المحلية

أليس في مكة رجل رشيد ؟

[COLOR=#E4011D]أليس في مكة رجل رشيد ؟[/COLOR] أحمد صالح حلبي
[JUSTIFY] توقفت نبضات قلبي وتجمد قلمي وصمت لساني فلم أعد قادرا على نطق حرف فكيف بي أن أقول كلمة وأنا أرى أبناء مكة المكرمة ممن يدعون حبهم لها وسعيهم لخدمتها وقد تناحروا على منصب هنا وآخر هناك الكل منهم يدعي أحقيته به وهم في حقيقة واقعهم خالف البعض منهم العرف قبل أن يخالفوا النظام .

سألت نفسي : لما أنتم يا أبناء مكة المكرمة تشمرون سواعدكم لتقاتلوا بعضكم وتحاربوا نجاحاتكم ؟
فلم أجد لسؤالي اجابة شافية أو حتى كافية بالأمس كان نادي الوحدة الرياضي يمثل واجهة مكة المكرمة الرياضية والاجتماعية فشمرت السواعد لمحاربة كل من يتولى رئاسته بدأ من الاستاذ / عبدالوهاب صبان الرجل التربوي والوجه الاجتماعي والإنسان الرياضي يومها سلت رماح الاقلام عبر الصحف الورقية قبل أن تظهر الصحف الاليكترونية والقنوات الفضائية فقيل ما قيل بحقه حتى جاء الوقت الذي وجد فيه الصبان نفسه غير قادر على العمل وسط بيئة غير صحية وجاء من جاء بعده كالأستاذة حاتم عبدالسلام وعبدالمعطي كعكي وجمال تونسي وغيرهم ممن لا تحضرني أسمائهم فوجدوا أن الاجواء غير مناسبة .

وحينما جاء الاستاذ / علي داوود وهو ابن من أبناء مكة المكرمة ولاعب سابق بنادي الوحدة وشخصية اعلامية ورياضية مرموقة واجه سيلا من الانتقادات رغم سعيه لانتشال الوحدة من مصاف أندية الدرجة الأولى الى مصاف أندية الممتاز وكان حينها يأمل بأن يجد من يشد من أزره ويدعمه لكن أمنيته خابت فلم يجد سوى رماح تقذفه من هنا وأخرى من هناك وبين صراع عاشه اياما وليال وجد فريق كرة القدم الأول نفسه عائدا الى مصاف أندية الدرجة الأولى كما وجد الاستاذ / علي داوود ثلة من الباحثين عن المناصب يطالبون برحيله !
وان توجهنا صوب ” جريدة النـدوة ” فإننا نجد أن ما حدث بها ليس بغريب فقد حدث لغيرها من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخدمية والإعلامية بمكة المكرمة الكثير كلما أطلت ببريق سكينة وهدوء وخطوة نحو النجاح .

وحينما قيل بأن هناك صحيفة جديدة ستحل محل ” النـدوة ” يقال لها ” صحيفة مكة ” سلت الأقلام وأرتفعت الصيحات مطالبة ببقاء اسم ” النـدوة ” وعدم التفريط فيه !
وكان البقاء والتطوير يكمن في الإسم ومن يطالبون ببقاء اسم ” النـدوة ” الآن كان أكثرهم من قبل محاربين لـ ” الندوة ” فلاهم معلنين بها ولاهم مشتركين بها .

وحينما جاء من يغلق أبوابها بالسلاسل ويشهر بها في الإعلام قالوا إنه محق حتى وإن أحرق أفئدة من تتلمذوا داخل أروقتها ومن عشقوها ومن المؤكد أنه سيأتي يوما لنراه وقد تقلد منصبا رفيعا داخل أروقة ” صحيفة مكة ” البديلة عن ” النـدوة ” لأن هناك بكل آسف من يعشق المسيئين للكيانات المكية .

