أسامة زيتونيالمحلية

الحضارة الغربية عاجزة عن إسعاد الناس

وصلني مقال منسوب الى الشيخ الدكتور عائض القرني ، وهو مقال جميل ومفيد ، ومن وجهة نظري أنه أصاب كبد الحقيق وعين الصواب ، فقد شهد الشيخ شهادة حق وانصاف عن الغرب انطلاقا من قوله تعالى ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة..) فالإعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني.
يقول الشيخ انه أقام فترة في باريس يراجع الأطباء ويدخل المكتبات ويشاهد الناس وينظر الى تعاملهم ، فوجد رقة في الحضارة وتهذيب في الطباع ولطف في المشاعر وحفاوة عند اللقاء وحسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة وحياة منظمة والتزام بالمواعيد وترتيب في شؤن الحياة .

أما نحن العرب ؟؟؟ فيقول الشيخ : لقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي ؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر. نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله! .. فالجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس ! ومن الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء! ومن الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ! ومن المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ، الشرطي صاحب عبارات مؤذية! الأستاذ جافٍ مع طلابه ! فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق ! وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع! وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ! وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية! المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا !

في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة!
وهنا بيت القصيد !!!

فما السبب الذي أوصلنا الى هذا الحد من التذمر والعبوس والزهق والنزق ، وما الدوافع التي وصلت بنا الى هذا الحد من الضيق والعبوس وعدم التحمل !؟
إنه اتباعنا الأعمى للغرب ، وتفريطنا في تعاليم ديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي فيه رقينا وحضارتنا !

فالأساس الذي قامت عليه الحضارة الغربية أساس مادي بحت بعيد عن روحانية الدين وتأثيره في نفوس الأفراد والجماهير- كما يقول الدكتور مصطفى السباعي- بينما نحن المسلمون ديننا حافل بهذه التعاليم الكفيله بتحضرنا ورقينا وسعادتنا اذا ما اتبعناه بشكل صحيح ، فلسنا بحاجه الى الإقتباس من الغرب كي نصل الى ما وصلوا إليه من الحضارة ، فالغرب حضارتهم جوفاء عجفاء خاوية غير مبنية على أسس قويمة ، وما يزال الدين يفقد سلطانه على المجتمع الغربي ، مما يؤكد هشاشة حضارتهم التي هي عبارة عن قشور ظاهرية فقط ربما تهوي بهم فجأة في منحدر سحيق ، وأعتقد ان تقليدنا لهم من أهم اسباب تأخرنا ، في الوقت الذي يوجد فيه لدينا ما إن تمسكنا به لن نضل أبداً .

أعتقد ان الحضارة الغربيه بكل ما وصلت اليه إلا أنها لاتزال عاجزة عن إسعاد الناس وبث الطمأنينة في نفوسهم وذلك بسبب خلوها من القيم الدينيه والمبادئ الروحية التي يفتقدها الغرب ويذخر بها ديننا الحنيف الذي فيه الاساس لإسعاد البشرية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الأسس السليمه
    لو عملنا بها جيدا لكنا غير هاذا
    فنحن منذ نعومه أظافرناونحن نشاهد أو نتعامل بقسوه ويمر جيل بعد جيل ونتوارث الطباع التى تجعلنا ندرك انها غير صحيحه رغم أدراكنا بالواقع ونعرف المبادء الصحيحه للمعامله بل نعلمها أيضا ولكن لا نعمل بها…

  2. الأسس السليمه
    لو عملنا بها جيدا لكنا غير هاذا
    فنحن منذ نعومه أظافرناونحن نشاهد أو نتعامل بقسوه ويمر جيل بعد جيل ونتوارث الطباع التى تجعلنا ندرك انها غير صحيحه رغم أدراكنا بالواقع ونعرف المبادء الصحيحه للمعامله بل نعلمها أيضا ولكن لا نعمل بها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى