أسامة زيتونيالمحلية

الفضائيات في رمضان

لقد أصبح جلياً ان القنوات الفضائيه التلفزيونيه قد وجدت لها سوقا رائجا في شهر رمضان المبارك ، فأصبحت تتسابق وتتنافس – مع الاسف – على بث المسلسلات الماجنه التي أسقطت رداء الحشمة والعفة ، بل وعمدت الى بث أفكار هدامه لا تتوافق مع أخلاقيات وتقاليد المجتمعات العربية ، في الوقت الذي من المفترض أن تراعى فيه حرمة الشهر الفضيل وتتوقف عن بث هذه البرامج التي تذاع طوال العام ، فضلاً عن مضاعفتها خلال هذا الشهر الكريم والقيام بحملات ترويجيه ودعائيه لها قبل حلول الشهر بفترات طويله من أجل إختلاق زوبعه اعلاميه مفتعله و لتسترعي اهتمام أكبر عدد من المشاهدين .

اسلوب رخيص تنتهجه بعض القنوات التي لم تراع أخلاقيات المهنه والأمانه الاعلاميه ، فصنعت من نفسها جسراً –عن جهل أو دراية- ليعبر من خلاله أصحاب الأهداف الخفيه ، ومع الأسف هناك من أبناء جلدتنا من تم تسخيرهم لإيصال هذه الأفكار الدخيله والهدامه بحجة أنها معالجة قضايا اجتماعيه .

إن الإنسان العربي بحاجة إلى (الوعي) في هذا المجال ، وهذا الوعي لا يأتي من خلال الابتذال على الشاشة التي تدخل كل منزل ، فإذا كانت القنوات تقدم للمشاهد العربي هذا الابتذال الأخلاقي والإسفاف الفكري ، فهي تستهدفه بالتضليل ، وهي دعوة فجة إلى الانحلال ، ووضع المشاهد العربي في دائرة الفراغ الفكري والثقافي ، وهو ما يستوقف النظر لإثارة سؤال مهم يطرح نفسه : لماذا يريدون الذهاب بالمشاهد إلى هذه الفوضى ، ولماذا هذا التحريض على الإباحية ، ومن المستفيد من ذلك ؟. ‏

إن اللجوء الى هذه الوسائل الرخيصه ، يهدف الى تحقيق الارباح والمكاسب الماديه ولو كان على حساب المبادئ والاخلاقيات ، وقد جاء بعد الفشل في نشر مواد نافعة ومضامين مثيرة تستحق المتابعة والمشاهدة ؛ فلما فشلت هذه الوسائل في مخاطبة العقول التجأت إلى مخاطبة الشهوات والغرائز؛ التي قل من يصمد أمامها ، إلا من عصمهم الله من المومنين ، وهذا الأسلوب يستخدم لتحقيق أغراض خسيسة ؛ وهي مؤامرة في أصلها يهودية ، فليس الأمر وليد اللحظة ؛ بل تفطن له اليهود قديما ، فلما علم أصحاب الشهوات أثر هذا السلاح الفعال (الإعلام) لدى الشريحة العامه التي يضعف لديها الحس الديني استكثروا منه ، واستخدموه سلاحاً فتاكاً ليضلوا به عقول وأفئدة المسلمين ، وبغض النظر عن تفاصيل كثيرة في نهج هذه القنوات الفضائحيه ، فهي برمتها تشكل دعوة إلى التفكك والانفلات ، وتحدث تصادماً مع الحشمة والآداب العامة ، فيبدو أن هوس الحصول على (المشاهدين) وبأي أسلوب دفع بعض القنوات إلى هذا الانحراف الأخلاقي ، وأوصلها الى ‏خانة البرامج الفاضحة والمحظورة .

اننا وفي هذا الوقت بالذات الذي تعاني فيه امتنا العربيه والاسلاميه من المؤامرات التي تستهدف أمننا وفكرنا وثقافتنا بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى التماسك والعوده الى الصواب والتصدي لهذه المؤامرات ورفع درجة الوعي الديني والثقافي ونبذ الأفكار الدخيله والاساليب المبتذله التي يدعي مروجوها معالجة بعض القضايا الاجتماعيه ، ووضع حدود لهذه القنوات لتعريفها بما يجب أن تقوم به من دور ثقافي وتوعوي ، مع ايجاد جهات رقابيه أكثر وعياً وأبعد فكراً لتكون قادرة على تنقيح ما يبث والإرتقاء بفكر ووعي وثقافة المتلقي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أشكر الكاتب الكريم على هذا المقال والذي يحذر فيه من القنوات الفضائيه في رمضان والتي تتسابق وتتنافس على بث المسلسلات التي لها الأثر السيء على المتلقي.
    وهذا فعلا يعد سلوكا غير سوي من تلك القنوات التي تسلك سلوك الشر والفساد ونشره بين المجتمعات والأفراد ولاشك أن هذا غزو فكري هدفه إضعاف الوازع الديني لدى الإنسان المسلم ولكي يكتسب من تلك القنوات بعض الصفات أو العادات الدخيله على مجتمعناولاشك أن محاربتها تبدأ من الأسره بتوعية أفرادها من مخاطر ذلك وتشفير القنوات لديها بما يضمن لها ولأفراد أسرتها مشاهدة ماهو لائق وحسن.
    ويأتي الدور الهام أيضا على الأعلام بأن يكون هناك (كنترول) ذا تحكم في القنوات المسيئه وعدم إيصالها للمشاهد.

  2. أشكر الكاتب الكريم على هذا المقال والذي يحذر فيه من القنوات الفضائيه في رمضان والتي تتسابق وتتنافس على بث المسلسلات التي لها الأثر السيء على المتلقي.
    وهذا فعلا يعد سلوكا غير سوي من تلك القنوات التي تسلك سلوك الشر والفساد ونشره بين المجتمعات والأفراد ولاشك أن هذا غزو فكري هدفه إضعاف الوازع الديني لدى الإنسان المسلم ولكي يكتسب من تلك القنوات بعض الصفات أو العادات الدخيله على مجتمعناولاشك أن محاربتها تبدأ من الأسره بتوعية أفرادها من مخاطر ذلك وتشفير القنوات لديها بما يضمن لها ولأفراد أسرتها مشاهدة ماهو لائق وحسن.
    ويأتي الدور الهام أيضا على الأعلام بأن يكون هناك (كنترول) ذا تحكم في القنوات المسيئه وعدم إيصالها للمشاهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى