سلطان الزايدي[/RIGHT] [JUSTIFY]لا يخفى على أحد أهمية الإعلام ودوره الكبير في إبراز الإيجابيات ودعمها؛ من أجل مزيد من النتائج الجيدة، ولا يخفي دوره أيضًا في كشف السلبيات من خلال النقد المبني على الشفافية والمصداقية في الطرح، وهذا الدور الإعلامي بمجمله يعتبر مهمًا؛ بل ربما تتوقف عليه نتائج عمل ما، من المنتظر أن يكون جيدا، إن سار وفق أسس واضحة تقوده للنجاح.
والإعلام الصادق النزيه بكل تفرعاته يلعب الدور الأكبر في تقديم العمل بشكله الجيد المناسب، أو إظهار عيوبه وكشف مكامن الخلل فيه، ولا يمكن لأي إنسان أن يقلل من أهمية دور الإعلام في جميع مناشط الحياة وكل مجالاتها؛ لأنه يحتفظ بالخطوط العريضة والبارزة المتضمنة لسياسته الرائدة في جميع أصقاع العالم؛ لما له من تأثير مباشر على المعنيين بالعمل، في أي مجال من مجالات الحياة المتشعبة.
ما دفعني لكتابة هذه المقدمه التوضيحية عن دور الإعلام أن تكون الصورة أكثر وضوحا أمام الجميع، وبخاصةٍ من يتعاطون مع الإعلام بشكل مباشر ممن يملكون حق اتخاذ القرارات.
ففي الجانب الرياضي يعيش إعلامنا الرياضي -هذه الأيام- تحت سياط النقد، وتبادل المواقع بين الناقد والمنقود؛ فلقد اعتدنا على أن يكون الإعلام هو المرآة التي تنكشف من خلالها للقائمين على رياضتنا ما يحدث من عمل وتحديد اتجاهه، إما سلبا أو إيجابا.
غير أن ما يحدث في هذا التوقيت الحساس بين الإعلام والمسؤولين عن الرياضة في السعودية؛ من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى اللجنة الأولمبية السعودية، مرورا برؤساء الأندية، أمر يجعلنا نتوقف لمناقشته ودراسته حتى لا تختل الأدوار وتضطرب الموازين، وتتنامى الفجوة بين الطرفين وتتسع، فعندما يعمل الطرفان في اتجاهين متضادين، ستضمحل الفائدة المرجوة من وجودهما مجتمعين ويعملان في اتجاه واحد لمصلحة مشتركة، غايتها العمل الجيد الذي يعزز من تلافي الأخطاء، ويدعم الإيجابيات حتى نحظى بعمل جيد ونتائج مرضيه للجميع.
الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل -مع كل ظهور إعلامي له، وبخاصةٍ في الآونة الأخيرة- لا تخلو تصريحاته من نقد لاذع للإعلام الرياضي، لعل آخرها تصريحه لوسائل الإعلام عن صفاء النية، بعد إشكاليات المبالغ المتأخرة لدى رابطة دوري زين للمحترفين، وخروج بعض الإعلاميين للحديث عن هذا الأمر بشكل غير لائق -من وجهة نظر الرئيس العام-.
وهذا يؤكد أن الإعلام الرياضي يعيش هذه الأيام “أزمة ثقة” بينه وبين المسيرين لرياضة السعودية؛ بدليل أن كل ما يطرحه الإعلام من نقد يخص العمل المقدم من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أو للجنة الأولمبية، لا يجد تجاوبًا من قبل الرئاسة إلا في جزئيات بسيطة.
على صعيد الأندية تبدو الصورة واضحةً جدًّا للجميع، فيما يخص وجود “أزمة” بين أصحاب القرار من الرياضيين والإعلام الرياضي. فبالأمس أصدرت إدارة الهلال قرارا بإيقاف بث أخبار النادي عن طريق المركز الإعلامي بالنادي، مكتفيه بنشرها عبر الموقع الرسمي للنادي، وهذا القرار ربما يكون قرارا تاريخيا ونقطة تحول كبيرة في العلاقة بين الهلال والإعلام الرياضي؛ ما يعني وجود قرار غير معلن بـ”مقاطعة” الإعلام، وهذه “الأزمة” لم يشهدها الهلال عبر مسيرته الرياضية المرصعة بالذهب والإنجازات.. تلك التي ساهم الإعلام فيها بشكل كبير، وكان دوره واضحا جليا، حتى بات الهلال زعيم القارة وملك بطولاتها.
ربما تكون بطولة آسيا بحلتها الجديدة هي السبب المباشر في نشوب “أزمة” حقيقية بين الإعلام والهلال، وقد يخسر الهلال بسبب هذه “المقاطعة” فرصة لملمة الأوراق والعودة لوضعه الطبيعي، حينئذٍ سيكون الهلال أكثر تضررا من “مقاطعة” كهذه.. هذا إذا سلمنا بأن القرار كان هدفه “مقاطعة” الإعلام.
قد نلتمس عذرا لإدارة الهلال في قرار كهذا؛ فقد كان النقد المصاحب لخروج الهلال من بطولة آسيا قاسيا، ويحمل في طياته كثيرا من المغالطات لأهداف معينة، ربما يكون من أبرزها إسقاط إدارة النادي، والبحث عن إدارة جديدة تستطيع أن تقدم ما يصبو إليه جمهور الهلال.
كل ما سبق يعد شواهد تدل على وجود “أزمة”؛ بل أزمة حقيقية بين الطرفين، وربما يكمن الحل المناسب لتجاوز هذه “الأزمة” فيما يلي…
أولاً: الاعتراف بها.
ثانيا: مراجعة “آنية” لسياسة كل طرف مع الآخر.
فالإعلام بكل تفريعاته يحتاج أن يقيم عمله، وهل الدور الذي كان يقوم به في الفترة السابقة، بما يتناسب مع واقع المرحلة. والسؤال نفسُه يُطرح على كافة المسؤولين في القطاعين الرياضي والشبابي.. هل العمل خلال الفترة السابقة كان ضمن إطار الوضوح والشفافية مع الإعلام؟
على أن تحضر الشفافية أيضًا بين الطرفين “لحل” الأزمة، وإعادة الثقة بينهما، والسير وفق منهج واضح هدفه مصلحة الوطن. فالتجارب أثبتت أن نجاح أي عمل يجب أن يبنى على التعاون بين جميع الأطراف المعنية به، وتهيئة المناخ المناسب له، حتى يظهر بالشكل اللائق الذي يرضى عنه الجميع.
ودمتم بخير …،،
[/JUSTIFY]