ولا تخلو مدينة أو قرية من عشرات اللجان والجمعيات مثل أصدقاء القلب والسرطان والكلى والدم وأمراض العين والصدر ورعاية الطفل والعجوز ومكافحة التدخين والتصدي للشيشة إلخ هذه (الزيطة) الواسعة النطاق من اللجان هذا عدا الجمعيات الخيرية التي أصلا لاتقدم شيئاً للمحتاجين..ولا توجد شريحة من المجتمع أو نوع من مرض إلا ويوجد مقابله جمعية أو لجنة وليس بغريب أن نسمع قريباً عن إنشاء (لجنة إنبات الشعر فوق رؤوس القرع) أو لجنة يزعم أصحابها أن هدفها زراعة أحواش منازلنا بالخص والموز والجرجير ولجان للقضاء على القرود في جبال الطائف أو تنظيم مهرجان للشغالات والإحتفاء باليوم العالمي للبصل.!. بعد أن نفذت مسميات ونوعيات اللجان وكلاً من يرغب في أن يصبح مليونيراً بين يوم وليلة هداه تفكيره إلى إنشاء جمعية أو لجنة من هذه لأنها تعتبر مجالاً خصباً للتسول بإسم المواطن حيث يبدأ صاحب الفكرة في إستدرار عطف الأهالي لجمع الأموال منهم حتى ولو كانت الجمعية أو اللجنة لا تحتاج إلى ذلك- خذوا مثالاً على ذلك :هل تحتاج جمعيات مكافحة التدخين إلى جمع الملايين لمكافحة بلاء التدخين وأين يصرف هذا المال ربما يتم إنفاقه من أجل شراء (قوارير ماء) لإطفاء السيجارة بواسطتها ..وهل تحتاج جمعية أو لجنة لإصلاح ذات البين بين الزوجين المختلفين لجمع ملايين الريالات وأين يتم صرفها – ومن يدري فلربما يكون مقابل تنظيم رحلة للزوجين المتخاصمين لقضاء فترة نقاهة فوق جبال الهملايا بعد المعركة التي نشبت بينهما !! هذا من جهة ومن جهة ثانية فيما يتعلق بسوء أخلاق وتعامل بعض القائمين على هذه اللجان والجمعيات الإجتماعية الخيرية ..فلقد إستوقفني في أحد الأيام برنامج كانت تبثه إحدى الإذاعات المشهورة – وكان صوت الضيف الذي(يلعلع) في البرنامج مألوفاً وليس بغريب عني وكان حينها يتحدث بصفته رئيس لجنة خيرية إنسانية من مهامها تقديم الرعاية لفئة المعاقين وتناول خلال حديثه جهود اللجنة وكيف أنها تبحث عن هذه الفئة في كل مكان وتساعدهم وتقدم إليهم أفضل الرعاية والخدمات وذكر إحصائية بعدد المشمولين بخدمات الجمعية من سمعها (يصاب بدهشة وذهول ) لما حملته من أرقام فلكية! ولقد تريثت قليلاً حتى ينتهي البرنامج للتأكد من شخصية الضيف وهل هو من أقصده – أم النمرة خطأ. ولكن صدق توقعي حينما شكره مقدم الحلقة . وإتضح لي أنه هو نفس الشخص الذي أقصده (فاعل الخير) .فبينما كان يؤدي دوراً تمثيلياً متقناً خلال اللقاء متقمصاً شخصية إنسان كريم وشهم محباً للخير وخدمة المجتمع لكن كل الذين يعرفونه يعلمون بأنه إنسان مغرور (بلطجي – شايف حاله) ولم يسلم من مكايده حتى المقربين منه – وأن عمل الخير منه براء ..فكيف يتم إسناد مهام هذه اللجان والجمعيات الخيرية الإنسانية على عاتق مثل هؤلاء الأشخاص المتعجرفين – إنها والله مصيبة وأيما مصيبة ثم ما علاقة الغرف التجارية الصناعية بإنشاء جمعيات خيرية !!
ومن المهم أيضاً أن أؤكد هنا أن كثرة الجمعيات والملتقيات وورش العمل واللجان كلها مضيعة للوقت وتشتيت للجهد وضياع للمال والضحية هو المواطن .[/JUSTIFY]