انتهجوا نهجا أكثر صرامة وقوة معنا بعد أن وجدوا أن أساليبهم القديمة لم تنجح فاصبغوا علينا صبغة (أمن قومي) يشتغل بمال ومدرب على أحدث الأفكار والأعمال أو (استخبارات عسكرية أو مدنية ) ولكن كل هذه كانت تذهب أدراج الرياح فنحن لدينا قضية ومستقلين بفكرنا ونهجنا ورؤيتنا والأهم عقولنا تابعة لنا وليست لغيرنا ,,, فوصلوا في الأخير لاتهامي بما اتهموا به الأستاذ عشماوي قبل تقريبا 40 عاما بأنه عميل للأمريكان وعضو في (CIA) وكالة الاستخبارات الأمريكية مما يضعنا أمام فكر متجمد ومحفوظ يتم تناقله كما أنزله لهم (حسن البناء والسيد قطب والهضيبي وغيرهم من أئمتهم السابقين ) ,,, فإلى متى سيظل هؤلاء حبيسي أفكار قديمة متشددة جامدة حتى في أسلوب الحديث والخطاب والحوار مع الآخر,,, فعندما يصل اتهامهم إياي بأني عميل للأمريكان في وقت أني لست أكثر من دكتور صيدلي ومغترب في أرض الحرمين أبحث عن لقمة عيشي بما أمرني إياه ربي وكل همي وأملي أن أجد يمن الأيمان وأجد الدول العربية متحابة يسودها الأمن والأمان والعدالة .
– أستطاع الإخوان أن يخلق من مناصريهم عقول كأكياس البلاستيك يمكن أن تضع فيها شيء طيب ويمكنك أن تملأها بنفايات وزبالات ثم ترميها في الأخير إلى مكب النفايات وللأسف أتخذ الأخوان من الطريقة الثانية منهجا للتعامل مع أتباعهم في التخاطب مع عقولهم ثم توجيههم لينشروا ثقافتهم قبل أن يتخلوا عنهم عند أول مؤتمر للتفاهم أو للتقارب أو للتصالح مع أعداء الأمس أولياء اليوم ,,, والتاريخ يحدثنا ذلك .[/JUSTIFY]