(نائف) له من اسمه نصيب ، لم يأت ذلك من فراغ ، فهو رجل قد كسب ثقة والده رحمه الله منذُ الصغر ، ولم تفارقه تلك الثقة مع مرور الأيام والأزمان ، عقود من الزمن ونائف يحتل مكانه في مسيرة البناء ، في مسيرة العطاء ، في مسيرة النهضة فكأن والده رحمه الله قد راهن عليه فكسب الرهان، وأثبت نايف أنه على قدر الثقة بالدليل والبرهان .
رحل نايف وتركنا نتوجع لفقده ، كيف لا وهو الرجل الذي تفانى في خدمة الدين ، والمليك ، والوطن والمواطن ، فقد كان حصنا حصيناً لوطنه ، وفياً لشعبه ولأمته ، يتصف بالرزانة والإعتدال ، ويرجع إليه في الملمات ومهمات الأمور ، كم عقبة اجتازها الوطن بحكمته ، كان له حضوره على مستوى الوطن وعلى مستوى الأمة الإسلامية والعربية ، وعلى المستوى الدولي .
نايف ترك من المآثر ومن الأثر ، مايحفظه له التاريخ ، نقش اسمه على صفحات حياتنا منذ نعومة اظفارنا ،أحبه الكبير والصغير ، الغني والفقير ، الذكر والأنثى ولم يأت ذلك من فراغ ، وإنما أتى لأن الأمير نايف قد أعطى من وقته وزهده وماله ما أستحق به ذلك وزيادة .
الديوان ينعى الأمير والشعب يبكي الأمير ، يبكي رجلا هماماً ، كان الشعب ينام وهو في حراسته ، رجلاُ كرّس ثقافة التسامي والتسامح والإعتدال بعيداً عن الفرقة والشتات ، رجلاُ إن عمل أنجز ما يسر الخاطر وإن تحدث أبهر وأعجب السامع ، يؤمن بثقافة الحوار ، ويرفض التهميش والإقصاء ، فياله من رجل جمع في إهابه وبين ثيابه صفات العظماء الذين عرفهم التاريخ ، لا نملك ونحن نودعه ونبكيه إلا أن نبتهل إلى المولى القدير أن يرحمه رحمة واسعة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان .
[/JUSTIFY]
[RIGHT]كتبه العبد الفقير إلى ربه
حامد صالح الربيعي
رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي
[/RIGHT]