فلاعب بحجم (ليونيل ميسي)، له ملايين المعجبين في كل مكان، كان من المفترض إحكام العملية التنظيمية لاستقباله، والعمل على تسيير الأمر بالشكل المطلوب، حتى لا يظهر للعالم ما ظهر اثناء استقباله، وأصبحنا كبلد مدعاة للسخرية والتهكم، في أكثر وسائل الإعلام العالمية، فالصور التى انتشرت في العالم عن هذا الحدث، أفقدتنا ـ كدولة يُحكى عنها أنها من الدول المتطورة، وعلى قدر كبير من الوعي والتنظيم ـ إلا أن الصور (المخجلة) ساهمت في إحراجنا أمام العالم، وأصبحت النظرة مختلفة، وقد تعيدنا للخلف، وتجعلهم يتصورون أننا مازلنا كدولة نامية، بعيدين عن مظاهر التطور والتطوير، فليس من المقبول ولا المعقول، أن تعجز الجهات المسئولة عن هذا الحدث، عن تنظيم هذا الاستقبال بالشكل المرضي، الذي يرفع من أسهم هذا الوطن، كبلد متطور يهتم بالنظام، ولديه القدرة على التنظيم، ويعيش على أرضه شعب راق، يعي معنى النظام، وبعيد كل البعد عن أي مظهر من مظاهر الفوضى والشغب.
ما حدث أمر لا يجب السكوت عنه، ويجب محاسبة كل المتسببين بتلك الفوضى، فالأمر خطير وكبير، لأنه يمثل سمعة بلد، استهتر به بعض المسؤولين عن هذا الاستقبال.
استخدام النفوذ من أجل مخالفة النظام وإحداث الفوضى، من أكثر الأشياء التي قد تجعلك تتألم لحال هذا المجتمع ، في مكان آخر من العالم، يكون لصاحب النفوذ والسطوة دور إيجابي، في عمل نقلة إيجابية، لتطوير أي عمل بمختلف جوانبه، ولا يُسخّر نفوذه وسطوته، في إحداث خلل في العمل، ولو حصل هذا الأمر، يكون مصيره وبشكل فوري، الإبعاد وإحلال البديل، كآلية متبعة عند حدوث أي خلل، فهل سيحدث لدينا ما يحدث في الدول المتقدمه؟. إن حدث هذا الأمرن وتم بالفعل محاسبة كل من تسبب في تلك الفوضى، فإن الأمر بهذا الشكل تمت معالجته، وأصبحنا أمام عمل كان ناقصا بسبب الإهمال والتقصير، وتمت معالجته بقرارات صارمة، تكفل لنا عدم تكراره مرة أخرى .
أما ما يتعلق بمباراة المنتخب السعودي والأرجنتين، فهنا نحتاج إلى أن نتوقف عند جزئية مهمة، قبل أن نصل لموعد تلك المباراة ، هذه الجزئية تتعلق ببعض الإعلاميين والجماهير، الذين وقعوا ضحية لهؤلاء الإعلاميين، فبعد نهاية مباراة منتخبنا مع المنتخب الإسباني، الذي يصنف الأول عالميا، والتي انتهت بنتجة كبيرة، فقد تعمد البعض استغلال الوضع والاصطياد في الماء العكر، ورسم صورة محبطة جدا عن المنتخب السعودي، وبأن الوضع الحالي لكرة القدم السعودية، لن يتغير مهما كان حجم العمل، ولا أعلم أنا شخصيا ما الفائدة من رسم صورة مغلوطة بهذا الشكل .
الجميع يشعر بالحزن عندما يحضر الإخفاق، ويشعر بالسعادة عندما تكون الأمور في الحال الجيد، لأننا في النهاية نتمنى الخير لهذا الوطن، ومن حقوقه علينا الوقوف معه في كل تفاصيله وجزئياته، مهما اختلفت درجة أهميتها، إلا أن ما يحدث من بعض إعلاميينا أمر محزن ومحير، وقد يقودنا إلى الإحساس بالقهر .
وحتى أكون واضحا وشفافا في نقل الصورة، كما هي في مخيلتي، وقد يفهمها من كان أمام التلفاز، قبل بداية مباراة المنتخب السعودي والأرجنتين، لأنه شاهد بعض السعوديين، وهم يرتدون التيشرتات الخاصة بالمنتخب الأرجنتيني، ويرفعون علم الأرجنتين، في غياب واضح للوعي وممارسة السلوك الوطني، الذي يتطلبه موقف كهذا، وإذا أردنا أن نبحث عن الأسباب وتحليل الموقف بالشكل السليم، سنجد أن المسئولية الكبرى تقع على عاتق الإعلام، ولا أعني هنا كل الإعلام، بل اتحدث عن البعض.
صورة أخرى تُدين إعلامنا الرياضي، قدمها مراسل القناة الرياضية السعودية، والتي قامت بدورها بعرض ما حدث، عندما امتنع بعض نجوم المنتخب عن الإدلاء بأي تصريح قبل المباراة، ولو سألنا أحدهم عن السبب سيكون رده قاسيا على الإعلام الرياضي، فهم لا يجدون منهم سوى السخرية والعبارات المحبطة، حتى بعد مباراة الأرجنتين، كان نجوم المنتخب يتحدثون وهم يشعرون بالحزن والإحباط، ففي إاجاباتهم نبرة إثبات وجود، وكأن لسان حالهم يقول: إنكم لم تقفوا بجانبنا فلماذا تحاسبوننا؟. المنتخب السعودي نجح في التعامل مع المنتخب الأرجنتيني، وهي شهادة حق وإنصاف، بحق كل النجوم الذين مثلوا المنتخب في هذه المباراة .
من الطبيعي والمفروض بعد هذه المباراة الكبيرة، التي قدّم فيها المنتخب السعودي مستوى مشرفا وصورة فنية، أكثر من رائعة أن يتوقف الجميع عن جلد المنتخب، وأن يكون التوجه السليم المنوط بكل إعلامي غيور، أن يدعم ويرفع من معنويات كل العاملين، على إعادة توهج منتخبنا، يكفينا تنظيرا وإحباطا؛ فقد سئمنا تكرار العبارات، وإعداد كل قوالب النقد المتكررة والجاهزة، والتي لا تظهر إلا مع كل إخفاق، ولن تعود مكانة الكرة السعودية، إلا من خلال الإنجازات والبطولات، وهذا الأمر لن يتحقق، وإعلامنا ينقل للشارع السعودي، صورة محبطة للعمل المقدم على مستوى المنتخبات السعودية .
ودمتم بخير ،،[/JUSTIFY]