د/سعود المصيبيح[/RIGHT] [JUSTIFY]لا أدري من هو صاحب بدعة تقليص الدوام في العالم الأسلامي خلال شهر رمضان أو تغيير المظاهر اليومية العامة في أوقات الصحو وأوقات النوم وطريقتنا في الحياة والمعيشة إذا لايوجد نصوص شرعية من الكتاب والسنة تسمح لنا في ذلك وأن نفسد الهدف الأساس من الصيام وهو التقرب إلى الله وطاعته فيما أمر والمشقة وكبح جماح النفس عن الملذات الدنيوية من طعام أو شراب أو غيره من مبطلات الصوم وبهذا يكون الصوم له هدفه الرباني وفيه العبادة الحقيقية التي شرعها الله وجعله صوم رمضان رابع أركان الأسلام .
وبالمقابل لم يبحث واقعنا في الصيام بحثا علميا دقيقا حول طريقة قضائنا يوم رمضان والنسب الأحصائية في ذلك . ولكن من يستقرئ الواقع وأرتباط رمضان بالأجازة سنجد أن نسبة كبيرة من المواطنين وهم مجتمع الجامعات والمدارس وغيرها من مراحل التعليم يبدأون النوم من بعد صلاة الفجر وربما يتأخرون ساعتين أو أكثر ثم النوم إلى وقت الفطور وهذا ملموس وواضح لدى غالبية الأسر ولا أحد يستطيع تغييره .
أما الموظفين فالسهر مستمر حتى الفجر ثم النوم لساعتين أو ثلاث والقدوم للعمل بنفسية سيئة وبإنتاجية ضعيفة لا تتفق وما يطلبه الدين الاسلامي من محبة وتسامح وجدية وأنضباط وأنتاجية وهنا يأثم الأنسان ولا يحلل راتبه بأدائه السئ وأنتاجيته الضعيفة وهذا أمر خطير ومهم لأن مصدر دخل الأنسان لأبد أن يكون عن قناعة ووعي في مشروعيته ومن لا ينتج أو يتراخى فهو يأخذ مالا لا يستحقه والسبب أنه يريد أن ينفق وقته في الليل وهو وقت النوم والراحة في السهر ومشاهدة القنوات التفزيونية والتجمعات المختلفة فيتأخر في نومه ويفوت عليه أداء واجب العمل والأستعداد له .
ولهذا لابد من الأقتداء بالإسلام الصحيح والعودة لجذور واقع المسلمين في العهد النبوي وماتلاه فقد كان رمضان شهر عبادة وعمل وغزوات وأنتاجية ولا يختلف عن بقية أيام الشهر سوى في الأجتهاد في قراءة القرآن والعبادة والتقرب إلى الله بالصدقة ومساعدة الفقراء والمساكين والقيام بأعمال بر الوالدين وصلة الرحم والتسامح والمحبة والأبتعاد عن الغضب والكسل والخمول والنوم الطويل . ولهذا أدعو لدراسة دوام رمضان وأن يكون دواما طبيعيا حتى يشعر الأنسان بالجوع والعطش ولذة الصيام مع النوم في وقت مبكر لا يتأخر عن الثانية عشر ليلا فيأخذ الجسم راحته في النوم ويصحو للسحور وصلاة الفجر ثم يرتاح ويخرج في وقت مبكر لا يتأخر عن دوام عمله ويجتهد في الأخلاص والأنتاجية والعمل ويعود لقراْة القران والأستعداد للفطور بدلا من هذه الحياة المزعجة حاليا من نوم في النهار وسهر في الليل .[/JUSTIFY]