مكة الإلكترونية – ابراهيم عيسى هدل[/RIGHT] [JUSTIFY]يرجح المؤرخون أن نشأة سوق عكاظ تعود لأربعمائة سنة قبل الميلاد، كانت منطقة السوق ملتقى للقوافل الصادرة من الجزيرة العربية، والواردة من خراسان والروم والشام، بالإضافة لكونها منتدى اجتماعي، ومنبر أدبي وعلمي وإعلامي واسع السيط، وكانت تعقد في سوق عكاظ جلسات القضاء، يفصل فيها بين الخصوم من الأفراد والقبائل، وتدفع فيه الديات، وكانت السوق كذلك ديوانا كبيرا لكتابة المواثيق وعقد الصلح بين القبائل، وميدانا رحبا للفروسية والمصارعة وفنون الحرب الأخرى التي كانت تجرى في مواسم معلومة وبطقوس خاصة، أما الشعراء فقد كان لهم نصيب الأسد من السوق ورواده، حيث كان الشعراء ينشدون أشعارهم في المدح والهجاء والرثاء، والناس يتحلقون حولهم و يستمعون الشعر وينقدونه، وشاع يوم عكاظ شعر النقائض ، وفي هذه السوق ولدت المعلقات السبع التي علقت على أستار الكعبة في الجاهلية ومازالت تنشد وتسمع وتحفظ عن ظهر قلب إلى يوم الناس هذا، قد جمعت سوق عكاظ أفذاذا من الشعراء العرب أمثال النابغة الذبياني الذي كانت تنصب له خيمة وسط السوق ويحاجج عنده الشعراء فيجيز المجيدين منهم، ويرد من بشعره قصور أو ضعف، حيث تحاكم لديه حسان بن ثابت والخنساء تحاج عنده الأعشى الكبير أحد كبار الشعراء وصاحب المعلقة المشهورة “ودع هريرة إن الركب مرتحل”.
وعرفت عكاظ أكثم حكيم العرب ومضرب الأمثال في النزاهة والحكمة، وحاجب بن زرارة، وقيس بن ساعدة الخطيب المفوه المشهور، وفيها هل شعر المهلهل وامرؤ القيس وعنترة بن شداد العبسي.
وظل إشعاع سوق عكاظ مئات السنين في الجاهلية، ولما جاء الإسلام اكتسبت السوق زخما وروحا جديدة، تمثلت في نبذ كل مظاهر الجاهلية المقيتة من غلو وتعصب للقبيلة، خاصة في عهد الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، حيث وظفت السوق في نشر قيم الإسلام السمحة، والتبشير بمزايا الإسلام وعرض سيرة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، وعقد ندوات وحلقات دينية وعلمية وعظية للقبائل الوافدة على السوق لتعريفها بالإسلام ودعوتها إليه، وكانت السوق كذلك مسرحا لحشد الهمم والتحريض على الجهاد، وفض الخصومات ونصرة المظلوم وغيرها من الأنشطة الجمة، التي جعلت من هذه السوق أيقونة ورمزا فاصلا بينها وبين ما سواها من أسواق العالم القديم والحديث على حد سواء.
أما عن سبب التسمية، قد وردت أقوال كثيرة ولعل أشهرها ما ذهب إليه الزمخشري، والكلمة مشتقة من فعل عكظ أو العكظ وهو حبس الناس وتجمعهم وإزدحامهم على أمر لمتابعته ومشاهدته.
وفي عهد الملك فيصل رحمه الله تعالى، أبدى الملك اهتماما خاص بموضوع السوق، وتحمسا كبيرا لإعادة إحياء هذه المعالم التاريخية الأدبية والثقافية إحياء لتراث الأمة العربية والإسلامية، فكان أن أعطى أمره السامي بتشكيل لجنة من الخبراء الجغرافيين والمؤرخين وثلة من الأدباء العارفين، قصد التنقيب والتحري عن مكان هذه السوق، رغبة منه في إحياء السوق من جديد.
