المحليةالمقالات

الشيخي الذي رحل

[RIGHT]الشيخي الذي رحل
د.عبدالله سافر الغامدي ـ جده.[/RIGHT] [JUSTIFY] محمد بن عبدالله الشيخي؛ (وكيل ابتدائية ابن باز لتحفيظ القرآن الكريم في جدة) ، رحل من الدنيا قبل أيام إلى رب كريم رحيم، أحياه ثم أماته، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا حول ولا قوة إلا به، ولا ملجأ ولا منجى منه؛ إلا إليه.

هذا الرجل؛ كان هامة شامخة، وقامة راسخة؛ في ميدان التربية والتعليم،عرف عنه بشاشة الوجه، ودماثة الخلق، وسماحة التعامل، ونبل التفاعل ، جمع المكارم كلها، واستولى على المعالي جميعها.

كان صاحب قلب كبير؛ حفل بحب الخير لكل البشر، وكان له عقل مشرق، ومنطق رقيق، وكانت طلعته بهية، ونفسيته رحيبة، شخصيته تتسلل إلى قلبك بسرعة، وتحبه من أول وهلة، كنت تجده ينساب أمامك كالماء هدوءاً وسكينة، ويهب عليك كالنسيم لطافة ورقة.

لقد كدرني خبر وفاته، وأحزنني رحيله، لكنه الموت؛ سنة من سنن الله الماضية، التي لا تتغير ولا تتبدل، فللخالق ما أخذ ، وله ما أعطى، وكل شيء عند بأجل مسمى، هكذا هي الدنيا الفانية، وهذا هو حالها؛ نزول وارتحال ، لقاء ووداع، صحة وسقم، سعادة وضيق، فرح وحزن، من سره زمن ساءته أزمان، ومن ساءه زمن ستسره أزمنة قادمة، وهذه الدار لا تُبقي على أحد، ولا يدوم على حال لها شأن.

مات محمد الشيخي ليعلمنا ويعلم أهله؛ أن للدنيا تقلبات، وفي الحياة مفاجآت، وأن الموت سبيل كل حي، يأتي فجأة على الصغير والكبير، والرفيع والوضيع، والمعسر والموسر، والرئيس والمرؤوس، قال الله تعالى: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ” ، وليس لنا إلا التسليم والرضا بقضائه، والصبر بما قدره تعالى .

وفي الصبر أجر عظيم، وثواب جزيل ، فالخالق(جل جلاله) يحب الصابرين:” والله يحب الصابرين”، وهو العظيم الكريم يكون ناصراً ومعيناً لعباده الصابرين: “إن الله مع الصابرين”، وهو الذي يعطيهم ويجزيهم بغير حساب:”إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”، وإنّ جائزة كل صابر على أي نازلة؛ هي جنة عرضها السموات والأرض: “أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً”، فيا فوز الصابرين، ويا سعادة الراضين!

فاللهم اغفر لعبدك محمد، وجازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً ،اللهم أكرم نزله، وأوسع مدخله، وأبدله دار خيراً من داره، وأهلا خيراً من أهله، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده،واغفر لنا وله ، واربط على قلوب أسرته، وأمدهم بالعزم على استكمال رحلة الحياة، يا أرحم الراحمين، ويا أجود الأجودين.[/JUSTIFY]

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button