هكذا يحدث التحول الإيجابي في بعض المنعطفات المهمة والحساسة في المسيرة التنموية للأفراد أو في القطاعات القائمة على عمل الأفراد.
الحقيقة الواضحة والمكتسبة من معطيات الحياة يمكن إيجازها في التالي: «التحرك، وبذل الجهد، وإيجاد العقول المفكرة، التي تملك القدرة على تقديم الحلول السريعة لمعالجة بعض جوانب النقص وتلافيها، حتى لو كانت تلك الحلول من خارج إطار المجتمع نفسه، فمن غير ذلك لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام».
الفوارق الفردية توجد بين الشعوب وبين أبناء المجتمع الواحد وهذه حقيقة مسلم بها، ولا تقبل النقاش أو حتى المجادلة فيها، لهذا ينبغي على بعض المجتمعات الاستفادة من تجارب الغير حتى يتقدم العمل ويوضع في مساره الصحيح، فالبدايات عادةً ما تكون صعبة، واتخاذ القرارات الكبيرة أمر في غاية الخطورة إن لم تكن وفق استراتيجيات معينة مبنية على دراسات وأبحاث، وتحتاج إلى جرأة وصبر حتى يتحقق المأمول منها في المستقبل.ولا بأس من الاستفادة من بعض التجارب الناجعة والبدء في تطبيق بعض نصوصها على أرض الواقع وفق ما يتناسب مع مجتمعاتنا في بعض توجهاتها.
ما يدفعني للكتابة في صلب العمل والإنتاج – بغض النظر عن الكيفية رغم أهميتها – بعض المعوقات التي تعيق تنمية الفكر التنموي للأفراد رغم ما يملكونه من موهبة ومهارة في بعض الجوانب التي تخدم المجتمعات والشعوب، فالاستفادة من المبدعين مهما كان حجم الاستفادة وضرورتها بات مطلباً ملحاً، لكن لا يجب أن يكون التركيز على اتجاه واحد والذي يتمثل في الاستفادة منهم فقط دون أن نقدم لهم الحماية اللازمة حتى تبقى الفائدة منهم مستمرة.
والحماية التي أقصدها هنا تتعلق بالمحافظة على هؤلاء الأفراد المبدعين من كل شيء، والحرص على أن نقدم لهم حياة نموذجية بعيدة عن كل ما يعكر الصفو الإبداعي والمخزون الفكري الذي يمتلكونه .
في حياتنا أمور كثيرة تقف عائقاً أمام بعض المبدعين الذين خسرتهم شعوبهم ومجتمعاتهم بسبب عدم توفر الحماية الكافية لهم من كل شيء كالأفكار الهدامة والإرهاب والمخدرات والهجرة الظالمة والتي صبت بشكل واضح في صالح المجتمعات الغربية، وما زالت هذه المجتمعات تستفيد من أبنائنا على حساب أمتنا، مما أفقد هؤلاء المبدعين عروبتهم، فراحوا يسخرون كل الجوانب الإبداعية لديهم من أجل خدمة الغرب بعد أن استقبلوهم وامنوا لهم الحماية الكافية حتى من العرب أنفسهم حتى وصل بهم الحال إلى أنهم يرفضون العودة بزعم أنهم لن يجدوا في أحضان العرب ما وجدوه في الغرب.
لهذا وضعت الحماية شرطاً أساسيًا لاستمرار المبدعين والأخذ بأيديهم والعمل على توفير كل ما يجعلهم يشعرون بقيمة إبداعهم وتميزهم.
يحتاج نجوم الرياضة إلى حماية حقيقة وفرض قرارات صارمة تصب في مصلحة موهبتهم حتى لا نخسر من الموهوبين أعداداً كبيرة، ولعل ظاهرة المنشطات التي بدأت تتفشى بين نجوم الرياضة في كل الألعاب الرياضية المختلفة في الآونة الأخيرة، أمر مقلق يستوجب المعالجة.
يقول الأمير عبد الله بن مساعد وهو الرجل الخبير ويعي ما يقول إن اللاعب السعودي لا يهتم إلا بالسهر والحشيش والمخدرات، كما أنه لا يستطيع أن يحافظ على نفسه، خاصة بعض النجوم الذين جاءوا من بيئة فقيرة ودخلوا – بعد توفيق الله ثم بالموهبة التي منحها الله لهم – عالم الملايين، وفي نهاية المطاف يتحول هذا النجم من صاحب موهبة إلى صاحب قضية مأساوية يتحدث عنها الجميع بسبب المخدرات والسهر ورفاق السوء، الذين عرفوا كيف يدمرون نجوميته ويسلبونه أمواله.
من هنا يجب أن يكون حماية هؤلاء النجوم أمر حاضر، ولن تحدث هذه الحماية إلا بتكاتف الجميع، الأسرة والأندية والمنتخبات، كما يجب أن يُقدم لهم البرامج التوعوية اللازمة التي تجعلهم قادرين على تجاوز الإشكاليات التي من الممكن أن تعيق استمرارهم كنجوم يعول عليهم في خدمة أنديتهم ومنتخباتهم الوطنية، وتنمي مستوياتهم الفنية والفكرية.
من الطبيعي أن يكون هناك أناس قادرون على مساعدة هؤلاء النجوم في حفظ أموالهم والاستفادة منها وتفريغ أذهانهم لتأدية عملهم الاحترافي، ولقد خسرنا مواهب ونجوم بسبب تقاعسنا عن حماية أفكارهم ومساعدتهم في تأمين محيط تربوي جيد يمنحهم القدرة على الاستمرارية وبذل المزيد من الجهد والتركيز.
لن تتحمل الأسرة وحدها ما يحدث للاعب إذا لم يتعاون الجميع من أجل هدف وغاية وطنية واستثمارية تتمثل في حماية الموهوبين.
ودمتم بكل خير .[/JUSTIFY]