إن الحديث عن الميزانية الحولية في كل عام في بلادنا الحبيبة ووطننا الغالي هو حديث يشغل الكثير وبشكل مثير. وذلك من الناحية اﻹقتصادية بسبب وجود أزمات هناوهناك باتت هم المواطن البسيط تلاحقه ليلا ونهارا سرا وجهارا وتلازمه يقظة ومناما.
لقد ظهرت ميزانية هذا العام بمستويات رقمية ضخمة جدا حسب تقديرات المتخصيين والمحلليين. وعندما تتسابق وسائل اﻹعلام على أعلى مستواياتها واختلاف أنواعها وتنوع مصادرها في التنافس إلى إظهار تلك اﻹرقام بألوان زاهية وعرض مميز وجذب المشاهدين نحو الإستعراض الرقمي والتحليل الفني فإن كل ذلك في النهاية ﻻيعني للمواطن البسيط أي فائدة تذكر.
ومايعني هذا المواطن البسيط بالدرجة الأولى هو أن يجد نفسه ينعم بخدمات أساسية في الحياة في هذا البلد النفطي والذي يعتبر بلدا قياديا من هذه الناحية إقتصاديا.
إن هذا المواطن لم يتسمر أمام شاشات التلفزة ليدخل في حصة دراسية تعريفة عن خانات العشرات واﻷحاد والمئات وماأشبه من العمليات الحسابية.أنه يأمل في حل فعال ﻷزمات السكن واﻹنتظار الروتيني الممل لعشرات السنين في بنك التنمية العقاري هذا مثال.
ومثال ثاني: أنه يأمل إلى حل جذري ﻷزمة البطالة التي خيمة مشكلتها في كل بيت فلا تكاد تجد أسرة إﻻ وفي أحد أفرادها عاطل أو عاطلة عن العمل حتى ماتم تقديمه لهم كمساعدة وقتية عبر برنامج حافز والذي جعل منه القائمين عليه أشبه بالطعام الذي يقدم بسمه كما يقال فلا هو بالطعام المشبع الذي يعتمد عليه وفوق هذا وذاك هو لم يسلم من اﻵفات المزعجة التي تمثلت في بتره وتقطيع أوصاله .
مثال ثالث: يأمل هذا المواطن البسيط أن يجد مستلزماته الضرورية له وﻷفراد أسرته مستقرة دون أزمة الغلاء الفاحش الذي يعصف بميزانيته البسيطة فلا يجد بدا من مد يده لطلب القرض ليسد إحتياجاته واحتياج أسرته وأطفاله.
مثال رابع :يأمل هذا المواطن أن يجد حلاﻷلغاء بعض الرسوم المكلفة والمبالغ فيها والتي تواجهه ويقوم بدفعها هناوهناك في الجهات ذات العلاقة ﻷي غرض يود الحصول عليه.
مثال خامس: يأمل الكثير من الموطنين المتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن خمسة آلاف ريال إلى الإلتفات إليهم وزيادة رواتبهم التقاعدية المتدنية تعينهم في نهاية حياتهم العملية إلى العيش بكرامة دون اللجوء إلى أحد من الناس وتقديم التأمين الصحي لهم ولأفراد أسرهم.
هذه أمثله ذات خطوط عريضة أمام الدولة ينبغي طرقها بشدة وتحريك عجلتها بسرعة نحو تطلعات المواطن وليست هي فقط كل الأزمات التي تحيط بهذا المواطن.
فهناك أزمات ومشكلات كثيرة تشغل بال المواطن السعودي إلاأن ماسبق ذكره هو الأهم قبل المهم من وجهتي نظري فهذا المواطن الشهم المحب لوطنه والعاشق لتراب أرضه الغالية . يتطلع إلى إيجاد حلول للكثير منهاعلى كافة اﻷصعدة في الصحة والتعليم وكافة المرافق الخدمية لكي ينعم بعيش هادئ كماتنعم هذه البلاد بخيرات كثيرة تظهرأرقامها في كل سنة ميزانية جديدة ﻻيرى فيها هذا المواطن البسيط في نهاية المطاف إﻻ ضخامة اﻷرقام التي ﻻيستطيع فك رموزها وﻻطلاسمها فكان كمن يسمع جععة وﻻيري طحنا.