ولنترك ” النـدوة ” أو “صحيفة مكة ” لحالها المترقب وننظر صوب ما حل وحدث بمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا التي كانت الى الأمس القريب مثالا يحتذي به في التطوير والتحديث والألفة والمحبة وغدت اليوم مسرحا للصراعات والخلافات والتنازعات بعد أن ضرب أبنائها بعضهم البعض وظهرت عبارة ” هيا بنا نحارب النجاح ” .

ولم يكن نادي مكة الثقافي الأدبي هو الآخر ببعيد فقد واجه وسيواجه الكثير من الإنتقادات والنزاعات داخليا وخارجيا خاصة وأن هناك من بين أعضائه للآسف من يسعى للوصول الى قمة الهرم وإعتلاء المناصب والمنابر وهو غير مؤهل لها .

أما الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة وقبل أن أقول مايختلج بقلبي فإنني سأجد من يتهمني بالتواطؤ مع هذا أو ذاك دون النظر الى الواقع والإعتراف بالحقيقة فان كانت الإنتخابات قد فتحت أبوابها ونال المرشحون نصيبهم منها فإن من نال أعلى الأصوات يكون الأحق بالرئاسة لأنه نال ثقة التجار والصناع هذا ان أردنا الحديث بواقعية .

أو إفساح المجال أمام الشباب بعد أن كسبوا الخبرة .

وان أردنا الحديث بالعرف فان الاحق بالرئاسة هو الأكبر سنا وهذا ما قام به مكتب الزمازمة الموحد بعد الإنتخابات التي أجريت عام 1423هـ .
حيث تم اختيار الشيخ / أحمد زيني رئيسا للمكتب لكبر سنه ومكانته الإجتماعية وأستمر في الرئاسة حتى الى 2 / 5 / 1429 هـ رغم أنه لم يخض الإنتخابات بل جاء بالتعيين وقد أراد أعضاء المكتب حينها أن يمنحوا الرجل مكانته ففضلوا توليه رئاسة المكتب تقديرا له .

وان قلنا غرفة مكة الى أين ؟
فانه سؤال يصعب الإجابة عليه في ظل عملية التناحر والتنافر وإصرار البعض على التمسك برأيه . لكن الإصرار على موقف بدعوى توفر علاقات مع شخصيات مرموقة لن يخدم أحدا.

وقبل الختام أقول ” اليس في مكة رجل رشيد ؟ ” قادر على جمع الاخوة وحل المعضلات ؟[/JUSTIFY]

أحمد صالح حلبي

كاتب مهتم بشؤون الحج

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل يصور الواقع الذي -للأسف – آل اليه وضع أبناء مكة المكرمة الذين نسوا انهم في اطهر بقاع الأرض وانهم احفاد صحابة رسول الله الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الحق وإظهار قيم الدين وأخلاقه ومبادئه .. ونحن نتطاحن في سبيل المناصب والمراكز التي لا يستحقها كثيرون ممن يلهثون خلفها ولا حول ولا قوة الا بالله .

  2. اخي احمد. لقد حوى مقالك على جوانت هامة في الشأن المكي والتناحر على المناصب فأين العقلاء من المجتمع المكي لمنع مثل هذه اللمارسات غير الاخلاقية التي شوهت صورتنا . أسأل الله ان يبدل حالنا الى احسن حال .

  3. مقال جميل يصور الواقع الذي -للأسف – آل اليه وضع أبناء مكة المكرمة الذين نسوا انهم في اطهر بقاع الأرض وانهم احفاد صحابة رسول الله الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الحق وإظهار قيم الدين وأخلاقه ومبادئه .. ونحن نتطاحن في سبيل المناصب والمراكز التي لا يستحقها كثيرون ممن يلهثون خلفها ولا حول ولا قوة الا بالله .

  4. اخي احمد. لقد حوى مقالك على جوانت هامة في الشأن المكي والتناحر على المناصب فأين العقلاء من المجتمع المكي لمنع مثل هذه اللمارسات غير الاخلاقية التي شوهت صورتنا . أسأل الله ان يبدل حالنا الى احسن حال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى