شبابنا اليوم – إلا من رحم – تتقاذفه أمواج الشبهات، وتعصف به رياح الشهوات، ويعاني من فراغ روحي، ويفتقد إلى القدوات؛ فلا غرو أن تجده فاقداً للبوصلة، يتبع كل رويبضة ناعق، ويقتات على ثقافات وافدة، لا يفرق بين غثها وسمينها، فاقد للهوية، استُلبت ثقافته، وميِّعت شخصيته!
إن الواقع الذي يعيشه الشباب اليوم، من تخبط وفراغ حصيلته الانحراف، وحصاده الإجرام، ومظاهره الركون إلى اليأس، والإحساس بالضياع، والثورة على القيم والأخلاق!
كل المنعطفات التاريخية والتحولات الكبرى في تاريخ البشرية كان الشباب وقودها، وركيزة انطلاقتها، وأمة لا تعنى بشبابها لا تستحق البقاء، ولا تملك مقومات النهضة والبناء، وكل الدول التي قطعت شوطاً بعيداً في ركب الحضارة أولت الشباب عناية خاصة، ففجرت طاقاته العقلية والجسدية، ليبدع، ويبتكر، ويشارك في عملية التنمية والتطور.
شبابنا اليوم بحاجة لقدوات وقادة يشحذون هممهم نحو العطاء الفعال، قدوات وقادة يشذبون سلوكهم ويربونهم على معالي الأمور وأشرافها، ويوجهون طاقاتهم إلى المسار السليم الذي يخدم دينهم وأمتهم.. بحاجة إلى المؤسسات والمراكز والمخيمات التي تستوعبهم، وتنمي مواهبهم، وتعزز ثقتهم بأنهم البناة الحقيقيون لنهضة الأمة وحضارتها. [/JUSTIFY]