ويقوم هذا الاستثمار ـ لدى غالب الناس ـ على المال المتوفر لديهم من المدخرات (تحويشة العمر)، أو من خلال المساهمة مع مجموعة مستثمرين؛ يتفقون على الشراكة في البيع والشراء، أو بواسطة الصناديق العقارية الآمنة والمضمونة، أو من خلال نظام المرابحة الإسلامية في التمويل البنكي، والذي ينبغي دراسة بنوده دراسة دقيقة؛ وذلك من حيث الشرعية، ومبلغ التمويل، ومعدل الفائدة، وفترة السداد.
فإن أردت لنفسك العمل في مجال العقارات، وملكت له السيولة الكافية، والقيمة المطلوبة؛ فعليك أن تبدأ أولاً بالتعامل مع وسطاء أكفاء، لهم معرفة كافية، وخبرة واسعة بالمحيط الجغرافي للعقار؛ حتى لا تقع ضحية مخادع أو محتال، يفسد عليك عملية البيع أو الشراء، شريطة ألا تظلم وسيطاً في عمولته؛ إذ هي حق مشروع له، فلا تأتي تبرم الصفقة من خلفه ، وقد كان السبب في إخبارك عنها.
ومعلوم أن الهدف من شراء أي عقار ؛ لا يخرج عن ثلاثة أمور: إما للسكن، أو للاستجمام، أو للاستثمار، ولذلك لاحظ عند شرائك للأرض؛ أن تتعرف على مبتغاك منها؛ هل هي للبناء أم للتجارة، وهل هي نظامية، أم هي بدون وثيقة رسمية، وما نظام البناء فيها، وهل تتوفر فيها الخدمات، وما مقدار مساحاتها، وماهي واجهاتها، وما مدى قربها من الشارع العام، مع ملاحظة أن تكون بعيدة عن مجاري السيول، والمواقع المدفونة، أو التي ترتفع فيها المياه الجوفية.
وللباحثين عن منزل ملائم؛ يستحسن أن يكون عمره جديداً، له مساحة كافية ، وعلى شوارع فسيحة، وأن يكون بناؤه على يد مالكه، سليماً في أحوله الهندسية، وأموره الإنشائية، مع ملاحظة ألا تنخدع بمظهره وجماله، وألا يكون عليه مشاكل مع ورثته، أو جيرانه ، أو مستأجريه.
وللراغبين في شراء الشقق؛ ينبغي دراسة موقعها، ومساحات غرفها، واتساع مواقفها وخزاناتها، وجودة تشطيبها، ومستوى الأمانة لدى بانيها، على أن تتجنب المواقع المزدحمة، أو الأحياء المزعجة كالورش، أو القريبة من الروائح المنفرة كالمحطات.
الجدير بالذكر أن العقارات في بلادنا الواسعة الشاسعة؛ وصلت في أسعارها إلى أرقام خيالية، خصوصاً في المدن الرئيسة، وذلك نتيجة للمضاربات والتكتلات، وزيادة النمو والطلب والحاجة ، وهي أسعار تزداد وتتضخم يوماً بعد يوم، والتي لن يكبح صعودها؛ سوى زيادة المعروض، وتوسيع النطاق العمراني، والعودة إلى القرى والهجر التي هجرناها ورحلنا منها.
إن الإنسان يستطيع تملك العقار في حياته؛ إذا سعى في طلب المعيشة المباركة، وأحسن التدبير فيها، وبذل الأسباب المؤدية إلى توسيع الرزق وتكثيره ، وحرص كذلك على الترشيد والتوفير، وما يستنزف المال؛ كالإسراف، والشراء بالتقسيط، ثم يسعى بما جمعه من مال؛ إلى اقتناص الفرص العقارية المناسبة؛ فإن فرص هذا المجال لا تتوفر دائما ، وما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.[/JUSTIFY]