وكشفت علوم الآثار عن المكان الذي شكل فضاء عكاظ، وتمثله المساحة السهلية المنبسطة الغنية بالماء والواقعة بين الطائف وجبل حضن، حيث تقدر المسافة الفارقة بين كلا المنطقتين عن السوق بـ 50 كلم تقريبا. وبعد تحديد موقع السوق، انصبت الجهود على إحياء هذه المعالم الدارسة وبث الروح فيها، ولتعود كما كانت قبل مئات السنين، ولهذا الغرض سخرت إمكانيات كبيرة جدا، وفي سنة 1428هـ رأت عكاظ النور من جديد بعد انقطاع دام طويلا .
ولبست السوق ابهى حللها حين حرص أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة سوق عكاظ، على افتتاح المهرجان السنوي نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ليحيي هذا المعلم التاريخي والصرح الثقافي والأدبي المهم فأصبحت عكاظ قبلة للشعراء والأدباء ونقطة جذب والمثقفين والفنانين في كل الأقطار العربية، تحدوهم الرغبة والإرادة الجامحة في الفوز بإحدى جوائز المهرجان التي صارت من الجوائز القيمة على الساحة العربية، وتتوزع الجوائز على كافة المجالات الإبداعية، فقد أنشأت لجنة المهرجان مجموعة من الجوائز التحفيزية ، بما يضمن تكافئ الفرص حسب التخصص، فأوجدت جائزة شاعر عكاظ – جائزة شاعر شباب عكاظ – جائزة الإبداع العلمي – جائزة لوحة وقصيدة – جائزة مسابقة الخط العربي – جائزة التصوير الضوئي – جائزة الحرف اليدوية وجائزة الفلكلور الشعبي.
وكشف المركز الإعلامي لمهرجان سوق عكاظ عن البرامج والأنشطة في نسختها السادسة، والتي أقرتها اللجنة الإشرافية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنة، صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة.
وسينظم سوق عكاظ في برنامجه الثقافي هذا العام ولأول مرة ندوة بعنوان (ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب منا)، وهي عبارة عن حلقة نقاش يشارك فيها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة، صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ومجموعة مختارة من شباب الجامعات السعودية، ويهدف إلى التواصل الدائم بين الشباب وأصحاب القرار لترسيخ مبدأ ثقافة الحوار، واستثمار مناسبة سوق عكاظ لتكون إحدى قنوات التواصل الإيجابي لتبادل أفكارهم وعرض تجاربهم الثقافية والعلمية.
وأوضح مدير جامعة الطائف ورئيس اللجنة الثقافية الدكتور عبدالإله باناجة أن اللجنة اتخذت توجيهات الأمير خالد الفيصل، بوصفه رئيسا للجنة الإشرافية، منهجا لعملها لدى الشروع في التخطيط للبرامج والأنشطة، والرامية إلى تطوير البرنامج الثقافي بما يرتقي إلى تطلعات مثقفي المملكة والعالم العربي، مشيرا إلى أن سمو رئيس اللجنة الإشرافية وجه بأن تكون جميع نشاطات هذا العام في مقر السوق، فيما تستضيف جامعة الطائف ندوة (ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب منا). معربا عن تطلعه إلى أن يواصل السوق هذا العام نجاحاته السابقة، وصولا إلى تقديم صورة حضارية مشرفة عن الإنسان السعودي الذي يستمد أصالته من تاريخ آبائه وأجداده وقوته من نماء وطنه وازدهاره منطلقا إلى بناء مستقبل مشرق له وللأجيال المقبلة متسلحا بقيمه وعاداته وتقاليده وعلومه ومعارفه وثقافته وأدبه.
وأفاد الدكتور عبدالإله باناجة أن البرنامج الثقافي لسوق عكاظ في نسخته السادسة يندرج فيه 10 ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية على مدى خمسة أيام، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، ومن بين الندوات: رؤية نقدية لشعر عنترة بن شداد، الثقافة الإلكترونية، الإبداع النسوي وقناع الكتابة، فقه الواقع، الطاقة المتجددة وبدائل النفط، فضلا عن ثلاث أمسيات شعرية تستضيف 11 شاعرا وشاعرة، من بينهم شاعر سوق عكاظ، ومحاضرتين لتجارب الكتاب تستضيفان أربعة كتاب، ومسرحية عنترة بن شداد التي سيتم عرضها في حفل الافتتاح وطوال أيام السوق.
