أحمد سعيد مصلحالمحلية

أوه ماي قاد

بعضنا يود أن يثبت للآخرين بأنه شخص مثقف وفاهم جداً ويحاول إيصال هذه المعلومة بأي شكل كان ومن هذا المنطلق وظناً منه بأن الثقافة من وجهة نظره تعني الحديث بطريقة(الأنجلو عربي) فإنه يبدأ (بالعك وخلط العربي بالإنجليزي بالفرنسي بالطلياني بالتكروني) ليخرج إلينا بمزيج من اللغات الممزوجة- فيصبح الأمر (تخبيص لغوي)..وحينما تجمعنا الصدف مع هذا الشاكلة من البشر الذين يعتقدون خطأ بأن الثقافة هي(خلط للغات) – سواءً أكان ذلك أثناء إجتماع عمل أومناسبة ما يتحفنا هؤلاء بهذا الخليط اللغوي فيقول مثلاً :إن الجامعات الأمريكية يكون فيها الإقزمنيشن فري فري هارد بعكس الجامعات هير وفي الكنتري العربي يقصد(الوطن العربي) !! ثم يقف فجأة كما يقف حمار الشيخ في العقبة : ليسأل من حوله عن ماذا تعني كلمة (ستايل) باللغة العربية لأنه يعرفها بالإنجليزية ويجهلها بالعربي – يعني يعني شوفوني نسيت اللغة العربية من فرط (السخافة) آسف أقصد ثقافتي! وإذا وردت إليه مكالمة هاتفية فإنه يجيب المتصل( أنا حالياً في (ميتنق)إجتماع- وفري فري بيزي)!! وإن فزع أو تعرض لموقف مفاجئ صرخ قائلاً( أوه ماي قاد) وإذا جادت قريحته بقصيدة عن الإمتحان وأراد أن يحث الطلبة والطالبات على المذاكرة فإن القصيدة سيكون مطلعها( إستدي إستدي يافتي فالأقزميشن قد أتى)!!

كثيرون هم هؤلاء ممن يظنون أن الثقافة والتعليم هي التنكر للغة العربية والتشبه بالغربيين وكلما حصل أحد هؤلاء على دورة في اللغة الإنجليزية مدتها ولو ساعة واحدة فقد تحول بقدرة قادر إلى (أفرنجي) زاعماً أنه قد نسى في خضم ذلك الكثير من العبارات والكلمات العربية ونخشى ما نخشاه في المستقبل المنظور أن تصبح لغتنا العربية الجميلة في خبر كان – نسياً منسياً .

شئ آخر لابد من ذكره هنا في هذه العجالة وهي أن معظم الشركات والمؤسسات الوطنية – تتعامل مع الجميع باللغة الإنجليزية مثل الفواتير والمخاطبات إلخ ..وهو مايتطلب علاجه وتدخل السلطات المعنية بإلزام كافة المؤسسات والشركات والمستشفيات والقطاعات الحكومية بضرورة التعامل باللغة العربية وأن تكون الرئيسية – وفي حال الضرورة القصوى وبخاصة فيما يتعلق بالتقارير الطبية فلا بأس أن تكون باللغة الإنجليزية بشرط أن ترفق بترجمة عربية ولا حاجة بنا إلى فرض اللغة الإنجليزية في التعامل بها لدينا لأننا لسنا بعجم.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button