لن اخوض في تفاصيل الانسحاب، وما هي دوافعه..؟ وهل هي مقبولة أم لا..؟ لأن الأمر اُشبع طرحاً، إلى أن تحول -من كثرة ما نُوقش- إلى قضية رأي عام..! وأقحموا سمعة الوطن ومكانتها في قضية رياضية لا تحتمل كل هذا الطرح المتشنج، وألصقوا بمرشحنا تهماً كثيرة، بل إن منهم من تعمد السخرية منه وأخذ الأمر لمنحى آخر بعيد عن الاحترام .
في بداية إعلان ترشيح الدكتور حافظ للدخول في المنافسة على رئاسة الاتحاد الآسيوي لم يكن الجميع يتطرق لمكانة المملكة أو إلى ثقلها السياسي والاقتصادي، وغيرها من العبارات المفخمة التي ظهرت بعد انسحاب مرشحنا، كل الانتقادات حينها كانت تدور حول جزئية التوقيت، وعدم وجود برنامج انتخابي واضح، وميزانية خاصة تدعم مسيرة مرشحنا فقط، هذا هو حديث الوسط الرياضي.
هذا الملف -بعد أن تحول من أمر ترشيح وتشريف للوطن إلى قضية شائكة اعتمدت على التأويلات والاستنتاجات- تفاصيله من البداية حتى النهاية عند الدكتور حافظ، وقد يصعب على الرجل توضيح كل الحقائق، وهذا ما أشار إليه قبل ظهوره في العربية، فهناك أسرار لدى كل مؤسسه من المؤسسات العامة والخاصة يصعب أن تظهر، وإذا كان من الضروري أن تُفشى فهي تحتاج إلى التوقيت المناسب للإفصاح عنها، ويبقى للمراقبين قراءة الأمر وفق وجهة نظر خاصة ترتبط بصاحبها دون أن يكون حولها أي تعليق من قبل أطراف القضية، وهذا بالفعل ما حدث مع حافظ المدلج، الرجل يحتفظ بأسرار كبيرة تخص هذا الملف الشائك ولا يمكنه البوح بها – وقد أشار لها في حديثه مع بتال القوس – لكن وفق قراءه خاصة أعتقد أن المدلج كان يقوم بعمل وطني بحت يترتب عليه خدمة الرياضية السعودية والعربية في آسيا .
بمعنى أن من قرروا أن يخوض المدلج غمار المنافسة كان تفكيرهم منصباً على هدف أهم من حكاية (التوافق) وهو تربع المملكة على العرش الآسيوي، لكن السؤال المطروح حينها: كيف يحدث هذا الأمر وفي هذا التوقيت..!؟
استطاع صاحب فكرة الترشيح أن يقنع القيادة الرياضية بفكرة الحل (التوافقي)؛ حتى يصبح الدخول في المنافسة بطريقة حكيمة هدفها المصلحة العامة للدول العربية في آسيا، وتَوقع صاحب الفكرة أن تمر فكرته بطريقة أو بأخرى وتمضي أهدافه في الاتجاه المطلوب بمباركة من الجهات العليا في الدولة بعد أن تم شرح الفكرة بكل تفاصيلها لهم، فرئاسة الاتحاد الآسيوي من أقصر الطرق تعد إنجازاً كبيراً للرياضة السعودية، وقد توفر على الدولة الجهد والتكاليف.. إلا أن الأمر لم يتم كما كان مخططاً له فكانت النتيجة انسحاب المدلج من هذا السباق قبل وقت الاقتراع .
ما يعزز هذا التحليل ويجعله مقبولاً ومنطقياً أن الهدف العام المطروح حينها فوز أحد المرشحين العرب بالمنصب، وهذا الأمر لم يكن صعباً؛ لأن المرشحين حينها كانوا ثلاثة أشخاص؛ منهم اثنان من الخليج وواحد من شرق القارة؛ بما يعني أن فرصة فوز العرب كانت بنسبة 90%؛ فلم يكن لفكرة الحل (التوافقي) ما يبررها سوى وصول السعودية بمرشحها للمنصب .
محصلة هذا الأمر تدل دلالة واضحة على أن الفكر الإداري لدى المؤسسة الرياضية لدينا لم يكن أقل من المطلوب، بل برهنوا – متى ما كانت قراءتي لهذا الأمر صحيحة- على أن هناك من يجيد اللعبة، وأعني لعبة الانتخابات، كانت فكرة محبوكة ولولا أن هناك من يُجيد قراءة المواقف لأصبح الآن الدكتور حافظ المدلج هو رئيس الاتحاد الآسيوي، وأعني هنا الشيخ فهد الأحمد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي دعم الشيخ سلمان آل خليفة وأكد له أنه ليس بحاجة لهذا (التوافق) ففرص فوزه شبه مؤكدة .
لهذا من الظلم الكبير أن يقسوا إعلامنا على مرشحنا وهو الرجل الذي وضع اسمه ومكانته الأدبية من أجل الوطن وقرر أن يمتثل لندائه، كنت أتمنى أن يجد إنصافاً من الجميع، ويقفوا معه في هذه المرحلة، وخصوصاً أن المؤشرات كانت تدل على أن الفكرة قد تنجح .
ودمتم بخير،،[/JUSTIFY]