لماذا .. لا تقوم في السعودية .. ثورة ؟

[COLOR=#FF0026]لماذا .. لا تقوم في السعودية .. ثورة ؟[/COLOR] بقلم : أ‌. عبد الرحمن القراش

[JUSTIFY] إن المتابع للواقع الاجتماعي في الوطن العربي يرى أن لتلك الثورات التي قادتها الشعوب ضد حكامها حق في البروز فتعددت مسمياتها وأسبابها والمستفيدين منها والخاسرين فيها والطامعين بخيراتها فهناك من اسمها .

الربيع العربي وآخرون ثورة الكرامة أو ثورة العزّة أو ثورة المجد أو ثورة الجياع أو ثورة الإصلاح ، أما أسبابها شبه متفقة عليها في جميع الأقطار وهي :

· الاستفراد بالسلطة لمدد طويلة

· المحسوبية والقمع وقطع سبل الحوار مع الشعب

· البقاء للأقوى الأسر تموت جوعاً أو تتشرد في أقطار الأرض بحثاً عن لقمت العيش .

فبعد تلك الثورات ما الذي حدث ؟

اسألوا
كل من عاد إلى بلده ما الفرق بين العصرين ؟ .

سيقول : حصلنا على كرامتنا – المزعومة –

ولكن

فقدنا أمننا

وفقدنا هويتنا

وفقدنا وحدة كلمتنا

فكل شخص أصبح يتكلم بإسم الثورة أو الحزب أو المليشيا التابع لها .

لم يوجد بينهم من يتكلم باسم الوطن وحقوق المواطن لأن هناك من دخل حياتنا وفرق كلمتنا لذلك لم نعد نصدق كل ما يقال .

ناهيك عما يفعله التدخل الأجنبي سياسياً مرة ومرة أخرى من خلال الإصلاح الاقتصادي ونهب ثروات البلدإن حياتنا في بلدنا أصبحت أكثر جحيماً من السابق .

أحبتي أبناء وبنات وطني :

أين موقع السعودية من خارطة الربيع العربي الآن ؟

لا تستغربوا إن قلت بملئ فمي وعلوّ صوتي

– مستحيل –
أن تقوم ثورة في ارض الحرمين الشريفين بإذن الله .

لماذا ؟

هناك سبب رئيسي وأسباب فرعية تمنع القيام بمثل تلك التخريبات والانهيارات التي حدثت في البلدان العربية

السبب الرئيسي

( المصالحة الكبيرة بين الدولة والمواطن على كافة الأصعدة ) .

من خلال الاحترام المتبادل والإحساس بالأمان في ظل الشرعية الملكية التي تسعى دوماً لربط أواصر الصلة بين صنّع القرار والشعب بأسلوب أسري

فعندما نسمع كلمةً للملك أو لولي عهده يشعر الجميع بالحنان الأبوي الذي خلق لدينا الشعور بالانتماء الوطني .

أما الأسباب الفرعية التي أرى أنها تقف في وجه المدّ الثوري الشعبي

1. الطابع الديني الوسطي الذي عليه جميع فئات الشعب .

2. التربية الاجتماعية التي نشأ عليها الأفراد قائمة على وحدة الكلمة في منظومة قبلية وأسرية .

3. عدم وجود تحزّبات فئوية .

4. البعد عن التأثر بالتيارات الفكرية .

5. استشعار قيمة الأمن الذي نعيشه .

6. الرفض الاجتماعي الكامل لكل رأي يقدح في الشرعية الملكية والوحدة الوطنية .

7. الاتفاق الاجتماعي على مكانة الدولة اقليميًا وعالمياً .

8. الإيمان بخطوات الإصلاح التي تسير الدولة وفقها

9. انفتاح أفق الحوار على كافة الأصعدة .

10. المواكبة العالمية في جميع المجالات .

لا شك نحن بشر ويبقى هناك تقصير

لذلك الدولة – أيدها الله –

لم تنكر أن هناك فساداً يحتاج للتغيير و تقصيراّ يحتاج لإعادة البناء
و خطأً يحتاج للتصحيح

ولكن متى وكيف يحصل ذلك ؟

يمكننا أن نجْمل خطوات الإصلاح بما يلي :

§ وحدة الكلمة والالتفاف حول القيادة وعدم الخروج عن الجماعة لأي سبب كان .

§ التآزر والتكاتف في وجه كل دخيل واقصد الإرهابيين أو الطائفيين أو المفكرين المنحرفين لتستمر عجلة الإصلاح .

§ الإيمان بأن الإصلاح السليم يحتاج لوقت والبناء يحتاج إلى عمل وجهد لذلك لا نستعجل كل شئ .

أما أولئك الحمقاء الذين باعوا وطنهم ليصبحوا أبواقاً ناعقةً على كل منبر ينفّذون الأجندة الخارجية التي تريد أن تنقل الفوضى من حولنا إلى داخل الوطن .

من خلال ادعاءات زائفة تصوّر أن الجميع يعيشون في المعتقلات أو في فقر مطبق أو المطالبة بإطلاق الإرهابيين المفسدين .

فنقول : لهم بصوت واحد

[COLOR=#FF001F]إن الوطن خطّ أحمر دونه
( العرض والدم والروح )[/COLOR]

لا نساوم على أمنه واستقراره فهو يمثّل هويتنا دينياً واجتماعياً وعالمياً .

لذلك أيها الأحبة :

وحّدوا كلمتكم خلف قيادتكم واثبتوا على عقيدتكم واستمروا في مشاركة حكومتكم البناء

فغداً أجمل بإذن الله .[/JUSTIFY]