آخر مرة أحج

[RIGHT][COLOR=#FF0017]آخر مرة أحج ..[/COLOR] محمد الغامدي
[/RIGHT] [JUSTIFY]من يتحمل هم الأقوياء فقط ، والحج الممتع لكبار الشخصيات والفوضى لا تحمي البقية ، الحمد لله على كل حال وحسبنا الله ونعم الوكيل ..مشاهد مؤلمة وأوقات لا تُنسى وأسئلة متناثرة وإجابات لن تأتي ، قد تفقد أي شئ وأرخص ما فيها حياتك ، وفي لحظة قد تخسر كل شئ عندما يسقط أحدهم وما أكثرهم أمامك ، وتخشى أن تكون أمك !تبدأ الحكاية من تصاريح الحج لتكتشف أنها دعاية للحد من العدد ولم يطلبها أحد ، والآف المارة ومن كل المنافذ وأمام أعين الجميع يعبرون معك ، ونسأل لماذا وكيف يأتي الافتراش !؟

قطار المشاعر .. تدافع وتكديس وغياب التنسيق والتنظيم وكأنها لنقل الأضاحي ، مشهد مألوف أن يسقط كل عشرة دقائق أحد أمامك ثم صراخ دون نجدة فمحاولات إنقاذ من أهل الخير ، ساعات طويلة من انتظار التفويج من موقع لآخر مع تواجد أمني محدود ودفاع مدني معدود وغياب للفرق الاسعافية …. والأسوأ من التواجد الصحي هو مستوى النظافة ، وفي كل الأماكن ، تضطر دائماً لعبور أكوام النفايات والمضحك عندما تفاجأت بجيش من عمال النظافة قرب جمرة العقبة ومشرف يوجه بحماس وحركات استعراضية واكتشفت لاحقاً أنهم أمام كاميرا التلفزيون السعودي لنقل فعاليات الحج ..أنت هنا غالباً في متاهة .. فوقك شمس ومن تحتك نفايات وتخشى التعثر بالمفترشين وحولك حشود تسأل مثلك وحملات مرخصة قد لا تجيب ، كيلومترات طويلة من المشي والإعياء دون اسعاف أو ظل أو ماء ..في عرفة وحول الجمرات وفي الطريق إلى مكة لم اشاهد ما كنا نراه عبر تقارير السنين وتلك العربات المحملة بالمياه الباردة والألبان والعصيرات ولم أشاهد ابتسامات الحجاج أمام الكاميرات ولا مشاهد الدعاء والدموع خلف المايكروفون ، وبعيداً عن بريق الشاشة كنت هنا في الحج الحقيقي على الأرض وسلاحك رحمة الله ثم قوة احتمالك …. أمامي ، أجلس أمه المرهقة على الرصيف وعاد لها بعد دقائق ومعه (بيبسي) فوجدها ميته ، صرخ كثيراً ثم غطاها بأكياس من بقايا النفايات وجرى بها مع أهل الخير الى حيث لا يدري .. والدتي المجهدة كانت بجواري تشاهد وحينها قررت إن خرجنا أحياء .. آخر مرة أحج !.، وللحديث بقية .. [/JUSTIFY]

تويتر mg_almas@
حج عام ١٤٣٣ هـ