المحليةالمقالات

الفيس آب والشائعات

[RIGHT][COLOR=#FF0017]الفيس آب والشائعات[/COLOR] رويده محمد صديقي –مستشارة قانونية [/RIGHT] [JUSTIFY]تعد الشائعات ظاهرة نفسية منبعثة من الطبيعة البشرية, ومشكلتها تتمثل في سرعة نقلها دون التأكد من صحتها وخاصةً في ظل تطور تقنية الاتصالات الحديثة و ظهور مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، فيس بوك) وبرنامج (الواتس أب) حيث أصبحت الشائعات تنتشر كانتشار النار في الهشيم وتؤثر في الناس بدرجة أكبر مما كان لها فيما مضى, و أصبحت مرتعا خصبا لترويج الأخبار والأنباء الكاذبة، ناهيك عن تغير وتطور صناعة الشائعات، والتي أصبحت تصاغ بشكل تكون فيه قابلة للتصديق وغير مبالغ فيها، فهي تستغل أحلام وآمال الناس المتزايدة مع احتياجاتهم في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها العالم اليوم، فتظهر شائعات مثل زيادة الرواتب والمكافآت….الخ )

وساهم في ذلك عوامل عدة من أهمها: إستخدام هذه المواقع كوسيلة إتصال في بث ونقل الأخبار والتجمعات في أحداث ثورات الربيع العربي، وبالتالي أصبحت وسيلة إعلامية مضادة للإعلام الرسمي، بالإضافة إلى ضعف الشفافية والحرية الإعلامية والتي أدت إلى سرعة انتشار الشائعات وتداولها بين الناس، لذا لا يمكن إنكار القوة الإعلامية لمواقع التواصل الاجتماعي وسرعة إنتشار الخبر من خلالها، حتى أطلق عليها البعض مسمى (الإعلام الحديث).

و للإشاعات خطر عظيم و شر كبير. فكم دمرت من مجتمعات و هدمت من أسر، و فرقت بين أحبة. كم أهدرت من أموال، و ضيعت من أوقات. كم أحزنت من قلوب، و أولعت من أفئدة، و أورثت من حسرة.
ولايخفى علينا ما يترتب عليها من آثار سلبية على المجتمع منها الإحباط والإرباك النفسي، وإثارة الكراهية والعداوة وزعزعة الأمن والاستقرار.وللحد من انتشار الشائعات علينا معالجة قضية الإشاعة عن طريق التثبت .

قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين}الحجرات6
فلابد من التثبت من الخبر وذلك بإرجاع الأمر لأهل الاختصاص ,و التفكر في محتوى الإشاعة. ويكفي أن الله عز وجل جعل من نقل الخبر دون تثبت من الفاسقين. و ذلك لان هذه الأخبار ليس كلها صحيح، بل فيها الصحيح و الكاذب، فكان من نقل كل خبر و أشاعه؛ داخل في نقل الكذب، لذا جعله الله من الفاسقين. و قد صرح النبي بذلك ففي صحيح مسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ). فالمؤمن لابد له من الحذر في أن يكون عند الله من الفاسقين( الكاذبين ).

فالعاقل يعلم أنه ليس كل ما يسمع يقال. و لا كل ما يعلم يصلح للإشاعة و النشر. بل قد يكون الخبر صحيحاً و لكن لا مصلحة في نشره أبداً. وعلى كل عاقل أن يكون مستقلاً في حكمه على الأشياء عن طريق الاستقراء والاستنتاج، والتأكد من الأخبار المنقولة، كما يجب على الإعلام انتهاج الشفافية وتقديم الأنباء الدقيقة والكاملة وفي الوقت المناسب، وذلك قبل أن تصبح الشائعات جزءا من وعي وقناعات الناس.
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أولا: الحمدلله على سلامتك بعد غيبه طويله.. إفتقدناك فيها ككاتبه متميزه في طرح مايهم الفرد والمجتمع.
    ثانيا: مقال متميز يناقش ويطرح موضوعا هاما يستحق القراءه والمتابعه.
    ثالثا.. نأمل لايطول غيابك أ/ رويده فللقاريء حق عليك.. فقلم الكاتب المميز أو الكاتبه المميزه.. كالزاد والشرب للقاري.. وأنا أحد قرّائك.. ولاأخفيك أنني أشيد بقلمك المميز الذي يكشف عن شخصيه مميزه وأستمتع بالطرح والأسلوب السلس.. متمنيا لكي التوفيق.
    ———————–
    مستشار نفسي واجتماعي
    مستشار أسري وتربوي
    عضو الجمعيه العالميه الإسلاميه للصحه النفسيه
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين

  2. أولا: الحمدلله على سلامتك بعد غيبه طويله.. إفتقدناك فيها ككاتبه متميزه في طرح مايهم الفرد والمجتمع.
    ثانيا: مقال متميز يناقش ويطرح موضوعا هاما يستحق القراءه والمتابعه.
    ثالثا.. نأمل لايطول غيابك أ/ رويده فللقاريء حق عليك.. فقلم الكاتب المميز أو الكاتبه المميزه.. كالزاد والشرب للقاري.. وأنا أحد قرّائك.. ولاأخفيك أنني أشيد بقلمك المميز الذي يكشف عن شخصيه مميزه وأستمتع بالطرح والأسلوب السلس.. متمنيا لكي التوفيق.
    ———————–
    مستشار نفسي واجتماعي
    مستشار أسري وتربوي
    عضو الجمعيه العالميه الإسلاميه للصحه النفسيه
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى