صحيفة مكة الالكترونية : عبير العيد
بعد التخلص من قنوات السحر والشعوذة وما تبثه بين الناس من فساد أصبحت تبث للمجتمع قنوات تذيل الشاشة بشريط الإهداء او شريط التعارف أصبح منبع للتبادل في الخبرات والوصفات والعلاجات والتي بلا رقيب او مصداقية واضحة , وصار لها من المشاهدين من النساء خاصة عدد لا يستهان به , وصل ببعضهن جد الإدمان على هذه الأشرطة ومراقبتها ليل نهار دون ملل او كلل.
هند هوساوي "معلمة" ترى أنها بمشاهدتها لهذه القناة أصبحت على معرفة كبيرة بالخلطات والوصفات التي تعالج جميع مشاكل الشعر والبشرة , كما ترى انه من خلال هذه القناة يمكن للمرأة البسيطة او الغير متعلمة العلم الكافي ان تكسب الكثير من المعلومات المفيدة لها في حياتها ان كانت زوجة من طبخات او وصفات خاصة او العناية بالأطفال وكيفية التصرف مع الزوج حسب سلوكه.
هناء عبده "ربة بيت" تقول كنت اسمع عن ألنت والمعلومات المكتسبة منه ولكنني اجهل التعامل معه ومع هذه القناة استفدت كثيراً من المعلومات التي كنت اسمع عنها ممن يتعاملون مع ألنت . وارى أنها مفيدة جداً لما تعرضه من نصائح ومعلومات وأنا الآن سأملك تلفزيون خاص بي استطيع ان أتابع القنوات التي تعجبني بدون مداخلة من أطفالي .
أمل مساعد جامعية و"ربة بيت" تقول أنها كثير من الأحيان تخفض صوت التلفزيون وتكتفي بمشاهدة الشريط فهو رائع حسب ما تراه وتستفيد منه بشكل كبير جدا خصوصا للكم الهائل من المعلومات والنصائح والوصفات والإرشادات والطبخات الغذائية .
لقد تحدثوا كثيراً عن فائدة هذه القنوات وأهمية ما يعرض فيها فتابعتها لمدة أسبوع كامل خاصة بالتركيز على شريط الرسائل فكانت تعرض بعض الوصفات الطبيعية للكثير من الأمراض والشكاوى الصحية مثل العقم او الإسهال او الكحة المزمنة او الاكتئاب او الأرق وغيرها , كما قرأت فيها معاناة كثير من الزوجات مع أزواجهن بأنه خائن او بخيل او يحرمها من الخروج وماهي إلا دقائق وتأتيها النصائح والتوجيهات بكيفية التصرف معه او طرق معينة لترويضه والقضاء على شكواها منه , هذا غير ما قرأته من بعض السيدات والتي تدعي معرفتها عن علاج لداء ما او حالة صحية وأنها تركت رقمها لدى الكنترول فمن هو بحاجة لدوائها ما عليه إلا الاتصال بالكنترول واخذ رقمها منه وفي هذا خطورة من جهتين أولها إعطاء الرقم لأشخاص قد يكونوا ليسوا أهلا للثقة او ان هذا العلاج والذي سيتم الاتفاق عليه قد لا يتناسب مع هذه الحالة او ان يكون مخترع هذه الخلطة او الوصفة مخادع ولا هدف له سوى كسب المال بأي صورة كانت , كما يتم التعارف على أسماء معالجات شعبيات "دايات" من مدن ومناطق عديدة مسبوقة بالمدح والثناء على مقدرتها وتميزها في علاج العقم وسائر الأمراض .
و لتفسير الأحلام نصيب من هذا الشريط فمن رأى رؤية او كابوس فبرسالته للقناة يأتيه التفسير فوراً ممن ليسوا أهلا لذلك ,ناهيك عن عرض الفساتين المستعملة للبيع بأسعار تتجاوز الألوف وكذلك بقية المقتنيات الخاصة .
عن هذا الموضوع او كما سمته الدكتورة هويدا الحاج حسن أخصائية نفسية ومتخصصة في العلاقات الزوجية "الفوضى المعلوماتية " تقول ان هناك وبين من ترسل هذه الرسائل جاهلة ليس لديها أي ثقافة او معرفة وتملك هذه المعلومة فترسلها عبر الشريط لمستقبلها دون التأكد من صحتها او مدى جدواها مع الحالة وبذلك يأخذ المحتاج هذه المعلومة المغلوطة وبذلك تنتشر عادات وعلاجات خاطئة بين أفراد المجتمع .
وتضيف بأنه لا بد ان يكون هذا الشريط تحت دراسة او إطلاع من استشاريين ومختصين من أطباء ونفسانيين يتلقون أي استفسار من المشاهدين ويقومون بدورهم بالإجابة عليه بشكل صحيح وسليم , كما ان تصديق فاعلية او فائدة أي وصفة او شراء أي خلطة هو في منتهى الخطورة لما فيه من تجاوز الكشف والالتقاء بالحالة مباشرة ومعرفة شكواها بالتفصيل , إنما يتم ذلك عبر رسالة لا تتجاوز عدد من الكلمات وترى ان في ذلك فوضى معلوماتية مخالفة للحضارة والتطور الفكري والعلاجي في المجتمع.
وتنبه الدكتورة هويدا الحاج إلى ان الإعلان او الترويج للوصفات او الخلطات بقصد بيعها إنما هو ضحك على البسطاء من الناس والسذج لما يحتمله الأمر من الغش والخداع في خلط هذه الوصفات .
وتعتبر الأخصائية الإجتماعية بدار المسنين بمكة المكرمة حفصة شعيب ما تعرضه هذه القنوات خروج عن حدود المحاورات المطلوبة وأصبحت بلا رقابة , فقد تحول إلى عرض فضائح ومشاكل المجتمع ومعاناة النساء في بيوتهن مع أزواجهن وما يعانينهن من أمور خاصة , والمفروض ان يتم خلال هذا الشريط استقبال فكرة او خبرة او اكتشاف مهم معروف المصدر وصحيح ,
وترى شعيب في تبادل العلاجات والوصفات او شراء الخلطات بأنها تعتبر تشجيع للتجارب الغير علاجية علناً قد يدخل فيها السحر او الخرافة او الشرك , فالجهل مثلاً بمكونات الوصفة عند شرائها قد يؤدي للتدليس كما ان الشخص المتناول لهذا العلاج قد لا يتناسب معه علاجه ويصاب بحساسية او يؤدي لنتيجة عكسية لحالته .
وتشير شعيب أيضاً لرسائل الأحلام وطلب تفسيرها بأنه تعلق با لغيبات وبناء الأمل ومسايرة الحياة على هذا الحلم بعد تفسيره , وكما هو معروف بأن للرؤية ضوابط وأوقات وشروط , وليس أي إنسان مؤهل لتفسير الرؤى .
فإن كان للقناة هدف وهو نشر برامج مهمة للأسرة والمجتمع فالشريط بما يحمله من معلومات يؤدي إلى إرباك المشاهد لما يحتويه من كم هائل من الشكاوى والأسئلة والمعلومات , وبمشاهدتها تفقد البرامج المعدة تأثيرها وفاعليتها على أذهان المشاهدين بالرغم من ان المجتمع بحاجة للثقافة العامة في جميع أمور الحياة بصورة صحيحة وسليمة .
وتقول ان للقناة التلفزيونية مصداقية كبيرة بين كثير من السيدات خاصة ربات البيوت وبمشاهدتهن لهذه الأشرطة التي تعرض في بعض القنوات المخصصة لهن تنشأ شريحة من المجتمع تحمل من الخطأ او الخطورة في الأفكار والثقافة ما يهدم به جيل قادم.
للأسف الشديد قلة حياء نشاهدها في تلك الاشرطة التي تعرض في القنوات الفضائية التي تبحث عن المال فقط مقابل التنازل عن كل شيء
شكرا عبير
جميع ما يرد في هذه الاشرطة يعبر عن ما يدور في خلد أبنائنا وبناتنا والضياع الذي يعيشون فيه فلا أعتقد أن القنوات هي من يكتب بل هم المشاهدين انفسهم فلماذا ننتقد القنوات بينما المشكلة من المشاهدين انفسهم؟؟؟؟؟
تحياتي…
😉 😉 😉 😉 😉 قلة حياء نشاهدها في تلك الاشرطة
جميع ما يرد في هذه الاشرطة يعبر عن ما يدور في خلد أبنائنا وبناتنا والضياع الذي يعيشون فيه فلا أعتقد أن القنوات هي من يكتب بل هم المشاهدين انفسهم فلماذا ننتقد القنوات بينما المشكلة من المشاهدين انفسهم؟؟؟؟؟
تحياتي…
😉 😉 😉 😉 😉 قلة حياء نشاهدها في تلك الاشرطة