وخلص الدكتور عبدالإله باناجة إلى أن البرنامج الثقافي يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مدعوما بتكاتف ودعم وجهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة، وهي: الهيئة العامة للسياحة والآثار، وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، وزارة الثقافة والإعلام، محافظة الطائف، جامعة الطائف، وأمانة الطائف. مؤكدا أن هذه الجهات تؤكد حرصها كل عام على أن تثري الزائر ببرامجها وأنشطتها، فضلا عن منحه الفائدة والمتعة في آن معا.
وتتصدر ندوة (ماذا يريد من الشباب وماذا نريد من الشباب) قائمة البرنامج الثقافي لسوق عكاظ في نسخته السادسة هذا العام، وهي عبارة عن حلقة نقاش لمدة ساعتين تشهدها جامعة الطائف في اليوم الأول (24 شوال 1433هـ الموافق 11 سبتمبر 2012م) قبيل حفل الافتتاح الرسمي، ويشارك فيها كل من: صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة ومجموعة مختارة من شباب الجامعات السعودية.
وتهدف الندوة إلى تشجيع التواصل الدائم بين الشباب وصناع وأصحاب القرار لترسيخ ثقافة الحوار، واستثمار سوق عكاظ ليكون إحدى قنوات التواصل الإيجابي لتبادل الأفكار معهم وعرض تجاربهم الثقافية والعملية والعلمية.
وتتناول الندوة خمسة محاور، هي: الشباب شركاء التنمية، الشباب والتعليم، الشباب والبعد الحضاري للمملكة، دور الشباب السعودي في مد جسور التواصل الحضاري والاجتماعي والإنساني مع شعوب العالم من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والإعلام وقضايا الشباب. ويركز المحور الأول الذي يتحدث فيه سمو أمير منطقة مكة على دور الشباب في المشروع التنموي في المملكة وكيفية تحقيق ذلك، فضلا عن تحفيز الشباب لتعظيم الإيجابيات لمشاريع التنمية. كما يناقش المحور مقومات الوحدة الوطنية وسبل تعزيز الانتماء الوطني والعوامل التي تؤدي إلى إضعافه، نظرا لتزامن الندوة مع الاحتفال باليوم الوطني، ليتم توجيه رسالة “عن يومنا الوطني وكيف نحتفل به». أما المحور الثاني فيتناول فيه صاحب السمو وزير التربية والتعليم خطط وجهود وزارة التربية والتعليم لتطوير التعليم في المملكة، ومعالجة المعوقات التي يواجهها الشباب في مختلف مراحل التعليم ومؤسساته. في حين يستعرض صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في المحور الثالث دور الهيئة في تعريف الشباب بإمكاناتهم وإمكانات وطنهم ومكتسباته، لمحاولة تقريب المواطن من وطنه، وإطلاعه على تاريخ وحدته الوطنية. كما يتناول المحور التحديات التي تواجه سياحة الشباب وسبل معالجتها. ويركز المحور الرابع الذي يتحدث فيه وزير التعليم العالي على دور الشباب السعودي الملتحقين ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مد جسور التواصل الحضاري والاجتماعي والإنساني مع شعوب العالم، فضلا عن دور المبتعثين في ترسيخ رؤية الملك عبدالله في التواصل الفكري وتقارب الشعوب. وفي المحور الخامس، يسلط وزير الثقافة والإعلام الضوء على صورة الشباب السعودي في الإعلام من حيث الحيز العام الذي تخصصه وسائل الإعلام لقضايا الشباب وتلبية مطالبهم وطموحاتهم، كما يندرج فيه أثر ظهور المنابر الإعلامية الجديدة، مثل قنوات التواصل الاجتماعي، على وجود فجوة بين وسائل الإعلام والشباب.
