المحليةالمقالات

طائفة الخصيان

هم صنف من الرجال يقع عليهم ظلم عظيم حيث تقتل رجولتهم قهراً ليكونوا خدماً في القصور الملكية ومخادع الزعامات الكبرى يخالطون (حريم السلطان) فلا يخشى منهم على نسائه ، وربما كان مرد ذلك ،إن كبار القادة والمسؤولين كانوا يبتعدون عن نسوانهم فكن يلجأن الى العبيد من الذكور ، وهو أمر شاع لوقت قريب في بلدان عديدة من العالم ، وفي الإمبراطوريات والممالك الكبرى التي سادت الأرض وحكمت أهلها عبيداً وأحراراً.

وإشتهرت مناطق ومدن وقرى بعينها في بعض الأقطار بصناعة (الإخصاء) ولا داع لذكر أسمائها لئلا نتهم بالتشهير ، ومثلما العبيد كانت الحمير تخصى هيا الأخرى في تلك الأماكن لتتفرغ لحمل الأثقال والكد في أوقات الليل والنهار دون التفكير بالإناث ،ومعروف عن الحمار إنه يشم رائحة الأتان من مسافة بعيدة فيأخذ بالنهيق وينتصب عضوه الذكري ولا يعود قادراً على الصبر فيترك العمل ويعاند صاحبه ويحدث مشاكل لها أول وليس لها آخر.

وفي العراق لدينا حزب للحمير صاحبه كشكولي الطباع والثياب يقطن في نواحي من كردستان يدعو لضمان حقوق الحمير ويكذب في ذلك فقد أبيد الآلاف منها دون رحمة عدا عن التي تعمل في نقل الأثقال من مكان لمكان ، وتلك التي يكثر تواجدها في مصانع الطابوق المفخور ولا يدافع عنها ، فطعامها حقير ولا تحصل على أوقات راحة مناسبة ولا تشرب ما يكفي من الماء.

وفي العراق يشتهر المثل المعروف (يقرع فيها الخصي) ،ويقولها العراقيون باللهجة الدارجة ، (يكرع بيها الخصي). ومعنى القرع هو نكاح ذكر الحيوان لأنثاه ، لكن المثل يضرب كناية عن الفعل غير المثمر في الصناعات والتجارات والزراعات والحفظ والإمتحان وفي البناء وحتى في السياسة ، وإذا كان الخصي كالثور مثلاً يقرع فكيف ستلقح منه وهو لا يمتنع بالكذورة والإخصاب ؟ ففي السياسة الراهنة وفي بلاد العرب بالذات وبعد سقوط الأنظمة الإستبدادية تولى الأمر حكام كالثيران المخصية ، وإذا قارنت بين رئيس سابق ولاحق لوجدت أن السابق كان أكثر جدية وحضوراً وتأثيراً بينما اللاحق يعيش في فوضى عارمة وقد تاهت عليه الأفكار فما عاد يدري كيف يفعل وماذا يفعل ؟ وهو غير قادر على ضمان الولاء من شرطي بسيط.
لا أدري ما هو المنجز من مهام أوكلت لقادة ووزراء ونواب وزعماء أحزاب في هذه البلاد التي شهدت التغيير يمكن أن يقتنع بها الجمهور ويؤمن أنها قد تم إنجازها بالفعل . وإذا كان من طوائف دينية خربت في صراعاتها الدنيا فليس من عجب أن نؤسس لطائفة ينتمي لها السياسيون والقادة الكبار نسميها (طائفة الخصيان) ويكون القتل فيها لا على الهوية بل بحسب المنتمي فإذا كان خصياً ترك لحال سبيله وإذا ظهر أنه غير ذلك تم ذبحه على الطريقة الجهادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى