أسامة زيتونيالمحلية

تعزيز وتقوية القيم

ان من فضل الله سبحانه وتعالى علينا أن جعلنا مجتمعاً اسلامياً ولله الحمد ، تحتل القيم والمبادئ الإسلامية في نفوسنا مكانة عالية ، وربما تشكل لدينا الدوافع والسلوك التي تتحكم في جميع تصرفاتنا ، وذلك ما فرضته علينا البيئة الإجتماعية التي ولدنا ونشأنا وتربينا فيها .
فالإنسان وليد بيئته التي نشأ فيها ويكتسب شخصيته منها ، اضافة الى العوامل الخارجية التي تحيط بالإنسان وتساهم في تنشئته الإجتماعية وهي العوامل المادية والثقافية والاجتماعية والتربوية والدينية ، فجميعها ذات تأثير قوي وإيجابي في تكوين شخصية الفرد .

وأنا لا أدعّي بأننا مجتمعاً ملائكياً لا يخطئ ، فنحن كغيرنا نحتاج الى التوعية المستمرة لنظل دوماً على الطريق القويم ، خاصة مع ظهور العديد من المتغيرات في المجتمع التي ضاعفت من صعوبة التربية الإجتماعية ، وعددت مصادر التعلم والتنشئه بالنسبه للفرد ، فلم يعد التعلم مقتصراً على البيت والمدرسة فقط ، بل أصبح هناك العديد من المصادر التي فرضت نفسها والتي يستقي منها الفرد معلوماته ويبني عليها أفكاره وشخصيته صغيراً كان ام كبيرا ، حتى أضحت المسئوليه مضاعفه بالنسبة للمعنيين بالتربية اشخاصاً كانوا أم مؤسسات .
ومع الاسف فقد استهان البعض في وقتنا الحالي ببعض الامور البسيطة التي فيها إخلال لحرمة المال العام ، وهدر لممتلكات ومقدرات البلاد ، والتي كانت من أهم مسببات الكم المعلوماتي الهائل وتعدد مصادره ، هذه الامور البسيطة قد تتفاقم وتكبر وتشكل خطراً على قيمنا ومبادئنا لو تم التغاضي عنها واعتبارها من توافه الامور .

فلقد أضحت مسؤلية تعزيز قيم النزاهة وتعميق مفهوم الأمانة واجب محتم وضرورة يجب القيام بها من قبل جميع فئات المجتمع وشرائحه ، وليس فقط من واجبات جهة محدده أو هيئة معينة كالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، فهي مسؤولية مشتركة بين الجميع أفراداً ومؤسسات ، فهناك على سبيل المثال أئمة المساجد الذين أعتقد انهم لا يولون هذا الجانب الاهتمام الكافي ، فالعلماء والدعاة وخطباء المنابر يتحملون جزءاً كبيرا من المسئوليه في المجتمع ، فهم أولى الناس بالإرشاد والتوجيه إنطلاقاً من مكانتهم العلمية والشرعية في المجتمع ، ويمكن أن يؤدون دورا كبيرا في مكافحة العادات الدخيلة التي تؤدي الى الفساد ، وتعزيز قيم النزاهة ، والتأكيد على خطورة الإفساد في الأرض ، ونصح المخالفين، والتحذير من عواقب الاختلاس والسرقة والنهب في الدنيا والآخرة، وتحريض الضمير على أن يبقى حياً خائفاً من العقوبة ، وملتزماً بالنظام ، وأن لا يأخذ مالاً ليس له فيه وجه حق ، كما أن للعلماء دورا مهماً في تسليط الضوء على كل ما يتعلق بالفساد، والتعريف بمفاهيمه وأنماطه، واستراتيجيات مكافحته ، وإبراز دور التشريعات في الحد من انتشاره ، وكشف آثاره الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل يشكر الكاتب عليه ولاشك إن للقيم والمباديء الاسلاميه مكانه مكانه عاليه وغاليه في نفوسنا.
    ———-
    مستشار أسري وتربوي
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين.

  2. مقال جميل يشكر الكاتب عليه ولاشك إن للقيم والمباديء الاسلاميه مكانه مكانه عاليه وغاليه في نفوسنا.
    ———-
    مستشار أسري وتربوي
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى