توجهت إليه بسؤال مكتظ بإستفهامات شتى حول نقطة لفتت انتباهي بشكل شديد جداً ألا وهي : طلاب السنة التمهيدية وجلوس كل طالبين على مقعد واحد…!
ذكر لي بأن هذا الوضع مؤقت وسوف تقوم الإدارة المدرسية بفتح شعبة أخرى وتنظيم الطلاب بشكل أفضل مما هو عليه من ذي قبل.
لكن وفي أثناء الحديث معه -جزاه الله خير الجزاء- تبيّن أن هذه صورة مصغّرة فقط لما تشهده -بعض-مدارسنا بالمملكة العربية السعودية من إهمال وتقصير متبادل مابين الإدارة والمنزل.
أما ما يتعلق بالإدارة فليس هناك آلية واضحة ونظام صارم حول تسجيل الطلاب واكتمال جميع المستندات المطلوبة قبل بدء الدراسة ولا يوجد حس بالأمانة الملقاة على عاتقها حول جاهزية البيئة التعليمية وإمكانية تجهيزها والعمل بجد ونشاط حول كل ما يخص هذا الجانب رغم أن الدولة لم تألو جهداً في توفير المادة المناسبة لمثل هذه المشاريع .
ولا يخفى على أحد منّا ما نقرأه بشكل يومي عن الحوادث المتنوعة التي تشهدها كثير من مباني الدراسة والتي راح ضحيتها أنفس بريئة أرادت أن تنهل من ينبوع العلم إلا أن ذلك الينبوع خيّب ظنّها و سقاها بشئ مختلط لا يُعرف له طعم ولا رائحة .
وما يخص المنزل فالبعض من أولياء الأمور -هداهم الله- لا يأتي إلاّ وقد بدأت الدراسة وتوزعت المقررات الدراسية ويجر ابنه جراً وما إن يدخل من باب الإدارة حتى يبدأ في اطلاق أنواع الإتهامات والعبارات المُلغمة باللوم والعتب ُحول ابنه وأن الإدارة لابد أن تضمه إلى فصولها حتى لو كانت مكتظة بالطلاب .
ألا يعلم أنه بتصرفه هذا قد رسم عنه صورة غير سليمة لدى ابنه الذي يعتبر والده هو المدرسة الأولى بالنسبة إليه ؟
ألا يعلم أنه بإستهتاره بالأنظمة المعروفة ربما يسلب ابنه حق من حقوقه في حال عدم قبول ادرا ة المدرسة له ؟
الأدهى والأمرّ من ذلك -والذي ذكره لي أستاذي الفاضل- أن هناك طلاب ينتقلون للمرحلة المتوسطة وهم بلا إثبات ، أي غير مضافين في بطاقة العائلة
ومن هو المسؤول عن هذا الفعل الشنيع غير رب الأسرة ؟!!
في معظم الأحيان هناك تهاون يحصل من الإدارة مع هذه الفئة الغريبة من البشر لإحدى سببين :
إما أنها قد تعاطفت مع الطالب ولا تُريد المشاركة في سلبه حقه في التعليم. أو أنها متساهلة جداً ولا يوجد لديها نظام مُشدد حول القبول مما جعل بذرة عدم الإحساس بالمسؤولية تنمو وتتكاثر في نفوس كثير من أولياء الأمور .
و بنظري – شاءت أم أبت -ستكون في كلتا الحالتين طرف مُشارك في عدم تنمية روح المسؤولية داخل كل شخص قد أصبح يضم تحت جناحه عدة أشخاص ينبغي أن يكون لهم قدوة صالحة بجميع تصرفاته و التي لابد أن تكتسي حُلّة من عقلانية واعية ومسؤولة .
ربما نحن لم ندرك بعد ما معنى (التربية والتعليم) ولم نكتشف ما تحتويه هذه الكلمتين من قواعد وأساسيات ينبغي على الجميع مراعاتها والسير معها نحو تعليم أفضل لجيلٍ سيصبح غداً ذو شأنٍ عظيم .
إن عومل معاملة عادلة وتم تغذيته (عقلياً وروحياً ) تغذية سليمة وواضحة لا تسير إلاّ على خطى ثابتة نحو القمة التي ينشدها كثير من أبناء هذه الدولة المباركة .
كذلك لم نتدبر قول المصطفى صلوات ربي عليه وسلامه حينما قال :[ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته] أو كما قال بأبي هو وأمي .
لأننا حينما نستوعب هذه المسؤولية وننميها بدواخلنا بشكل يرضي الله جل في علاه سنكون بلا شك أمة تفتخر بمخرجاتها التعليمية والتي أُحيطت بكامل الإهتمام منذ السنة اللأولى وحتى نهاية الرحلة في طلب العلم والتي لا نهاية لها إلا بنهاية النفس البشرية .
و حينما يُدرك ولي أمر الطالب وتُدرك الإدارة المدرسية هذا كله ستكون رؤوس أبنائنا دائماً مرفوعة ذلك لأنهم قد وجدوا من يأخذ بأيديهم نحو الهدف المنشود بشكل صحيح لا تخدشه أخطاء وُجدت بسبب وبدون سبب .
وسيكون الوطن فخور بمخرجاته وسيقوم بالإستغناء عن كثير ممن يضمهم في أحضانه من أبناء الدول المجاورة ويحتضن من هم أولى بذلك .[/JUSTIFY]