وتستضيف ندوة (شعر عنترة بن شداد) في اليوم الثاني (25 شوال 1433هـ الموافق 12 سبتمبر 2012م) خمسة نقاد، هم: عبدالله الوشمي وفاتن العامر من السعودية، وأسماء أبو بكر من مصر، وعبدالحميد الحسامي من اليمن، فيما يتحدث كل من الدكتور حذيفة العمري من الأردن والدكتور علاء شتا من مصر في ندوة (الثقافة الإلكترونية) في اليوم الثالث (26 شوال 1433هـ الموافق 13 سبتمبر 2012م). أما ندوة (الإبداع النسوي في اليوم الرابع (27 شوال 1433 هـ الموافق 14 سبتمبر) فتشهد مشاركة كل من: بوشوشة بن جمعة من تونس، والدكتورة لمياء باعشن وحسن النعمي من السعودية. وفي اليوم الخامس (28 شوال 1433هـ الموافق 15 سبتمبر) تستضيف ندوة فقه الواقع الدكتور مسفر القحطاني من السعودية والدكتور عبدالرزاق أبو البصل من الأردن، ويجتمع كل من أحمد ظافر القرني وحبيب أبو الحمايل في ندوة الطاقة المتجددة وبدائل النفط في اليوم نفسه.
ويشهد سوق عكاظ هذا العام مشاركة مكثفة، وسيكون رواد السوق وجمهوره على موعد مع ثلاث أمسيات شعرية تضم 11 شاعرا وشاعرة، تبدأ الأولى في اليوم الثاني (25 شوال 1433هـ الموافق 12 سبتمبر 2012م) ، وتضم: روضة الحاج عثمان الحائزة على جائزة سوق عكاظ، وإبراهيم نصر الله من الأردن، والقاضي أبو عينين. أما الندوة الثانية وهي في اليوم الثالث (26 شوال 1433هـ الموافق 13 سبتمبر 2012م)، فتشهد مشاركة كل من: أحمد البهلكي ومها سراج من السعودية، سليمان جوادي من الجزائر، وميسون النوابي من الأردن. في حين يقف على منصة الشعر في الأمسية الثالثة في اليوم الرابع (27 شوال 1433 هـ الموافق 14 سبتمبر) كل من: خالد الخنين وجاسم عساكر من السعودية، وأميرة الرويقي من تونس، وسميرة الخروصي من عمان. فيما سيكون المثقفون والكتاب على موعد مع أربعة كتاب ومؤلفين يتحدثون عن تجربتهم في التأليف، ففي اللقاء الأول المقرر في اليوم الثالث (26 شوال 1433هـ الموافق 13 سبتمبر 2012م) يستعرض الكاتبان السعوديان الدكتور سعد البازعي والدكتور عدنان الوزان تجربتهما في التأليف والكتابة، فيما يتحدث كل من الكاتب السعودي محمد العثيم والمغربي عبدالكريم بورشيد عنها في اليوم الخامس (28 شوال 1433هـ الموافق 15 سبتمبر) .
أما الجديد المحدث في دورة عكاظ السادسة فهي تنظيم معرض للكتاب وإطلاق موقع إلكتروني خاص بالمعرض بالإضافة إلى مساهمة وزارة الإعلام في تخصيص هوامش زمنية مقبولة في القنوات الرسمية السعودية لتغطية فعاليات المهرجان، ولعل الجهد الأكبر والمشروع الأضخم الذي ينتظره السوق لتحقيق نقلة نوعية نوح العالمية، هو مشروع سوق عكاظ الذي سيضيف إلى هذه المعلمة الثقافية الأدبية، إشعاعا إقتصاديا وسياحيا، كبيرا يتمثل في رفع أعداد الزائرين والسياح اللذين سيفدون الى السوق بعد إنتهاء المشروع حيث سيضم المشروع شقق وفنادق ومطاعم ومحلات تجارية وأسواق ممتازة تسرع حركة التجارة وتكون نقطة جذب للسياح عبر العالم .
جدير بالذكر أن صحيفة مكة الإلكترونية تشارك في معرض الكتاب الإلكتروني بسوق عكاظ في هذا العام للمرة الثانية على التوالي .
[/JUSTIFY]
[CENTER]
[IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/0504be8c684b80.jpg[/IMG]
[/CENTER]