الرياض/ صحيفة مكة الألكترونية
عدّ متخصص في علم القراءات الجهود التي يقوم بها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بشأن تنظيم العديد من الندوات المتخصصة في القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية عمل مهم وجيد يساير القضايا التي تستجد لا سيما القضايا المتصلة بالقرآن الكريم ، ويساعد في بسط ما يستجد للمناقشة والاستفادة من آراء العلماء ، وهما مساران مهمان ، يعانق من خلالهما بين التراث العلمي الذي تركه لنا السلف من كتب ومؤلفات ، وأهم تلك المؤلفات القرآن العظيم الذي حفظه الله تعالى لهذه الأمة ، وبين ما يطرأ في المجتمع من قضايا معاصرة تحتاج إلى نظرة فاحصة ، ودراية ومعرفة ، وتنزيل علوم السلف على ما يجد ويطرأ .
ووصف أستاذ مساعد بكلية الدعوة وأصول الدين بقسم القراءات بجامعة أم القرى الدكتور أحمد بن عبد الله الفريح موضوع ندوة " القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة – تقنية المعلومات" الرئيس ، رائع ومواكب للتطور التقني بالذات فيما يخص القرآن الكريم ، حيث ظهرت الكثير من التقنيات والبرمجيات للقرآن الكريم ، بعضها يُعنى بالصوت والآخر بالصورة ، وثالث يجمع بينهما.
وقال الدكتور الفريح في تصريح بمناسبة عقد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للندوة – إن تطلعاته وآماله لمثل هذه الندوة هو استمرار هذه الندوة لتكون سنوية في موعد محدد وثابت ، أو يحدد في كل ندوة موعد اللقاء القادم ، معبراً عن أمله أيضاً في أن تفعّل توصيات تلك الأبحاث ، وأن تنشر على المؤسسات المعنية بالقرآن الكريم ، وآمل كذلك أن يتم تطوير آلية البحث بحيث يتم عرض بعض القضايا المشكلة المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه ، ويستفاد من المتخصصين لتحريرها ، وبالتالي سيناقشها عدد كبير من العلماء والمتخصصين .
وأشار إلى أنه يشارك في الندوة ببحث حول دراسة بعض المؤسسات التي تعنى بتعليم القرآن الكريم عن بعد ، وما هي الآليات التي استخدمت في تلك المؤسسات ، وأعداد المستفيدين من برامج التعليم عن بعد ، وبرمجيات التعليم الإلكتروني ، وبالنسبة للضوابط التي وضعها المجمع لاستخدام التقنية فإني أتصور أن من عرف التقنية حق المعرفة لم يتردد في الاستفادة منها وتطويعها لخدمة القرآن الكريم ، وما يذكر من الخوف من التحريف أو الزيادة أو النقصان فهو خوف من أمرٍ تكفل الله بحفظه ، فلا مسوغ للخوف ، مع العلم بأن التحريف قد يقع في المصاحف المطبوعة كما يقع في المصاحف الإلكترونية ، وبالتالي لا أرى أن يرقى ذلك ليكون قلقاً مفرطاً يحول بيننا وبين استخدام التقنية ، وأقترح بناء على ذلك أن يحملنا الخوف والقلق على صناعة حلول تقنية متميزة تخدم القرآن الكريم ، وقد قام المجمع مشكوراً بجهد مبارك حين صمم برنامج مصحف المدينة للنشر الحاسوبي .
ونبه الدكتور احمد الفريح إلى أن التقنية الحديثة ، والبرمجيات الخاصة بالقرآن وعلومه ، قدمت العديد من الخدمات للدارسين والباحثين وطلاب العلم الشرعي ، إلا أن من أبرز الآثار السلبية لتلك التقنيات هو الوقوف على المعلومات من المصادر والرجوع إلى المصدر مباشرة ، والواقع هو أن هذه الخدمات التقنية أضفت شيئاً من الكسل على طلبة العلم والباحثين ، ومن السلبيات هو ضعف العلاقة بين الباحث والكتاب ، ولابد من علاقة وطيدة بينهما ؛ ليسهل التعامل مع الكتاب وأخذ المعلومة بسهولة .
ولفت النظر إلى أن مشكلة التنسيق والتعاون بين مراكز الأبحاث القرآنية ومؤسساته قضية في منتهى الأهمية ، بل أرى أنه لابد من معرفة الأنشطة العلمية في تلك المؤسسات قبل الشروع في أي عمل بحثي ، ولا يقف الأمر هنا ، بل لابد من التواصل العلمي مع تلك المراكز البحثية وتزويدها بالأبحاث والدراسات التي نفذت ، فلابد من التنسيق المستمر ، وأن يقوم قسم العلاقات العامة والإعلام بهذا الدور المهم ، فالعلم ليس حكراً على جهة دون أخرى ، ولن تستطيع جهة بعينها تنفيذ جميع المشروعات والأبحاث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم ، بل إن التنسيق سيجعل مؤسساتنا أكثر تخصصاً وتركيزاً لإنجاز برامج محددة .
وحذر الأستاذ المساعد بكلية الدعوة وأصول الدين بقسم القراءات بجامعة أم القرى من البرمجيات والمواقع المناهضة للقرآن الكريم ، مبيناً أن المجمع له مسار وهدف محدد وهو خدمة القرآن الكريم من خلال طباعته ونشره ، والعناية بعلومه وتفاسيره ونشرها ، ولو انصرف إلى المواقع الإلكترونية والرد عليها لضعف أداؤه وتقلص انتشاره ، ولا أريد أن نهمل الدفاع عن القرآن الكريم ، ولكن من المناسب أن ندعم تلك المواقع التي اتجهت للدفاع عن القرآن الكريم ، ونشرف عليها ونسدها بالباحثين والعلماء العاملين في المجمع ليصبحوا لجنة استشارية عليا لتلك المواقع ، ومن سنشرف على تلك المواقع وندعمها دعماً علمياً قوياً، دون أن ننحرف عن هدفنا الأول وهو طباعة المصحف الشريف ونشره ، ونشر علومه .