فلقد توجهت إلى إحدى حدائق الحيوان علني أقضي فيها وقتاً ممتعاً برؤية نزلائها من حيوانات وطيور وأسماك وزواحف ولأروح عن النفس قليلاً كما أتعرف على المزيد من سلوكيات هذه الكائنات .. ولكن لم يدر بخلدي أن يتحول بصري رغماً عني نحو شباب في عمر الزهور وهم يحملون فوق رؤوسهم أشياء غريبة يقولون بأنها من الموضة الحديثة مثل (قصات شعر والكدش ) هذا بخلاف ما يرتدونه من ملابس وأزياء تذكرنا بهتلر ونابليون وموسوليني والقذافي وخريجي المصحات النفسية – وبعض موضات شعر الرأس أشبه ما تكون بعش غراب لو رآه حضرة جناب طائر الغراب لهبط فوقه إعتقاداً منه بأنه عشه – وآخر ضرب رقماً قياسياً بأكبر (كدش) شعر في العالم – وكانت محصلة زيارتي أنني نسيت هدفي من زيارة الحديقة بعد أن إنصرفت لإإرادياً عن رؤية الحيوانات والأسماك والطيور إلى مشاهدة تقليعات هؤلاء الشباب وجنونهم!
وهكذا فمن قدر له زيارة بعض مراكز التسوق أو المنتزهات السياحية – فإنه قد ينسى الهدف الذي أتى من أجله كشراء سلعة أو مشاهدة مايستجد من ألعاب ووسائل ترفيه وبدلاً عن ذلك فإنه يكحل ناظريه برؤية أهوال شبابنا ومايرتدونه من ملابس تذكرنا بعصابات المافيا وأفلام الأدغال ومن يرى بعضهم يعتقد بأنه قد خرج تواً من غابة- وليتأكد الواحد فينا بأنه أمكن نجاح زراعة النخيل أو شجر الملوخية والبامية فوق (الرؤوس البشرية) ولابأس من تربية حمامة (بفراخها) فوق شعر رأس هذا الشاب فهذا يأتي ضمن التقليعات الغريبة (للكدش وما أدراك ما الكدش) – وقد نظن أنفسنا بادئ ذي بدء بأننا قد أخطأنا مسارنا وتوجهنا إلى دولة في الغرب أو دول أمريكا اللاتينية . لأن ما يحدث فعلاً لن يدخل العقل بأي حال من الأحوال.. لما فيه من أهوال وغرائب!
إن رؤية مجاميع الشباب ومناظرهم وهيئتهم العجيبة وقصات شعر رأسهم تجعل الواحد فينا يفطس من الضحك حينها– فهذا يتجول دون خجل أو وجل وقد إرتدى بنطالاً من يراه يعتقد أنه من بقايا الحرب العالمية الثانية أو حرب فيتنام- وشاب آخر نظنه يسير على يديه لضيق بنطاله وشعره الكدش – وذاك وقد حمل فوق رأسه أكبر باروكة في العالم ومن يرى الواحد منهم قادماً يظن أنه مغادراً لأن وجهه مثل( ……) أو نظنه شجرة نيم معمرة تسير الهوينا- أو الظن بأنه قد غرس فوق رأسه شجرة نخيل أو طلح أو نظن خطأ أن حارس حديقة الحيوان قد نسي باب القفص مفتوحاً وخرج منه هذا الكائن المتوحش فنولى الأدبار هرباً ..ويبدو أن شبابنا أخذوا يتسابقون لتسجيل هذه الغرائب في موسوعة جينيس للأرقام القياسية – كأكبر وأغرب شعر رأس – ونفس الحال ينطبق على غرائب وعجائب الملابس من طيحني و………!!وحتى المحال التجارية لن نجد فيها سوي تلك الملابس الخادشة للحياء وهي معروضة للبيع – وإن كان هناك من عتب في تنامي وإنتشار هذه الظواهر بين شبابنا فإنه يقع على عاتق الجهات المختصة مثل وزارة التجارة والصناعة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة التربية والتعليم إضافة إلى أسر هؤلاء والمجتمع بحيث يتوجب عليها جميعاً أن تتحمل مسئولياتها تجاه هذا الغزو الكدشي الطيحني ومايسمى سامحني يابابا حتى لا تنتقل العدوى لتطال الشيوخ وكبار السن!![/JUSTIFY]
للأسف هذا حال معظم الشباب !!
فهل هؤلاء سيحمون الوطن وقبل ذلك الدين و العقيدة ؟
أشك في ذلك
شكرا لكاتب هذه السطور فقد كتبت وصورت وابدعت
للأسف هذا حال معظم الشباب !!
فهل هؤلاء سيحمون الوطن وقبل ذلك الدين و العقيدة ؟
أشك في ذلك
شكرا لكاتب هذه السطور فقد كتبت وصورت وابدعت