شخّص ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية المجتمعين في قمة التضامن الإسلامي بمكة المكرمة في 26 ــ 27 رمضان 1433هـ، مواطن الداء التي قعدت بالأمة الإسلامية وفرقت جمعها وعصفت بوحدتها وجعلتها في ذيل الأمم وبعد وقفة صادقة مع النفس حتمها الواقع الخطير والأليم وضعت القمة الإسلامية سبل العلاج والإصلاح لشأن الأمة من خلال الخطط والبرامج التي تحقق نهضة الأمة وتستعيد تضامنها وتمكنها من مجابهة التحديات الجسام وفق مبادئ وخطوات تضمنها ميثاق مكة المكرمة الذي تلاه في ختام القمة د. أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في أحد عشر بنداً تناول في نهايته مسئولية منظمة التعاون الإسلامي عن وضع الخطط والبرامج اللازمة وعرضها على الدول الأعضاء للبدء في تنفيذها .
وبلا شك أن تحقيق تطلعات الأمة الإسلامية في الحكم الرشيد بما يعمق قيم الشورى والحوار والعدل ويمكن الوسطية الإسلامية البعيد عن الغلو والتطرف ويحارب الفتن المذهبية والعرقية والطائفية وذلك بالتأمين على مقترح خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوصول إلى كلمة سواء يكون مقره الرياض، مع الحرص على تبليغ الرسالة الإعلامية المهنية الصادقة وتحميل الإعلام مسئولية درء الفتن وتحقيق أسس وغايات التضامن الإسلامي، بالإضافة إلى وقفة القمة مع الشعوب الإسلامية المقهورة في فلسطين وسوريا وميانمار . . كل ذلك يتطلب جهداً مضاعفاً تطلع به المنظمات والمؤسسات الإسلامية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتأخذ بمنطلقاته في سعيها للإصلاح وترجمة بنود الميثاق إلى واقع ملموس في حياة الأمة .
ومع أهمية ما نوهت إليه القمة الإسلامية في ميثاق مكة المكرمة خاصة في بناء قدرات الأمة وتفجير طاقاتها العاملة بتخصصاتها المتنوعة والاسترشاد بخطة العمل العشرية التي أقرتها قمة مكة المكرمة عام 2005م، إلا أن إعطاء الجوانب الاقتصادية الأولوية القصوى من خلال فتح مجالات الاستثمار الاقتصادي ورفع نسبة التبادل التجاري بين الدول الإسلامية وفتح آفاق السوق الإسلامية المشتركة مما يعود بالنفع على الجميع من منتجين ومستهلكين ويخلق قدراً من ترابط وتشابك المصالح وتبادل المنافع المفضية إلى بناء مؤسسات اقتصادية واجتماعية قوية كل ذلك سيساهم في نهضة الأمة وبناء قوتها وإعادة مجدها لاسيما وأن العالم يعيش في عصر التكتلات الكبرى التي لا مجال فيها للضعفاء والمتفرقين أيادي سبأ كما هو حال أمتنا اليوم . . ونسأل الله أن تكلل جهود القادة في قمة التضامن الإسلامي بالتوفيق وأن يسدد خطاهم لما فيه خير البلاد والعباد>
ابراهيم عيسى هدل